ليلة على «ناصية استروكس».. بيع خلطة «لبن البودرة وسم الفئران».. صور

ليلة على «ناصية استروكس»
ليلة على «ناصية استروكس»

على ناصية شارع صغير مظلم، بحي بولاق الدكرور يقف أيمن حديدة (اسم مستعار)، حاملا حقيية كتف صغيرة وهاتف ذكي يقدر سعره بآلاف الجنيهات، مستقبلا أنصار الكيف من مدمني «البودر» والاستروكس وخلافه.

 

أيمن الذي يبدأ يومه الساعة التاسعة مساءً،  محرر بوابة أخبار اليوم، خاض مغامرة قضاء ليلة معه على «ناصية الكيف» من بدايتها، ليروي كيف وصلت به الظروف إلى العمل في مهنة «الديلر»، ويكشف أسرار بيع المواد القاتلة بمبالغ خيالية.

 

 

ديلر متخصص
في البداية يقول أيمن أنه تخصص «بودر» واستروكس وفودو وآيس، ولا يعمل في بيع الحشيش، قائلا: «أوجه زبائني راغبي الحشيش للدواليب المجاورة في المنطقة، لكن ما باشتغلش فيه».


«كنت سواق توك توك، وأقضي مشاوير عادية لأحد تجار المخدرات – ديلر كبير- كنت أجلب أطفاله من المدرسة وأجري له توصيل الطلبات»، هكذا بدأ أيمن حديثه عن قصته مع المخدرات، قائلا: «فلوس التوكتوك مش جايبة همها، فعرضت على الديلر خلال توصيله في أحدى المرات أنا أشاركه في صفقاته واستلمت بضاعة بالأجل، وبدأت العمل والفلوس جرت في يدي». 

 

وصف المخدرات
ووصف الديلر أيمن منتجاته المجرمة بالقانون قائلا: «البودر والأستروكس والفودو والشادو، هي خليط غير محدد بدقة لأنها تصنع بطرق وأشياء كثيرة وليست لها معايير محددة وكل معلم وله طبخته، ولكن المادة الخام تجلب من الخارج وتجار الصنف هما الذين يقومون بعمل الإضافات الخارجية وتدعيم المادة بأشياء مثل لبن البودرة ومواد أخرى لا تصلح للاستخدام الآدمي مثل سم الفأران - عجينة الصراصير – البيرسول، وإضافات أخرى كثيرة لكي تشبع رغبة المتعاطي أو المدمن».

 

ويضيف: «من يتعاطى هذه المواد يدخل في نوبات غريبة، فيصاب بتشنجات لحظية وأحيانا فقد الوعي التام وعدم الشعور واضطراب الحواس، وبعد إفاقته لا يتذكر شيء».

 

 

التجارة تبدأ بالإدمان
أيمن الذي يقضي عامه الثلاثين من عمره، صاحب سوابق ومسجل خطر من منطقة بولاق الدكرور، وأكد أنه بدأ حياته مع المخدرات كمدمن للحشيش وعندما ظهر الاستروكس تلقى هدايا من المخدر قائلا: «فقدت الوعي من ثاني نفس من السيجارة لمدة عشرة دقائق».


وقال في وصف هذه الحالة: «كنت حاسس إني دماغي مش موزونة ولم أدرك أي شئ حتى بعد إفاقتي وكأني عايش في كوكب أخر».


وبسؤاله هل حاولت الإقلاع والتعافي أجاب: «لا أخاف من أعراض الانسحاب مثل التشنجات، فأنا أتعاطى هذه المادة منذ زمن، ولا استطيع الذهاب للعلاج لدى الأطباء لسببين الأول: هو الاستمتاع عندما أشرب سيجارة الاستروكس بالغياب التام والهروب من الواقع الذي أعيش بداخله من ضغوط الحياة ولو لنصف ساعة فقط ثم أرجع مره أخري وأدخنه ثانيا وثالثا، أما عن السبب الثاني فالمصحات الخاصة مكلفة جدا ولا أقدر على مصاريفها نهائيا».

 

طرق البيع
وذكر لنا طرقتي البيع على الناصية، الأولى من خلال الوقوف في مكان معين، ويقوم بالاتصال بك الراغبين على الشراء خلال ساعة معينة متفق عليها في اليوم وأقوم  ببيع المخدرات .

 

أما الثانية أقوم بمقاولة سائق توكتوك عن ورديته في اليوم، واصطحبه وأقوم بتوزيع المخدرات من خلاله، حيث أجلس بداخل ويتم المرور علي المدمنين الذين ينتظروني بفارغ الصبر، ليذهبوا بأحلامهم إلي كوكب عطارد.

خلطة البودر

خلطة البودر

ستروكس 

ستروكس

ديلر صغير
خلال حديث أيمن مع محرر بوابة أخبار اليوم، كان الزبائن يتوافدون واحدا تلو الآخر، أحدهم سائق توكتوك أيضا، وشباب مراهقين وصنايعية، ويبتاعون تذاكر منفردة كمستهلكين عاديين، ولكن من بينهم جاء محمد علي (اسم مستعار)، وهو شاب في 25 من عمره يقيم بإمبابة ودائم التواجد ببولاق الدكرور للتجارة في المخدرات وخصوصا «الاستروكس»، وجاء لأيمن للحصول على بضاعة، وروى قصته هو الآخر.


 بسؤاله عن قصته أجاب: «كنت أتاجر في مخدر الترامادول وبعد تزايد أسعاره وشاهدت الشباب يتصارعون على المنتج الجديد الاستروكس فدخلت إلى التجربة أولا بشرب هذه المادة والتأثير التي تقوم به وثانيا تجارته مربحه وتجني الكثير من الأموال، وخصوصا إني على معرفة بتاجر كبير في هذا المجال».


وعند سؤاله عن مادة البودر أو الاستروكس وكيفية صناعته قال، إن المادة تأتي من الخارج ولها ألوان عديدة وسعر الجرام يصل إلى 500 جنيه يتم أخذه ووضع عليه بعض الإضافات مثل لبن البدرة ونوع من أنواع  المنوم، ويجلب من الصيدليات وسم الفئران ومادة «الكيتامين» المخدرة ثم يخلط كل ذلك في مسحوق البودر ويتم تقسيمه لجرامات ثم التغليف على شكل تذكرة وتباع التذكرة الواحدة بـ 40 جنيها.


وأشار إلى أن الجرام يقسم على حوالي 30 تذكرة وتباع بـ 40 جنيه للواحدة يعني الجرام يكسب 1200 جنيه والمكسب 100 %100.


وسألناه هل تتعاطي المادة الأصلية أم المخلوطة أجاب: «طبعا من المادة الأصلية بنت بلدها وأضاف المادة الخام أجود من المصطنعة وطباخ السم لازم يدوقوا».

اقتربت الساعة الخامسة صباحا، وقلت الزبائن فرأى أيمن إنها حسب وصفه «جبرت»، جامعا في تلك الليلة قرابة الـ 5 آلاف جنيه هامش ربح، فطلب الاستئذان وتوجه لمنزله، تاركا لنفسه عدة تذاكر خاصة به ليدخنها قبل النوم.  

 

تذاكر الاستروكس

تذاكر الاستروكس

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي

 
 

 
 
 

ترشيحاتنا