حكايات| المغامرة البريطانية في مواجهة «كورونا».. لا فائدة من العزل

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون

ترى بريطانيا دائما لها طريقتها الخاصة في معالجة الأمور، فكما قررت الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، تنوي اتخاذ تدابيرها الفريدة في مواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)، فبدلا من العزل رأت أن المواجهة المباشرة مع الوباء هو الحل.

 

حالة من الجدل

وتسبب خطاب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في خلق حالة من الجدل الشديد فبينما يختبىء العالم ويتقوقع حتى باتت الكرة الأرضية عبارة عن مجموعة من الجزر المنعزلة، خرج رئيس الحكومة يدعو المواطنين إلى وداع أحبائهم والاستسلام لواحد من أشرس الأوبئة وأكثرها انتشارا.

ظهر «جونسون» محاطا بمجموعة من المستشارين، مؤكدا أن بلاده وصلت إلى مرحلة متأخرة في خطتها لمواجهة أسوأ أزمة صحية منذ سنوات.

في هذا الإطار، طرحت كاتبة ومحللة شبكة سي إن إن الأمريكية نينا دوس سانتوس، تساؤلا حول مدى امتلاك بريطانيا لخطة بديلة تختلف عن جيرانها بالقارة الأوروبية الذين فضلوا فرض العزلة لمواجهة الفيروس.

لا فائدة من العزل

في الواقع، أجابت سانتوس بأن بريطانيا تختلف عن فرنسا وإيطاليا، وأنها ترى أن حظر التجمعات وإغلاق المدارس ليس فعالا في منع انتشار المرض، بل ستكتفي بحظر الأنشطة والأحداث الضخمة.

ونقلت الكاتبة الأمريكية توقعاتها حول امتناع الحكومة البريطانية عن تنفيذ خطة العزل الشاملة، بأنها تملك قناعة بأن تفشي المرض قد لا يصل للذروة وستنتهي حالة الذعر المنبثقة من وجوده في غضون ١٤ أسبوعا من الآن وأن تلك الفترة لا تستحق عناء التغيير الشامل والالتزام بقواعد جديدة شأنها تغيير حياة وخطط الجميع، لذلك لا فائدة من فرض المزيد من القيود.

واكتفت الحكومة البريطانية بتوصية المواطنين حول فرض عزلة لمدة لا تتجاوز السبعة أيام في حال شعورهم بأية أعراض كالسعال أو ارتفاع درجات الحرارة مع ضرورة التمسك بغسل الأيدي دائما وتطهير الأسطح بصورة متكررة ودائمة.

 

مغامرة محسوبة

قد يرى المتابع للأوضاع بأن ما خرجت به الحكومة البريطانية ماهو إلا مغامرة، إلا أن الأخيرة تؤكد بأن قرارها نابع عن دراسات علمية بحتة توصي بضرورة خلق نوع من الحصانة ضد الفيروس التاجي الجديد على المدى البعيد.

أدى هذا المنهج البريطاني في مواجهة الفيروس إلى خلق حالة من الانقسام في الوسط الطبي وصلت إلى حد اتهام جونسون بالفشل في استيعاب خطورة الموقف بينما أثنى آخرون على رفض الحكومة لكافة الضغوط لفرض العزلة.

من جانبها، علقت د. كلير وينهام الأستاذة المساعدة بكلية لندن للاقتصاد مشيرة إلى أن ما تقوم به حكومة جونسون هو مقامرة سياسية وخطة غير محسوبة وأنها وضعت في أولوياتها تجنيب شعور المواطنين بالذعر وضمان تعاونهم مع البلاد وتنفيذ تدابير الوقاية اللازمة، دون دراسة كافية وأن ازدياد أعداد الإصابات سيظل مستمرا ما لم توضع خطة واضحة.