قصة حقيقية.. 100 فلاح وفلاحة في قرية بشتيل يحملون الجنسية الروسية

قصة حقيقية.. 100 فلاح وفلاحة في قرية بشتيل يحملون الجنسية الروسية
قصة حقيقية.. 100 فلاح وفلاحة في قرية بشتيل يحملون الجنسية الروسية

كتب: محمد سيف


قصة حقيقة ولا في الخيال، كانت حاضرة وبقوة عام 1962، بدأ أول فصولها مع طلب 100 فلاح وفلاحة من قرية بشتيل بمحافظة الجيزة الحصول على الجنسية المصرية, بعدما قرر عمدة القرية منح الجنسية المصرية للنساء فقط وحرمان الرجال منها.

 

ليس هذا هو الغريب في الأمر ولكن المفاجأة أن هؤلاء الفلاحين يحملون الجنسية الروسية، ففي أحد البيوت الريفية بقرية يشتيل منذ 85 عاما يقطن الحاج سليمان إسماعيل محمد فاضل أغا جوريجي الخارازي, هذا هو اسمه بالكامل ولكن يطلق عليه الحاج سليمان الجندي, ولا يعرف شيئا إطلاقا عن بلد تسمى روسيا أو أحد قادتها, ولكن خانة الجنسية ببطاقته كتب فيها روسي أبيض.

 

الحاج سليمان حين تحدث لمجلة أخر ساعة في العام نفسه أكد أنه مضى على تواجد أسرته في مصر قرابة 100 عام، عندما حضر محمد أغا الجوريجي إلى القاهرة في عهد محمد علي مع محمد اغا السلحدار الذي كان يعمل بالجيش في ذلك الوقت وافترقا وسار كل فرد في طريقه.

 

وفي يوم من الأيام كان جده محمد يصطاد الطيور ببندقيته فتشاجر مع الفلاحين وكان لا يعلم اللغة العربية وقتها بل كان يتكلم التركية, وبعد أن تشاجروا ذهبوا إلى السلحدار الذي عرف جدي وقام بإرضاء الفلاحين وصرفهم وعاد سليمان ومحمد صديقين لا يفترقان.

 

اقرأ أيضًا| إنعام سالوسة.. أول من علمت سعاد حسني «التمثيل» 


وخصص السلحدار جناحا في قصره الكبير بالمنيرة لجده محمد أغا, وتزوج الجد أحد جواريه وأنجب منها وسيلة ومهتاب وتزوجت كل واحدة منهم وافترق شمل الأسرة, واستقرت مهتاب في قرية بشتيل وتناسلت الأسرة وتزاوجوا من الفلاحين في القرية.   


الحاج سليمان أكد أن هذه هي قصته الحقيقية التي يعرفها أما بخصوص الجنسية الروسية فلا يعلم من أين أتت, ولكنه نشأ وأهل القرية يقولون عنه أنه روسي أبيض ونشأ كل الأولاد أيضا على ذلك, وعند حصر الأجانب في مصر بعد إلغاء الحماية, تم كتابة أسمائهم مع الأجانب في مكتب تقييد الروس المهاجرين بوزارة الداخلية وأصبحوا منذ ذلك الوقت مقيدين على أنهم أجانب يحملون الجنسية الروسية.

 

وعندما حاول أن يترشح على عمودية قرية بشتيل فوجئ الحاج سليمان بقصة الجنسية الروسية, وقام بالتنازل عنها وأرسل للقنصلية الروسية في ذلك الوقت تنازلا عن الجنسية ولكنهم رفضوا.

 

وكان قد نشب خلاف بين أسرة سليمان وأسرة عمدة بشتيل بعد التنازع على ملكية قطعة من الأرض قام والد سليمان بشرائها من راقصة من ميت غمر ولكنه لم يسجلها, وقام العمدة بشرائها أيضا ولكنه قام بتسجيلها لتبدأ المشاكل بين الأسرتين والتي على إثرها كان العمدة يمنح الجنسية المصرية لمن يشأ من المواليد وبالأخص من النساء ويحرم منها الرجال.

 

والغريب في الأمر أن العمدة يصر على أنهم أجانب وليسوا مصريين ويقومون بتسديد مبالغ للإقامة, ولكن في نفس الوقت عند طلب وزارة الحربية للمجندين قام العمدة بإرسال ثلاثة من شبان العائلة لأداء الخدمة العسكرية.. فكيف لمن يحمل الجنسية الروسية أن ينضم للجيش المصري.

 

سليمان وفي العام 1962 أكد أنه لا يصدق أنه روسي كما يقولون، وقد رفض تجديد الإقامة وجددوها له بالمجان وأعطوه شهادة إقامة تنتهي بعد نصف عام؛ حيث أرسلت له وزارة الشئون الاجتماعية إخطارا تطلب منه التقدم بطلب ترخيص بالعمل في مصر, و"ضحك بالطبع على هؤلاء الناس".

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم