حكايات| يزينها الكرسي البابوي.. أقدم كنيسة في أفريقيا على أرض الإسكندرية «صور»

الكرسي البابوي
الكرسي البابوي

استخدمت للصلاة لأول مرة عام 62 ميلادية، وظلت على مدار 1000 عام مقرا للكرسي البابوي؛ حيث تحوي رأس "القديس مارمرقس".. إنها الكنيسة المرقسية في الإسكندرية، أقدم كنائس مصر وأفريقيا.

لا تزال الكنيسة المرقسية في محطة الرمل، تحتفظ بأسرارها والتي عرفت قديما باسم "كنيسة بوكاليا"، تزامنا مع احتفالات عيد القيامة المجيد.

اقرأ أيضا|حكايات| «شحاتين» لكن أثرياء.. قصص واقعية لمتسولين في شوارع مصر

62 ميلادية

وفقا للقمص بيشوي كامل، مؤلف كتاب مارمرقس، شيدت المرقسية في نفس موقع أول كنيسة أقيمت في القطر المصري، واستخدمت للصلاة لأول مرة حوالي عام 62 ميلادية مع دخول المسيحية إلى مصر.

شهدت "المرقسية" أول عملية توسعة في تاريخها في عهد البابا أرشيلاوس سنة 295 م، إلا أنها أحُرقت سنة 644 م، وهدمت 3 مرات، أحدهم أثناء الحملة الفرنسية سنة 1798م ليتم تجديدها عدة مرات على مر العصور.

وفي العصر الحديث، وتحديدا عام 1950 تدهور مبنى الكنيسة وصارت قبابها آيلة للسقوط فتم هدمها وإقامة المبنى القائم حاليا في موقعها، ليفتتحها البابا يوساب الثاني في عيد الكاروز يوم 9 نوفمبر سنة 1952.

7 مذابح

"مارمرقس".."مارجرجس".."الملاك ميخائيل".. 3 مذابح تحويها الكنيسة المرقسية بمحطة الرمل، ويزينها منارتيها نقوش قبطية وجرسين

وفي عهد البابا شنودة الثالث في عام 1990 تم توسعة الكنيسة حتى أصبحت تسع حاليا نحو 1200 مصلي جلوسًا، فتضاعفت المساحة الكلية للكنيسة ووصل عدد المذابح لـ 7.

تزين جدران الكنيسة المرقسية 4 أيقونات أثرية من الموزاييك من تصميم الفنان القبطى "إيزاك فانوس"، فضلا عن أيقونتان أثريتان بالمدخل للسيد المسيح والسيدة العذراء تمت تغشيتها بالذهب والفضة.

وأجرت الكنيسة مؤخرا مشروع لترميم الأيقونات وحامل الأيقونات من خلال بعثة يونانية، وذلك بتكلفة تقدر بنحو 7 ملايين جنيه، بتوجيهات من البابا تواضروس الثاني.

الكرسي الأثري

وعلى مدار نحو ألف عام ظلت الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، مقرا لبطريرك الكنيسة ثم انتقل المقر عدة مرات إلى أن أصبح الآن في أرض الأنبا رويس بالعباسية.

وتحوي الكنيسة الكرسي البابوي الأثري الذي جلس عليه العديد من بابوات الإسكندرية في القرن التاسع عشر والقرن العشرين، أبرزهم البابا كيرلس الخامس أطول من جلس على الكرسي البابوي لمدة 52 عامًا و9 أشهر.

وفي الطابق السفلي للكنيسة المرقسية تقع مقبرة أثرية تضم رفات الآباء البطاركة للكرسي البابوي في الألفية الأولى الميلادية، وجرى تدوين أسمائهم على لوحة رخامية باللغات القبطية والعربية والإنجليزية.

دفن القديس مارمرقس بالكنيسة التي دشنها بيده عام 68 ميلادية، إلا أنها سرقت ونقلت إلى إيطاليا حتى سنة 1968، بعدما طالب البابا كيرلس السادس بإعادة رفاته بمناسبة مرور 19 قرنًا على استشهاده، فعاد الكاروز واستقبله البابا في مطار القاهرة.