«المرض الانتهازى».. يثير الذعر في العالم

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

◄«تاج الدين»: لا يوجد قلق من الفطر الأسود وغير مرتبط بكورونا.. والفطريات فى مصر ليست منتشرة
◄الأطباء: مرض غير معدٍ ونادر.. وخط الدفاع الأول هو الحماية الشخصية والبعد عن التجمعات وتفعيل التدابير الصحية اللازمة 

كتبت  مروة صالح

هلع من جديد ورعب يسيطر على العالم، فلم يتخلص العالم من وباء كورونا، خرجت علينا السلطات الصحية الهندية عن ظهور مرض جديد يدعى «الفطر الأسود» مؤكدين أنه يلازم العديد من مرضى فيروس كورونا في تحوره الجديد بمقطاعات الهند، وأن عدد الأشخاص الذين يموتون من الفطر الأسود يتزايد بشكل كبير فى الهند، وخلال الأيام القليلة الماضية أصاب المصريون حالة من الخوف والذعر بعد شائعات وجود إصابات لبعض الحالات فى مصر.


«الأخبار المسائى»رصدت هذه الشائعات واستطلعت آراء الخبراء والأطباء والمتخصصين حول هذا المرض الذى يثير المخاوف ليس فى مصر فقط ولكن فى كل أنحاء العالم، مؤكدين أن الفطر الأسود عبارة عن فطريات نادرة تؤثر بشكل أساسي على من تكون مناعته ضعيفة، وتعيش عادة في التربة والمواد العضوية المتحللة، ويسمى «مرض انتهازي»، يهاجم الفك والعين ويهدد بالوفاة، وسمى انتهازي لأنه يعيش في جسم الإنسان، وينتهز فرصة قلة المناعة ليبدأ نشاطه ويهاجم ويسبب مرضا خطيرا، ومميتا في بعض الأحيان، وهذا النوع من الفطريات نادر للغاية وقد يصيب الأشخاص الذين لديهم مناعة أنظمة تضررت من قبل، لذلك بدأ يظهر بعد تفشي فيروس كورونا، وتشترك الفطريات السوداء في بعض الخصائص المميزة والتكيفات الفسيولوجية التي تمكن الفطريات السوداء من المقاومة العالية للضغوط البيئية، وتغزو الفطريات الجيوب الأنفية وتشق طريقها إلى داخل الجمجمة، وأن الفطر الأسود له علاج دوائى حال تم تشخيصه في مرحلة مبكرة ولكن في حال تأخر الحالة قد يتم استئصال الجزء المصاب سواء في العين أو الأنف أو جزء من الوجه وقد يصل إلى المخ، وقد يحدث الإصابة بالفطر الأسود بسبب استعمال الأدوية والمضادات الحيوية أو بروتوكول كورونا دون استشارة طبيب.


ويقول الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية إن الفطريات في مصر ليست منتشرة كثيرا ولكنها موجودة والأدوية التي تعالج الفطريات نستخدمها في بعض الأحيان وهذه الفطريات قد تتواجد في الحالات الشديدة وبعض المتواجدين في العناية المركزة وبعض مرضى الأورام، فالفطريات موجودة ولكن ليست منتشرة بشدة ولا نتحدث عنها كثيرا نتيجة بعض الأمراض الشديدة والأمراض المتعددة ويأخذون بعض الأدوية وقد يصابوا ببعض الفطريات، وقال مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية، لا يوجد أبدا أى داع للقلق من الفطر الأسود، فهو سلالة من السلالات الخاصة بالفطريات ونعرف هذا الكلام، فبعض الناس عندما يأخذون مضادات حيوية يأتى لهم طبقة بيضاء في فمهم، فهذا ليس جديدا أو غريبا أو وباء، والفطر الأسود له علاقة بمضاعفات كورونا ومضاعفات أمراض كثيرة ولكن ليس متربطا ارتباطا وثيقا بفيروس كورونا وليس سببا مباشرا للفشل التنفسى أو للوفاة.


ويقول الدكتور محمد مجاهد هيكل استشارى الباطنة إن «الفطر الأسود» ليس بمرض معد، وبالتالي لا يمكن أن ينتقل بين البشر والحيوانات، ويصاب الأفراد بهذه العدوى عن طريق التعرض للفطريات في البيئة إذا تم استنشاقها، يمكن أن تصيب الفطريات الرئتين أو الجيوب الأنفية، ويمكن التقاطها عن طريق الاستنشاق أو عند ملامستها جلد مفتوح من خلال جرح أو حرق عن طريق الجلد، ويمكن أن تنتشر العدوى لاحقا إلى مجرى الدم، وتصل إلى أعضاء مثل الدماغ والقلب والطحال أيضا، وعندما يتسبب في مهاجمة داء الغشاء المخاطى بالجهاز الهضمي، فقد تظهر بعض الأعراض مثل آلام في البطن وغثيان وقيء وحدوث نزيف في الجهاز الهضمى.


