حكايات| البعض يطير على الأرض..  طيارون يروون تفاصيل حياتهم مع الحجر الصحي

حكايات| البعض يطير على الأرض..  طيارون يروون تفاصيل حياتهم مع الحجر الصحي
حكايات| البعض يطير على الأرض..  طيارون يروون تفاصيل حياتهم مع الحجر الصحي

في وقتٍ يعيش مختلف سكان الأرض في عزلةٍ جبريةٍ بسبب تفشي وباء كورونا الجائح عالميًا انتشرت ثقافة «العمل والدراسة وحتى الزواج عن بُعد»، لكن هناك مهن لا تعرف هذا المصطلح فمن السهل أن كان عملك متعلق بالأرقام أن تأخذها إلى منزلك لكن ماذا عن إذا كان عملك يتوقف على السماء وحركة الرياح والطقس وغيرها من أمور.

بالتأكيد بدأت تعي إننا نتحدث عن مهنة الطيار هذه المهنة وجميع العاملين بها من أكثر المهن تأثرا بجائحة فيروس كورونا، حيث أصدر الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" تحليلاته الجديدة والتي أظهرت أن أزمة فيروس كورونا (كوفيد-19) قد تكبد شركات الطيران خسائر في الإيرادات تصل إلى 314 مليار دولار في العام 2020، أو بمعدل 55% انخفاض بالمقارنة مع العام 2019.

 

السؤال هنا ماذا يفعل هؤلاء في فترة العزل الصحي وثقافة التباعد الاجتماعي وعدم التجمع التي تسيطر على العالم أجمع، في ظل فرض العديد من الدول قيود على الحركة الجوية لاحتواء انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد-19.

طيران افتراضي

يقول الكابتن طيار محمود فيصل قائد على طائرة بيونج 737 -800، إن الطيران بالنسبة له ليس مهنة ولكن هو أسلوب حياة، بمعنى أن حياتنا كطيارين تتمحور حول العادات المكتسبة من مهنة الطيران.

يوضح كابتن فيصل: «مثل دقة المواعيد والحفاظ على المظهر العام والحرص على القراءة الدائمة والتدريب»، ويروي فيصل، أنه في وضع تعليق حركة الطيران هناك من يخضع لتدريب على جهاز المحاكاة، وكأنه يطير على الأرض.

ويؤكد فيصل أن هناك فراغ كبير نتيجة ابتعاده عن الطيران، لكنه يستغل ذلك التواصل مع الأسرة ، يوضح أنه يفتقد المحور الأساسي في حياته لأن الطيار إحساسه بذاته ووجوده بالحياة  يحصل عليه أثناء ممارسه عمله في الطائرة ، فحياة الطيار تتمحور حول الطيران.

يشرح كابتن فيصل، في نفس الوقت أسلوب الحياة الذي يفرضه الطيران على العاملين به جعلني منظم طوال الوقت حتى خلال فترة العزل الصحي أقوم بطريقة تلقائية بتنظيم وقتي.

يختتم كابتن طيار محمود فيصل،  مترقب عودة الحياة والطيران بعد انتهاء الوباء العالمي الذي نعيشه الآن.

فراس مال الله

الكابتن والكاتب الكويتي فراس مال الله مؤلف كتاب «أسرار عالم الطيران»، يروي تجربته مع العزل الصحي: لدي شركة خاصة وهذه فرصة لتطويرها وهناك وقت للتمرين بشكل مكثف نظرنا لجوسنا بالمنزل طوال الوقت فنحتاج للرياضة بشكل أكبر من ذي قبل لدي بالمنزل «جيم» خاص أتمرن به.

ويقول: خلال العزل الصحي استمتع مع العائلة والأهل واليوم يمر بسرعة دون أن ندري، وأستغرب من الأشخاص الذين  يعانون من الفراغ، هناك أشياء كثيرة نقوم بها في المنزل وأعمل  أيضا على تطوير نفسي بالقراءة.

العائلة

يؤكد كابتن فراس مال الله أن استغلال الوقت في هذه الفترة مهم فلا أحد يريد منك شيء وأنت لا تريد شيء من أحد وهي فترة يجب استغلالها بشيء يعود بالنفع سواء الشخصي أو العام.

وعن ما يفقده مع وقف حركة الطيران، يقول إنه يفتقد الاختلاء بالنفس ففي الأيام العادية عقب انتهاء الرحلة يصبح الوقت ما بين الرحلة والأخرى خاص لي فقط هذا ما افتقده الآن.

تحدث الطيار أحمد أبوعميرة بحزن عن توقف عمله، إلا أنه تحدث عن جانب إيجابي، إذ قال إنه تمكن العزل الصحي من الاستمتاع مع العائلة  والتفاعل معهم.

بينما يوضح «أبو عميرة» أنه افتقد الطيران وهو شعور صعب على أي شخص أن يتوقف عن عمل اعتاد عليه، أنا لا أتمكن من فعل شيء سوى الطيران، أيضا افتقد زملائي وأصدقائي.

ويؤكد أن هناك أشياء تعلمها من كورونا هو أن النزول للضرورة القصوى غير ذلك أجلس في المنزل أو العمل فقط .

دعوة للمرح

في ظل تفشي وباء كورونا الجائح عالميًا، ظهر تحدٍ جديدٌ على شبكات التواصل الاجتماعي، يعرف بتحدي Don't rush ،  تقوم فكرته على أنه بحركة واحدة بفرشاة الماكياج، التي تمسح بها عدسة الكاميرا، تتحول الفتيات المشاركات فيه من بعد الظهور بملابس المنزل إلى نجمات هوليودية.

مؤخرا قامت مجموعة من الطيارات السيدات والمضيفات بالشركة الوطنية لمصر للطيران بدخول هذا التحدي ولكن هذه المرة بعد مسح عدسة الكاميرا يظهرن بملامس العمل تعبيرًا منهن على افتقادهن إياه  في ظل فرض العديد من الدول قيود على الحركة الجوية، لاحتواء انتشار فيروس كورونا المسبب لمرض "كوفيد-19".