أنتيكات بطعم الصيام.. البيوت المصرية تتزين بصنعة «أهل رمضان»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مفارش.. شموع.. بلورات فوانيس.. ومجسمات رمضانية 

بائع: انتعاش فى أسواق حارة اليهود بعد عام من الركود بسبب كورونا 

"هند" خصصت جزءاً من منزلها لعمل ورشة يدوية لمفارش خيامية.. وعروس: اشتريت منها بجهازى 


البهجة هذا العام «سيدة المشهد»، فوسط الأغنيات الرمضانية «مرحب شهر الصوم مرحب، لياليك عادت في أمان»، التي تصدح في جميع الشوارع والأزقة والأحياء، يقدم البعض على تزيين بيته بالمفارش والوسائد الخيامية والأنتيكات الرمضانية بألوانها وأشكالها المتنوعة، كل من هنا وهناك يحاول أن يجعل كل ركن في منزله على استعداد لاستقبال شهر رمضان المبارك، والتي تحتل ركناً أساسياً في كل البيوت المصرية، وكان آخرها قماش الخيامية المزين بوجوه الشخصيات التى ارتبط بها المواطنون في شهر رمضان «بوجى وطمطم، بكار، فطوطة، فؤاد المهندس، نيللي، شخصيات طبعت على الأثواب والمفارش والأنتيكات الرمضانية بألوان زاهية».


فى البداية تقول نادية شكري، ربة منزل، إن مفارش الخيامية أصبحت من أهم المظاهر الرمضانية، وجئت اليوم لأشترى لابنى مشغولات متعددة أوصانى بشرائها له والاحتفاظ بها لحين عودته من السفر ليهتدي بها أصدقاؤه في الخارج والتى كانت مطلباً لهم بعدما شاهدوا أشكالها ونالت إعجابهم، مضيفة أنها اشترت مفارش وأنتيكات وعدة فوانيس مختلفة الأحجام بأسعار مناسبة تراوحت من 20 إلى 35 جنيهاً.


وأضافت آلاء مصطفى، أنها اشترت مفرش سفرة من قماش الخيامية لتضيفه إلى جهازها بعدما شاهدت أشكالاً متعددة منه وفوجئت بوجود مريلة المطبخ من نفس القماش وقررت شراءها لأنها فكرة جديدة بعيداً عن الشكل المعتاد للمريلة.


ومن جانبه يقول أحمد سعودى، أحد بائعى مفارش رمضان بمنطقة الدرب الأحمر أمام باب زويلة، إن عمليات البيع تزداد قبل وأثناء الشهر الكريم في هذه السنة، حيث هناك إقبال كبير ويأتي الناس لشراء المفارش احتفالاً بمتعة وأجواء شهر رمضان، إضافة إلى الفوانيس المصنوعة يدوياً من القماش والخيامية، مضيفاً أن أصحاب المهنة يستعدون لهذا الموسم بداية من شهر شعبان إلى نصف رمضان.


توارث سعودى هذه المهنة وعاداتها عن أجداده، حيث كانوا يقومون بعمل «كسوة الكعبة» ولكن هذا العام هناك إقبال كبير من الناس مقارنة بالعام الماضي لانتشار فيروس كورونا، مشيراً إلى أن المتر والنصف من المفرش القماش بـ100 جنيه، ووصلت المبيعات منذ بداية الموسم لتفصيل 20 مفرشاً للزبائن في اليوم، مستخدماً قماش الدك وتزيينه بقماش الطبع الخيامية، حيث توجد منه أنواع عديدة منها خيامية، السلسلة والشطرنج والفرحة والبيضاوي والنجمة.


وأشارت هند إسماعيل، أنها خصصت جزءاً من منزلها لعمل ورشة لها، حيث قامت في هذا العام بالبحث عن أفكار جديدة ومبتكرة لعمل مفارش رمضان كمصدر رزق لها، مستخدمة فيها قماش الخيش مع الخيامية لعمل مفارش رمضان مع اختلاف أشكالهم وأنواعهم، ويتم شراؤه من حى الخيامية والدرب الأحمر وحارة المزين، مشيرة إلى أن خياطة المفرش نفسه كلها صناعة يدوية وهو ما يجذب الزبائن لها، حيث تشكل قماش الخيامية بأشكال تتوظف بأكثر من طريقة، ولاقت إقبالاً كبيراً عليه وقامت بعمل 100 مفرش وسعره 75 جنيهاً «وسعيدة جداً إني قدرت اكون جزء من بهجة رمضان وفرحته جوا كل بيت».


وأوضح محمد أشرف بائع مفارش بحارة اليهود، أن المواطن لم يعد حريصاً على شراء الفوانيس واللمبات الملونة بقدر حرصه على شراء مفارش ومجسمات مزينة بقماش الخيامية، التى تفاوتت في أشكالها وأسعارها 25 جنيهاً، هو سعر متر قماش الخيامية المزين بوجوه نجوم رمضان، مشيراً إلى أنه يعرض في الأسواق للمرة الأولى هذا العام، ويستخدم فى طرق مختلفة للتزيين، مثل عمل ستارة أو مفرش، وتزين به صواني تقديم الأطعمة، بالإضافة إلى مجسمات لبعض الشخصيات الرمضانية مثل «المسحراتى وعم شكشك» وأكياس الخدديات يبلغ ثمن الواحد منها 25 جنيهاً، والتي ظهرت خلال هذا الموسم تحمل شخصيات بوجي وطمطم الكرتونية، يقبل عليها المواطنون بشكل ملحوظ للرغبة في البعد عن الأحداث الجارية، والعودة بالزمن إلى الوراء، حيث الهدوء والطمأنينة والترابط بين الأهل والجيران، الذى نفتقده في الوقت الحالي.


ومن جانبه أشار على ناصر أحد بائعي الأنتيكات بشارع المعز، إلى أنه اتجه لمهنة النحاسيات لحبه وشغفه الشديد للمهنة من الصغر، حيث هناك بعض الانتيكات عليها إقبال كبير من الناس هذا العام منها «عائلة فاننيس، بوجي وطمطم»، حيث تتراوح أسعارها من 150 الفوانيس الكبير والصغير بـ120، وبوجى بـ100 جنيه، موضحاً أنه تتم صناعتها داخل ورش الجمالية والسيدة زينب والسيدة عائشة، حيث يشترى أصحاب المحال البضائع منهم على حجم القيمة الاستهلاكية من بداية أول شهر شعبان استعداداً لشهر رمضان، حيث هناك زبائن معتادة على المجىء له كل عام لشراء كل ما هو جديد ومختلف، لافتاً إلى أن حركة البيع والشراء أفضل هذه السنة بـ40٪ مقارنة بالعام الماضى التي تكاد تكون معدومة.


كما أضاف محسن السيد أحد بائعي الأنتيكات بمنطقة الخيامية، أنه يقوم بتوفير كل ما هو جديد للزبائن من أنتيكات للشخصيات الكارتونية الرمضانية، كما يتوافر الشموع على شكل «فاننيس» بـ25 جنيهاً للشمعة الواحدة، كما يقوم ببيع «البلورة» على شكل الشخصيات الكارتونية بـ100 جنيه الواحدة، مؤكداً أنهم يحرصون على ارتداء الكمامة وغيرها من الإجراءات الوقائية لحماية أنفسهم وحماية الزبائن من انتشار فيروس كورونا.

اقرأ أيضا| مفتي الجمهورية: يجوز الفطر في رمضان لأصحاب الأعذار والمهن الشاقة