ومن ناحية أخرى كشف الدكتور وائل صفوت، استشارى الباطنة العامة والتوعية الصحية، ومستشار الاتحاد الدولى لمكافحة السل وأمراض الرئة عن أن مرض الفطر الأسود أو فطر الغشاء المخاطى، تحدث الإصابة به للأشخاص ذوي المناعة الضعيفة المتدهورة أو مرضى السكري في مراحل متقدمة من المرض، وأن الفطر هو نوع من العدوى الفطرية الذى تمت ملاحظة وجود إصابات عالية به في الهند فى الفترة الأخيرة مع مرضى متعافين من الوباء العالمي أو مرضى ما زالوا تحت العلاج، مؤكدا أن المرض غير معد ولا ينتقل من شخص لآخر، وتحدث الإصابة عن طريق عفن يتواجد في البيئات الرطبة مثل التربة أو السماد، أو أي سطح رطب قد تنمو عليه أنواع من الفطريات ،ويمكن أن يهاجم الجهاز التنفسي أو الجلد.


وكشف استشاري الباطنة، عن أن هذه الفطريات ذات الأنواع المتعددة ليست ضارة لمعظم الناس، لكنها يمكن أن تسبب التهابات خطيرة للأشخاص ذوي المناعة المتدهورة مثل مرضى السكرى، والأشخاص الذين يتناولون المنشطات، وأولئك الذين يعانون من أمراض تؤثر على المناعة مثل السرطان أو زرع الأعضاء، وأوضح أن الفطر والمرض موجودان من مئات السنين وليس اكتشافا جديدا، ولا ينتقل من شخص لشخص إنما قد ينتقل من خلال استخدام أجهزة التنفس والأكسجين الملوثة وبدون تعقيم سليم، وأرجع حقيقة ارتباط هذا المرض بالوباء الحالي كورونا إلى أن الوباء يضعف المناعة كما أن العلاج بكميات مكثفة من المضادات الحيوية والكورتيزون يساعد على نموه ويضعف المناعة. 


وحذر المواطنين قائلا: بعيد عن الأعراض المرعبة لمرض الفطر الأسود، فخط دفاعنا الأول هو حماية أنفسنا من هذا الوباء العالمى بالبعد عن التجمعات واتخاذ التدابير الصحية اللازمة وارتداء الكمامات وغسل الأيدى.  
وكشف الدكتور حاتم بدران أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بطب قصر العيني، أن كثيرا من وفيات الفطر الأسود ينتج من مضاعفات الأدوية نفسها التي قد تسبب فشلا كلويا حادا، وأن جرعات الكورتيزون التي تصرف حاليا دون روشتات مرفوضة، ويجب أن يتحدد لكل حالة حسب حالتها وفقا لرأي الطبيب  كجرعة ومدة وهل تحتاجها أم لا، وللأسف ما يحدث حاليا أن الصيدليات بتصرف لأي شخص مريض بكورونا، مضاد حيوي وكورتيزون من أول يوم للأعراض، في حين أن الاستخدام الخاطيء للمضاد الحيوي بيزود الإصابة بالفطر الأسود أيا كان نوعه. 


وكشف الدكتور نزيه رمضان إخصائى طب الأطفال وحديث الولادة،عن أن أشهر الإصابات الفطرية في الأطفال هو الكانديدا (الفطر الأبيض) الذى يسبب التهابات الفم المميزة بالطفح الأبيض فى فم الرضع أو تلك التي تسبب تسلخات أو التهابات الحفاض في الأطفال، وغالبا معظم الأطفال مروا بها، هذا بالإضافة إلي فطريات (تينيا الجلد) وكلها إصابات بسيطة وعلاجاتها بسيطة وموضعية، وهناك إصابات فطرية خطيرة تصيب الأطفال ذوي المناعة الضعيفة مثل (الأطفال المصابون بسرطان الدم أو الذين يأخذون جرعات من الكيماوي أو جرعات كبيرة من الكورتيزون أو مثبطات المناعة أو مرض سكر غير منضبط) الإصابات الخطيرة قد تكون قاتلة وأشهرها فطر (الكانديدا) نفسه الذي يسبب إصابات سطحية بسيطة كما ذكرنا، ربما يسبب إصابات خطيرة ، ومنها ايضا  (الفطر الأسود)  وأردف قائلا «أظن أن الفطر الأسود  موجود  في حالات  أطفال بمصر  و لم أسمع عن إصابات به ، لكن هناك حالات فطرية أخري خطيرة غير الفطر الأسود.


ونصح بأن الوقاية من الأمراض الفطرية عموما في الأطفال تتمثل فى الاهتمام بالعناية الشخصية واستعمال مناشف خاصة لكل طفل وأداوت شخصية
وغسل الجسم بماء نظيف والتنشيف الجيد بعد استعمال حمامات السباحة، وعدم المشي حافيا في الأماكن العامة خصوصا الحمامات والأماكن غير النظيفة، وعدم الإسراف فى استخدام المضادات الحيوية.
 

اقرأ أيضا| الصحة: تسجيل 1140 حالة إيجابية جديدة بفيروس كورونا.. و49 وفاة