«جردو» قرية الملوخية| زراعة وتجارة في «الذهب الأخضر»

محررة الأخبار مع المزارعين
محررة الأخبار مع المزارعين

◄ أيقونة زراعة  وتجفيف الملوخية بالفيوم .. تقضي على بطالة سكانها

◄أحد مصدرىها: ربح المشروع جيد .. وتستمر لمدة 70 يوما ..

 

كتب: شيماء مصطفى كمال - شاهندة أبو العز

تصوير: أيمن حسن

هناك بعض القرى التى تشتهر بالايدي العاملة فى زراعة وتصدير وتغليف  زراعات معينة لا تضاهيها اي من القرى المحيطة حتى وان انفار الزراعة بها يمثلوا صنايعية من النوع النادر لتخصصهم فى تجفيف نوع من الزراعات التى نادرا ما يعرف عنها انها قابلة للتصدير، وتمثل  قرية "جردو"  التى تقع  بمحافظة الفيوم احدى قرى انتاج وتصدير المحاصيل الزراعية، والتى لُقبت بقرية "الذهب الأخضر" لإشتهارها بزراعة الملوخية، وتعد تلك القرية من القرى التى ساهمت فى القضاء على البطالة، حيث يعمل معظم الرجال والشباب والنساء فى زراعتها وتجفيفها وتعبئتها للتصدير، وأصبحت أيقونة متوهجة في زراعة وتصدير نبات الملوخية.

تقوم القرية على زراعة وتصدير أنواع الملوخية المجففة فقط، أما الملوخية الخضراء الطازجة، والتى تباع فى السوق ليست من اختصاصهم.

"الأخبار المسائى" قامت بزيارة لقرية "جردو" بالفيوم، لمعايشة المزارعين والعاملين فى زراعة الملوخية.. ورصد  فن التجفيف لتصديرة للخارج ، فى البداية قابلنا صاحب الأرض الحاج سيد عبد القوى، والذى اصطحبنا مع نجله وصاحبه من الشباب الذين يقومون بإدارة العمل من الزراعة ,و حصد المحصول  من الأرض , وحتى التجفيف والتغليف تجهيزا للتصدير للخارج.

إسلام أحمد، حاصل على بكالوريوس تجارة , وأحد أصحاب مشروعات زراعة وتصدير الملوخية بقرية جردو بالفيوم، قال إن ربح المشروع جيد من الناحية المادية، ويوفر الكثير من فرص العمل لأهل القرية والقرى المجاورة، مشيرا إلى أنه لم يفكر فى إنتظار الوظيفة الميرى والجلوس على المقاهى، فالوقت الحالي يعتمد على العمل الخاص والمشروعات الصغيرة.

وتابع إسلام قائلا: زراعة الملوخية تستمر لمدة 70 يوما وتتميز ورقة الملوخية بحجمها الكبير، وتستغرق عملية التجفيف أربعة أيام على أقصى تقدير، وهذا النوع مطلوب للتصدير إلى الخارج، وهو يختلف عن الملوخية الخضراء العادية ذات الحجم الصغير المتواجد بالأسواق.

نوه إسلام أن التجفيف لايحتاج إلي أكثر من قطعة أرض توضع بها أقفاص مصنوعة من جريد النخل ثم توزع أوراق الملوخية الخضراء بعد عملية نزع أوراقها وتسمى بعملية " التقطيف"، والتي تقوم بها النساء، ثم تترك أربعة أيام لتجف، وبعدها يتم وضعها فى مخزن صغير يكون غالبا داخل أحد المنازل بالقرية تجتمع فيه النساء لتنظيف أوراق الملوخية الجافة من الحشائش والأتربة.

وتأتي بعدها مرحلة تعبئة أوراق الملوخية الجافة بحسب الوزن الذى يطلبه المستورد، وتبدأ من 5 كيلوجرامات، ثم كيلو، وهناك عبوة نصف الكيلو، انتهاء بعبوة 200 جرام.

وأوضح إسلام أنهم يقومون بتصدير الملوخية إلى ألمانيا وإيطاليا وتركيا ولبنان، مضيفاً أن سبب الإهتمام بزراعة الملوخية هو الجودة العالية نتيجة مناخ القرية الملائم لزراعتها وخصوبة تربتها، وهو ما يجعلها تنفرد به عن منافسيها.

..وأكد أن موسم الحصاد يشارك به كل أهالى القرية، حتى من لا يمتهنها أو يعمل بها، لتوفير الكميات الكبيرة المطلوبة للتصدير.

واجتذب أطراف الحديث أحمد سيد عبد القوي شاب يعمل فى مجال تصدير الملوخية قائلا: أرباح تصدير الملوخية هى من جعلت القرية بأكملها تعمل فى المجال، فالعائلات الفقيرة والمتوسطة تعمل فى "قرطفة" أى فرز للملوخية وإزالة الأتربة، حيث يكسب البيت الواحد خلال موسم الحصاد الذي يمتد إلي 3 شهور على 10 الاف جنيها، بينما من لديه "منشر لتجفيف الملوخية " يكون الربح خلال الموسم من 30 لـ 40 ألف جنيه، ذلك على سبيل المثال.

وأضاف أحمد أن مايتبقى من محصول الملوخية يتم تخزينه وبيعه بسعر أقل عن العام الماضى، وبدون غش، فهناك بعض الطلبيات التى يطلبون فيها سعر أقل عن سعر السوق، وفى هذه الحالة يتم مخاطبتهم بوجود باقى محصول من العام الماضى، حيث ينخفض سعره إلي 16 لـ 17 جنيها عن السعر الأساسى وهو 40 جنيها للكيلو، وتكون أغلب تلك الطلبيات إلى اللاجئين، فهناك من يقومون بخداع المستورد بخلط المتبقى من العام الماضى على المحصول الجديد، للتخلص من القديم بنفس سعر الجديد.

وأضاف الحاج سيد عبد القوى مزارع واحدى اصحاب مشروعات زراعة وتصدير الملوخية بقرية "جردو" بالفيوم أن هناك معوقات تعرقل عملية التصدير وعلى رأسها الوقوع فى فخ النصب من قبل الوكلاء الذين يتسلمون الملوخية في الخارج، فليس مضمونا أن يدفعوا مقابلها، بالإضافة إلى أنه في حالة أن أصبح البنك ضامنا ووسيطا في عملية التصدير فسوف يتقاضى عمولة كبيرة أو فائدة بنكية تعمل على تقليص هامش الربح، ومن جانب آخر  يمثل زيادة مصاريف شحن التصدير إلى الخارج من اكبر المعوقات ,  والتى تحمل أعباء على العاملين بالمجال.