حكايات| «حرب الشوارب»..  «شهرة شنب محمد وصلت أمريكا» وأثارت غيرة الملك

شنب محمد في مواجهة الملك
شنب محمد في مواجهة الملك

العائلة المالكة في مصر كانت لها بعض العادات والطقوس الغريبة التي تختلف من ملك لآخر، ولكن السمة الغالبة كانت ظهورهم في أبهى مظهر، حتى ظلت صورة الملوك محفورة بأذهاننا تتلخص في طربوش أحمر وبذلة سوداء، وشارب مميز.

 

ولكن أحيانًا ما يصبح الأمر صعبًا، عندما يضع الملك نفسه في مقارنة خاسرة مع أحد جنوده. 

 

ورغم السلطة والمال والجاه والحاشية والزيجة المُيسرة والحياة المليئة بالترف والرفاهية التي كان يتمتع بها الملك فؤاد الأول، إلا أن الغيرة طالت قلبه من ناحية أحد جنوده في الجيش المصري، لدرجة أنه كان يقضي ساعات طويلة أمام المرآة ليتأمل شاربه المفقود ويقارنه بشارب الجندي البسيط. 

 

اقرأ للمحررة أيضًا:

 

شارب ذو حدين 

رجل ذو ملامح  أصيلة عيناه ضيقتان، ذو أنف كبيرة وشارب طويل وجسم ممتلئ يرتدي سترة سوداء أنيقة مرصعة بالأوسمة ومطرزة من الكتفيين باللون الذهبي، وحزام أنيق يُزين البذلة في المنتصف وطربوش أحمر أنيق لتكتمل الشياكة والفخامة. 

 


الملك فؤاد الأول من أشهر الملوك الذي حكم مصر وكان له بعض العادات الخاصة به وأبرزها الاهتمام بـ«شاربه» لأنه كان يعتقد أنه رمز الرجولة والسلطة. 

 

ظهرت بعض الصور للملك فؤاد الأول وكان الملفت فيها هو تميزه دائما بشاربه العريض الذي يُزين فمه ويرتسم فوق شفتيه كالصوف المغزول الذي ينتهي بأطراف رفيعة حادة، من ناحية اليمين واليسار وكان دائمًا ما يهتم به ويسعى إلى ترتيبه وتنسيقه ليظهر في أبهى صورة.

 

اقرأ للمحررة أيضًا:

 

السر في «شنب محمد» 

ولكن البطل الحقيقي لهذه القصة والسر الخفي وراء تلك الاهتمامات هو الجندي «محمد» الذي كان يرتدي زيًا أسودًا على ياقته الرقم 12289 ويظهر في إحدى المجلات وهو مبتسمًا والسعادة تغمره. 

 

في أحد الأيام وبالتحديد في 17 أكتوبر قبل 66 عامًا، كان المصور إيفان ديميتري، كان مهتمًا بتوثيق أغرب الحالات والمناظر حول العالم، وأثناء رحلته إلى مصر، اعتمد على رصد العديد من الصور الغريبة على رأسها شارب الجندي "محمد".

 

تحريك الشنب

لفت أنظار المصور ديميتري وجه رجل يُدعى محمد إبراهيم، كان جنديًا في الجيش المصري، ويخدم خارج نادي اليخت الملكي، لأنه كان يتمتع صاحب بشارب طويل كبير إذ بلغ طوله إلى 18 سم.

جرى ديميتري مسرعًا ليلتقط صورة لشنب الجندي، ودار حوار بينهما بطريقة مختلفة، لأن الجندي لم يتحدث الإنجليزية ولا المصور يتحدث العربية، فكان الحوار بـ «تحريك الشنب».

 

فنشر المصور الصورة تحت عنوان «شيء من الجمال والفرح لكل مصري» تصدرت الصفحة 79 من مجلة life الأمريكية صور الجندي محمد وشاربه. 

وأشارت المجلة أن تلك الشوارب والتي تعود لأصول تركية، أصبحت خارج نطاق الموضة في مصر عام 1949، إلا أن الملك الراحل فؤاد، اعتاد أن يربي شاربه بهذا الشكل، موضحة أن الملك فؤاد شوهد في بعض أحيان يتطلع إلى شارب محمد في حقد ملكي.