حكايات| مخرج دراما الحشرات.. صائد الجوائز بـ«صداقة» الخنافس والعقارب

مخرج دراما الحشرات.. صائد الجوائز بـ«صداقة» الخنافس والعقارب
مخرج دراما الحشرات.. صائد الجوائز بـ«صداقة» الخنافس والعقارب


اتخذ من نقطة ضعفه سبيلًا لتحقيق ذاته، سلك طريقه بين الخنافس والعقارب والجعالية فتخصص في تصوير «الماكرو» وشيد لنفسه هرمًا كبيرًا من الشهرة. 

 

للوهلة الأولى قد يبدو الأمر مضحكًا أو صادمًا إلا أن تجربة الشاب السعودي «مفيد أبو شلوة»، أصبحت مصدر إلهام بشهرة واسعة، كصديق عالمي للحشرات.  

 

شاب ثلاثيني يهوى التصوير منذ نعومة أظافره، تخرج في الكلية التقنية الإدارية، عمل مصورا فوتوغرافيا في «الماكرو»، فضلًا عن تصنيفه كباحث علمي ضمن الفريق الكندي للأبحاث العلمية لدراسة سلوك الحشرات لسلسلتي خنافس الجوهرة (الجعالية)، لكن «أبو شلوة» لم يكتف بهذا القدر فحصل على أربعة ألقاب عالمية من أبرزها  لقب الجمعية الأمريكية للتصوير الفوتوغرافي.

 

كسر حاجز الخوف

 

يقول مفيد أبو شلوة: «اختياري لعالم التصوير لم يكن محض صدفة؛ وإنما والدي كان مصورًا واعتادنا أنا وأشقائي على التقاط العديد من الصور الفوتوغرافية بعدسته الفورية، بعدها نما لدي حب التصوير وكانت بدايتي الحقيقية في 2006 بـ(كاميرا ديجيتال) محدودة الإمكانيات لتوثيق رحلات السفر مع عائلتي، بعد ذلك اقتنيت كاميرا وتخصصت في مجال الماكرو أي تصوير الأجسام الصغيرة عن قرب». 

 

صديق الحشرات واصل حديثه، قائلا: «احترفت هذا المجال بعد 3 سنوات من التجارب والتعليم الذاتي المستمر، والسبب الرئيسي الذي دفعني نحو هذا التخصص هو كسر حاجز الخوف الذي كان بداخلي أثناء الصغر من الحشرات والاعتياد على الاقتراب منها، بالإضافة إلى نقل رسالة مصورة للعالم أجمعه يتضح من خلالها دقه وإبداع الله سبحان وتعالى». 

 

 

لدغة العقرب 

 

بين التنقل في الصحراء والغابات الاستوائية لالتقاط صورة تذكارية بتوقيعه تُخلد اسمه وتُعرض في المنافسات والمسابقات العالمية، تعرض «أبو شلوة» لمواقف صعبة أبرزها «لدغة عقرب» خلال إحدى رحلاته للغابات الفرنسية، وحدث ذلك بعد اقترابه الشديد منه وهو يتغذى على أحد الحشرات وعند محاولته لإزاحته بغصن شجرة قام مباشرة بمهاجمته، ولحسن الحظ كان معه صديقه المتخصص في هذه الحالات فقام بإعطائه المصل المطلوب لتفادي وقوع أية صدمة بعد الإصابة.

 

قام «مفيد» بتصوير قرابة 1200 صورة مدمجة بتقنية التركيز، بعدها حصل على أكثر من 140 جائزة عالمية في شتى أقسام التصوير والحصة الأكبر كانت لتصوير الماكرو ومن أبرز هذه الجوائز المركز الأول في جائزة الـ35 المقامة في روسيا.

 

 

وتميزت هذه الجائزة الروسية في تجاوز عدد المشتركين 112 ألف مصور بواقع 391 ألف صورة قُدمت في المسابقة لـ 172 دولة حول العالم، ومشروعه الفائز مؤلف من 8 أعمال فوتوغرافية بعنوان «وحوش صغيرة» ويعد هذا أقرب إنجاز لقلبه، كما حصل أيضا على 4 ألقاب دولية لعدد من الاتحادات الدولية للتصوير الفوتوغرافي.  

 

طقوس التصوير

 

يتابع الشاب الثلاثيني: «لدي عدة طقوس قبل التصوير أبرزها اختيار المكان والزمان الذي سأقوم بالتصوير فيه ومن المعروف أن الماكرو يحتاج إلى ثبات عالِ لأتمكن من التقاط الهدف المنشود، بالإضافة إلى اختياري جو مناسب خالِ من العواصف والأتربة والمطر».

 


 

 

«أفضل التصوير في فترة الصباح أي قبل الشروق بساعة وذلك ليكون بعض الحشرات، واختار ملابس معينة للتمويه من خلال اختيار ألوان معينه مقاربة لألوان الطبيعة».. كلمات واصل بها مصور الحشرات حديثه.

 

وفي نهاية الحديث لخص مصور الحشرات قائمة أمنياته، بقوله: «أتمنى إصدار كتاب بتوقيعي لتوثيق اللحظات والصور الفوتوغرافية الخاصة بيّ، بالإضافة إلى نيتي في التحاقي بالدراسة الأكاديمية لنفس تخصصي في علم سلوك الحشرات».