حياة مع إيقاف التنفيذ| ضمور العضلات يؤجل أحلام «دعاء»

ضمور العضلات يؤجل أحلام «دعاء»
ضمور العضلات يؤجل أحلام «دعاء»

كتب: هاجر زين العابدين

يتوغل ضمور العضلات في صمت  ليفاجئ المريض بأعراضه التي غالبا  ما يصعب علي الأطباء  تشخيصها ، وكأنه وحش يترقب فريسته وينقض عليها لينهش جسدها بالتدريج حتى تتحول إلى كتلة لحم بشري غير قادرة على تحريك حتى أصابع اليد.

من داخل قرية «بنهاي» بمركز الباجور التابعة لمحافظة المنوفية تجلس دعاء محمد السيد 32 عاما على الكرسي  المتحرك، وهي تشاهد الأطفال من نافذة غرفتها يمرحون ، فتتذكر ملامح طفولتها التى لم تختلف كثيراً عن المشهد الذي  تراه أمامها ، سرعان مااغرورقت عيناها بالدموع، ولكنها قررت ألا تستسلم لألامها وتواجهها بالرسم .

 

«ولدت طفلة طبيعية وكنت بأتحرك بشكل عادي وفى سن الـ13 من عمري  بدأت أتعب وأصبحت أتحرك بصعوبة».. تحكي دعاء لنا، أنها عاشت طفولة طبيعية، كانت تخرج لتلهو مع الأطفال من أبناء القرية، ولكنها أصبحت فجأة لا تستطيع الحركة بسهولة، وذهبت بها والدتها للطبيب، فلم يستطع تشخيص حالتها  في البداية بشكل صحيح  .

شخّص الطبيب حالتها أن قدمها اليسرى أقصر من اليمنى مما سبب لها صعوبة في الحركة، فخضعت لعملية جراحية في قدمها اليسرى، وبعد مرور عام  من إجراء الجراحة لم يظهر عليها أي تحسن، بل زاد الأمر سوءًا، وأصبحت تعتمد على "العكاز" في حركتها وأصبح رفيقاً لها حتى مرحلة الاعدادية . 

 

فشل تشخيص الأطباء لحالتها جعلها تتدهور ببطء، مما جعلها تستبدل العكاز بالكرسي المتحرك في المرحلة الثانوية .

 

 

أصبحت الأم هي من تتحمل مسئولية الاهتمام بالابنة العاجزة ، ورغم مشقة الذهاب للمدرسة التي تبعد عن قريتها حوالي (5 كيلو)، ويلزمها ذلك اعتياد ركوب "ميكروباص"،  إلا أنها واظبت على الذهاب للمدرسة، ورغم نجاحها في الثانوية لكن مرضها منعها من استكمال حلمها بالتحاقها بكلية الفنون الجميلة .

«كنت بفرغ طاقتي في الشخبطة والرسم على المذكرات فلم أكن أخرج  نهائيا من المنزل» .. لم تجد العشرينية حينها شيئاً تفعله سوى ممارسة هوايتها في الرسم، بل وجدت داخل رسوماتها الحياة الخيالية التي كانت تحلم بها .