وسائل الحماية المدنية.. «غائبة» عن المؤسسات الحيوية

الإدارة العامة للحماية المدنية
الإدارة العامة للحماية المدنية

حسام عبد العظيم 

نادرا ما ينشب حريق في أي منطقة ويتم إطفاءها في وقت سريع، فالواقع يقول إنه لابد أن تستغرق العملية ساعة أو إثنين على أقل تقدير إذا كانت بسيطة.. فضلا عن تأخر وصول سيارات الإطفاء، وغياب شبه دائم لوسائل الحماية المدنية بكل المنشآت الحيوية والخدمية وعلى رأسها طفايات الحريق.. لتثار كثير من التساؤلات هل بالفعل هناك أزمة حقيقية في نظام الإطفاء المصري المتبع في كافة الأماكن الحيوية أم أن نقص الوعي وجهل المؤسسات المختلفة بوسائل الحماية والانقاذ بات ظاهرة تحتاج إلى إعادة تقنين..

 

ولذلك تتطرح «الأخبار المسائي»، سؤالا: ما هو النظام المثالي المفترض اتباعه في الوقاية من الحرائق ومكافحتها وإطفاءها والعمل على تقليل تفاقمها.

وفي جولة في عدد من المنشآت الحيوية، بدأنا بالمدارس للتعرف على نظام الحماية من الحرائق بداخلها، فكانت البداية بمدرسة بقرية ميت حلفا،  بالقليوبية ووجدنا غياب للكثير من  طرق الحماية المفترض توافرها في المؤسسات التعليمية من أنظمة إنذار ومكافحة بغرض حماية المباني، وعدم وجود متخصصين في مكافحة الحريق، فضلا عن غياب أجهزة الإستشعار وماكينات رفع وضخ المياه.


وبدأنا بغرفة حارس  المدرسة فلم نجد  لديه أي وعي بمكان لوحة تحكم انذار الحريق الرئيسية  للتنبيه عن الإجراءات والارشادات الفورية للتعامل مع الأزمة.

 

ومن داخل الفصول لم نجد النظام المتعارف عليه دولياً "مستشعر كاشف الدخان" والمفترض تواجده بسقف الغرف والمختبرات ويعمل بصورة أتوماتيكية فور الشعور بدخان أو حرارة.


ونشبت الكثير من الحرائق في المساجد، ولكن هل بالفعل أثبتت تلك الضائقة تمتع المساجد بمعايير السلامة ونظم مكافحة الحرائق، وهو ما كشف عنه مسجد الرحمة بشبرا خلال جولة "الأخبار المسائي" لم يكن هناك أي احتياطات لمكافحة الحرائق بالمسجد سواء توافر صندوق الإطفاء أو خراطيم المياه أو إنذار اتوماتيكي أو حتي طفايات حرائق.


أحد العاملين بإحدى المساجد رفض ذكر اسمه..  قال لنا: "المسجد  تعرض لحادث حريق قبل ذلك بسبب لوحة الكهرباء، وتسبب الحريق فى غلق منفذ الحصول علي المياه من دورات المياه، ولم يجد الأهالي أمامهم سوى  اطفاء الحريق بجلب المياه من منازلهم والمنازل المجاورة للمسجد لحين مجئ سيارات الإطفاء".


ومن داخل أحد المطاعم الشهيرة بالقاهرة، رصدت "الأخبار المسائي" نظام الأمن بداخله، وتبين أن المطعم يحوي مطبخ يستخدم فى تجهيز طلبات الزبائن، وتتصاعد فيه أدخنة الشيشة، ولكن لا يوجد أى وسيلة لمكافحة أو إطفاء الحرائق، وأن النجدة الوحيدة التى يعتمدون عليها هم رجال الحماية المدينة وسيارات الإطفاء، وفي حالة حدوث كارثة وازدحام طرق مروري  لم يجد سكان المنطقة أي مفر من تلك النيران التى تنتج من اسطونات الغاز أو مواسير الغاز الطبيعي أو الماس الكهربائي أو عوادم الزيوت والشحوم، وإذا وُجدت طفايات حرائق بداخلها فلم تكن سوى مجرد ديكور لطمأنة الزبائن الجالسين داخل المطعم.


وعند  النظر لمعظم الأبنية السكنية نجدها بيئة صالحة لإشتعال الحرائق، مع ارتفاع درجة حرارة الجو لنسبة معينة مع وجود حطام علي اسطح المنازل وكثيرا ما يحدث احتراق كامل للمبني، بسبب غياب وسائل الحماية المدنية.


أحد أهالي قرية أبو سنة بالقليوبية، أكد أن معظم القرى تعاني من نقص الوعي، فتجد الأهالي يضعون الحطام بالقرب من الفرن البلدي والمارة يلقون أعقاب السجائر بالقرب من قش الأرز، قائلا: "حدث حريق ضخم في أحد المنازل وأسرع الأهالي وتجمعوا لمحاولة إطفاءه، ولا أحد يملك أي طفاية حريق واستمرت قرب الساعة لإخمادها، وبعد ساعة ونص من إخماد الحريق وصلت سيارة الإطفاء وقامت بتبريد المكان لمنع تصاعد الألسنة مرة أخرى".


وفي نفس السياق، كشف اللواء ممدوح عبدالقادر مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة السابق عن  المعايير السليمة لإشتراطات الأمن والسلامة للنظم الصحيحة ومكافحة الحرائق وإطفاءها، قائلاً:" يجب على المنازل الأقل من 5 طوابق أن يكون بها بكارة وصنبور حريق في الدور الأرضي لمسافة لا تقل عن 60 متر، ويكتفي بسلم واحد للمنزل، أما المنازل الأكثر من 6 طوابق لابد من توفير في كل دور أو علي الأقل لكل طابقين بكارة حريق، وبناء سلم إضافي للطوارئ، وخزان مياه لا يقل عن 30 متر وماتور لرفع المياه وآخر لاستخدامه في عمليات الإطفاء".


وتابع: "إذا كان المبني إداري أو تجاري لابد من توصيلات "رشاشات المياه الأتوماتيكية" أجهزة إطفاء تلقائي، وفي حالة الجراچات التي تزيد عن 500 متر لابد من توفير شبكة إطفاء تلقائي".


أما في منازل الأرياف، قال: "لابد من توافر الوعي لدي المواطنين ليكون على علم بأهمية تأمين نفسه وأسرته والمحيطين وثروته الاقتصادية ضد الحرائق بتوفير الحد الأدني من الوقاية في الأرياف، بعدم بناء الأفران البلدي علي الأسطح، وعدم تشوين الذرة الناشفة وقش الأرز بجوار المنازل أو الأفران".


وأكد مدير الإدارة العامة للحماية المدنية أن الأرياف لا تعتمد علي مواسير الإطفاء المعدة كما هي معدة في البنية التحتية للمدن، ولكنهم يعتمدون في الترع والمصارف على الطريقة الميكانيكية وليس منقولة باستخدام طلمبات المياه.