حكايات كثيرة انتشرت حول عمارة الجيزة المهجورة والغريب أمرها فموقعها متميز جدا أعلى نفق شارع الهرم، وبجوار محطتي القطارات ومترو الأنفاق بالجيزة فمنذ إنشائها في عام 1981 أي ما يزيد عن ربع قرن من الزمان لم يستطع أى من سكانها استلام شقته.
ولم يعرفوا أيضا السبب الحقيقي وراء هذا التأخير في التشطيب والتسليم من محافظة الجيزة رغم أن السكان لم يتأخروا في دفع الأقساط المستحقة عليهم بل منهم من سدد القيمة الكاملة الفعلية للأقساط.
ملاك شقق العمارة وعددهم حوالي ( 126) أسرة تقدموا بأكثر من شكوى واستغاثة للمسئولين في محافظة الجيزة وفى وزارة التنمية المحلية وأيضاً تقدموا ببلاغ للنائب العام، إلا أنهم يؤكدون أن شكواهم وبلاغاتهم الرسمية حبيسة الأدراج في انتظار قرارصريح بالانتهاء من تشطيب العمارة ومن ثم تسليمها لملاكها.
وكر للخارجين عن القانون
في البداية دخلنا إلى العمارة المهجورة بأمر محافظة الجيزة، فشاهدنا بناية ضخمة من المسلح تفوح منها روائح كريهه، ترى الظلمة في عز النهار حيث لا تشاهد شيئاً إلا ضوء طفيفاً مع أصوات للفئران وغيرها من الحيوانات التي تعيش في تلك البيئة الموحشة، وبعض من بقايا الأدوات المستخدمة في تعاطي المخدرات والحقن وأعقاب السجائر الكثيرة، فتأكدنا من تردد بعض الأشخاص على العمارة، وبالطبع يدخلون ويخرجون ليلا دون أن يراهم أو يشعر بهم أحد، ولا يجرؤ على سؤالهم أحد عن تواجدهم في العمارة في تلك الأوقات المتأخرة من الليل، وذلك طبعا خشية من أن يصيبوه بسوء فالكل يرى ولم يتحدث .. الخوف أصبح سيد الموقف.
ملاك العمارة يستغيثون بالرئيس السيسي
تقول سيدة في العقد الخامس من العمر أنها قامت بدفع جميع الأقساط ولم تتمكن حتى الأن من استلام شقتها ولم تعرف السبب الحقيقي وراء عدم إستكمال التشطيبات .. إلا أنها نوهت عن وجود أخت لوزير سابق تسكن في العمارة المقابلة كانت رافضة لفكرة إنشاء هذه العمارة وترجع السبب إلى نفوذ أخت الوزير وتساءلت حدث ذلك في عصر كان الفساد متوغلاً، أما الأن فنحن نعيش عصر جديد فهل سينظر إلينا المسئولون بعين الحق، وناشدت تدخل الرئيس السيسي لعودة الحقوق إلى أصحابها.
ويؤكد شاب فى العقد الثالث من العمر وهو أحد الملاك أن والده دفع مقدمة الشقة على أساس أن يزوجه فيها إلا أنه الأن يعيش في شقة إيجار جديد وهو يشتكي مر الشكوى من نار الإيجارات الجديدة.
وأشار رجل فى العقد السادس من العمر أن محافظة الجيزة هي المسئولة عن تسليم تلك الشقق ولا يوجد مانع من استكمال الأعمال النهائية والتشطيبات ويؤكد أنه يرى دائماً بعض الرجال والشباب والصبية يدخلون العمارة ويصعدون إلى الأدوار العليا وأنه أيضا يستمع إلى بعض أصوات إستغاثة لكنه لا يجرؤ على الصعود ليعرف ما وراء تلك الأصوات المفزعة والمرعبة
عايز حقي
هذه كانت كلمات أحد الملاك الذي بدت عليه علامات العصبية من كم الاستهتارفي تنفيذ باقي الأعمال، مردداً «عايز حقي» أطلبه من مين؟ ولماذا لم يتدخل المسئولون في حل هذه المشكلة منوها أن لم يعد يثق في أى مسئول بمحافظة الجيزة مؤكدا أنهم على علم ودراية بكافة الأمور لكنهم لا يحركون ساكناً.
عمارة الرعب
هكذا أطلق عليها الشاب الذي يعمل في مطعم بجوار العمارة حيث أكد على مقتل عسكرى والإلقاء به من الدور الأول من قبل مجهولين، ولم يتم إكتشاف الأمر إلا في اليوم الثاني عندما استيقظ أحد سكان العمارة المجاورة وفتح شباك شقته ليرى أمامه جثه ملقاه على الأرض فصرخ بأعلى صوته قتيل .. قتيل فتجمع المارة وأبلغوا الشرطة.
العمارة غارقة في مياه المجاري
أثناء تجولنا بالعمارة شاهدنا البدروم غارق في مياه رائحتها كريهة لا نعلم إذا كانت مياه جوفية أم أنها مياه صرف صحي قد تسربت من الأبراج المجاورة، والكل يعلم جيداً أن مثل هذه المياه تعد خطراً على أعمدة أى بناية .
ويؤكد احد العمال الذين يعملون بمقهى أمام العمارة أن البلطجية دائماً ما يتواجدون بالعمارة حيث يتجمع العديد من الخارجين عن القانون واللصوص وبائعي المخدرات ليلاً في هذه العمارة المخيفة من الداخل والخارج أيضاً.
ومن ثم يتم عقد الصفقات المشبوهة في الخفاء بعيداً عن رجال الشرطة ، ومن الممكن خطف شخص وضربه وتعذيبه بوحشية دون أن يشعر أحد، والتربص بالمسافرين على قطارات الصعيد والاستيلاء على أموالهم.
