حكايات| الصهيوني الأعور.. كيف فقد موشيه دايان عينه اليسرى؟

الصهيوني الأعور.. كيف فقد موشيه دايان عينه اليسرى؟
الصهيوني الأعور.. كيف فقد موشيه دايان عينه اليسرى؟

كتب: عمر يوسف


الجميع يعرف موشيه دايان من خلال اللقاءات التلفزيونية التي يتم عرضها عن حرب أكتوبر إلا أن القليلين فقط من يعرفونه حق المعرفة.. هو وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، من أكثر قادة الاحتلال شهرة في القرن الماضي.

 

رغم أن إسرائيل منيت في عهده، بأقسى هزيمة على يد الجيش المصري، ورحل موشيه دايان، والذي يعني اسمه بالعبرية «القاضي موسى»، بعد 10 أيام فقط على رحيل الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات في العام 1981.

كما أنه من مواليد فلسطين عام 1915، عندما كانت تحت الحكم العثماني، وبعد أقل من سنتين، قامت الثورة العربية في الحجاز، ودخلت فلسطين تحت الانتداب البريطاني.

 

اقرأ أيضًا| يوم الموتى.. طقوس تعيد الحياة لـ«جماجم» الأطفال والبالغين

 

ووفق تقارير عدة فإن العرب يعرفون دايان بـ(الأعور)، لكن الكثيرين لا يعرفون القصة الحقيقية وراء التسمية، أو تفاصيل فقدانه عينه اليسرى، بحادث وقع في سوريا في مطلع شهر يونيو عام 1941؛ حيث كان دايان قائداً لإحدى السرايا العسكرية التابعة لما كان يعرف حينها بـ (الهاجاناة)، والتي كانت نواة تأسيس الجيش الصهيوني.

 

آنذاك، صدرت له التعليمات بالتوجه على رأس سريته إلى سوريا، والانضمام للجيش البريطاني لحماية الجسور الاستراتيجية بمنطقة الإسكندرونة، بهدف معاونة الجيش البريطاني في سوريا ولبنان، ضد الجيش الفرنسي.

 

وخلال معركة، تم فيها تبادل إطلاق النار بمنطقة الإسكندرونة بين الجيشين البريطاني والفرنسي، قبل 72 عاماً، فقد موشيه دايان عينه اليسرى.

 

 

وفي تقرير سابق للقناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي فإنه تم الكشف عن تلك الحادثة عبر وثائق أرشيفية، سمح الجيش الإسرائيلي بنشرها مؤخراً، مشيرة إلى أن هذه الوثائق كانت توصيفًا للمعركة التي وقعت بالقرية السورية، والأحداث التي وقعت بها، وأوضحت أن دايان، رغم إصابته، أصر على مواصلة الخدمة في الجيش البريطاني.

 

وحسب وثيقة الجيش، فإن (الأعور) ومعه عدد من عناصر السرية التي كان يقودها، توجهوا نحو الجسر، الذي كُلفوا بتأمينه وعند أحد المباني بقرية الإسكندرونة، هاجمهم عدد من الجنود الفرنسيين، ووقع تبادل لإطلاق النار، وإطلاق بعض القذائف بين المجموعتين انتهى بإصابة دايان في يديه، وإحدى عينيه.

 

 

وعلي إثر هذه الإصابة، تم نقل موشيه دايان إلى مستشفى (هداسا) في حيفا، وهناك أثبتت الفحوص الطبية، وجود جرح داخلي في عينه اليسرى، جراء دخول بعض الشظايا، وظل دايان في المستشفى منذ يوم 7 حزيران/ يونيو، وحتى منتصف الشهر نفسه، حتى كتب طبيب المستشفى تقريره النهائي بأنه لا أمل في علاج عينه اليسرى، وأنه فقد الإبصار بها وحفاظاً عليها نصحه الطبيب بوضع غطاء فوقها، وقلدته الحكومة البريطانية وقتها وسام الشجاعة.

 

ولعب دايان العديد من الأدوار في حرب 1948، فعمل على قيادة العمليات العسكرية الدفاعية في سهل الأردن، وعقب العملية أعجب به رئيس وزراء إسرائيل، ديفيد بن جوريون، واختاره لحمايته الشخصية، ليترقى موشيه في المناصب العسكرية بعد حرب 1948، إلى أن وصل لمنصب رئيس الأركان في جيش الاحتلال الإسرائيلي.

 

 

واعتزل بعد ذلك العمل العسكري، وفي عام 1959 وانضم إلى تيار (مابي) السياسي اليساري بزعامة بن جوريون، وعمل كوزير للزراعة حتى عام 1964، وبسبب هذا الاعتزال لم يكن له أي دور للتخطيط والإعداد لحرب 1967، إلا أنه أسهم إيجابيًا للجانب الإسرائيلي.

 

بعد تسلم ليفي أشكول، رئاسة الوزراء، وتنامي الموقف المتأزم بين العرب وإسرائيل في عام 1967، عاد موشيه للعمل العسكري مجددًا، بعدما عيّنه الأخير وزيرًا للدفاع..وحين تسلمت جولدا مائير رئاسة حكومة الاحتلال عام 1969، ظل ديان وزيرًا للدفاع.

 

 

وعقب نكسة 67، رفض دايان وقتها شن أي هجوم احترازي على كل من مصر وسوريا، لقناعته بقدرة الجيش الإسرائيلي على صد أي هجوم عربي على إسرائيل، وللحيلولة دون تصوير إسرائيل أن تكون البادئة بالهجوم، وبتعاقب الهزائم الإسرائيلية في بداية حرب أكتوبر، كان دايان متهمًا في نظر الاحتلال بالتسبب في الهزيمة، لمنعه شن أي هجوم احترازي ضد سوريا ومصر.


 
وبعد الحرب، أوصت اللجنة المسئولة بإعداد تقرير حرب 1973 بإعفاء الكادر السياسي الإسرائيلي من المسؤولية في تكبد الخسائر في الأيام الأولى من الحرب، إلا أن الغضب والاحتجاج الإسرائيلي أدى إلى استقالة دايان.