حكايات| فريق من الشارع.. مأساة منتخب «الجنس الناعم» لكرة القدم بمصر 

فريق من الشارع.. مأساة منتخب «الجنس الناعم» لكرة قدم بمصر 
فريق من الشارع.. مأساة منتخب «الجنس الناعم» لكرة قدم بمصر 

تهاني طوسون «توتو» ونجلاء فوزي.. أسطورتان في تاريخ الكرة الطائرة بالنادي الأهلي ومنتخب مصر، ببطولات وألقاب وإنجازات في مختلف دول القارة السمراء عبر بوابة الكرة الطائرة النسائية، ولكن هل مارست توتو ونوجا كرة القدم بعيدًا عن الكرة الطائرة؟!

 

بالبحث في وثائق تأسيس كرة القدم النسائية في مصر، كانت المفاجأة بوجود اسم توتو ونجلاء فوزي على رأس القرار الوزاري الخاص بتأسيس منتخب لكرة القدم النسائية، وضمن القائمة التي اعتمدتها وزارة الشباب والرياضة عام 1998 للمشاركة وللمرة الأولى في نهائيات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم النسائية، وهي النسخة التي استضافتها دولة نيجيريا.

كيف بدأت القصة، ومتى تأسس أول منتخب مصري لكرة القدم النسائية وإلى أين وصلت اللعبة في وقتنا الحالي؟.. أسئلة فرضت نفسها بقوة لتبدأ عملية البحث في دفتر الكرة النسائية المصرية عبر تاريخها الذي يمتد لأكثر من 20 سنة مضت.

 

أصل الحكاية

 

تروي نجلاء فوزي لـ«بوابة أخبار اليوم» أصل الحكاية، عندما بدأت سحر الهواري، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق، تكوين منتخب لكرة القدم النسائية، وعرضت بالفعل عليها ومعها توتو اللعب في كأس الأمم الإفريقية 1998 بنيجيريا.

 

وأضافت نجلاء: «وقتها كنا نبدأ التسخين لمباريات الكرة الطائرة في الأهلي بلعب مباراة كرة قدم خماسية كنوع من الترفيه، وكنت الأفضل مع توتو في هذا الأمر، ومن هنا جاءت الفكرة التي عرضتها علينا سحر الهواري وقتذاك».

 

«أعلم أن القرار الوزاري الخاص بسفر منتخب الكرة النسائية للمشاركة في أمم إفريقيا 1998 تضمن اسمي واسم توتو، لكننا لم نشارك، وحتى لم نخض تدريبات مع منتخب الكرة النسائية، لأننا اعتذرنا بسبب ارتباطنا ببطولة إفريقية مع النادي الأهلي».

 

الطائرة تتفوق

 

نجلاء فوزي تكشف أنها تفوقت برفقة توتو وبعض نجمات فريق الطائرة بالأهلي على منتخب مصر للكرة النسائية في مباراة خماسية ودية لكرة القدم بالنادي الأهلي، وحينها حققت نجمات طائرة الأهلي الفوز بنتيجة 3-1.

 

 

«كنا نلعب أيضًا كرة القدم الخماسية في بعض المناسبات مثل اعتزال زميلتنا سوزان صالح، وكنا نخوض هذه المباريات كنوع من الترفيه ولم نحترف كرة القدم النسائية أصلا».

 

المنتخب قبل الدوري

 

شارك منتخب مصر لكرة القدم النسائية للمرة الأولى في نهائيات أمم إفريقيا عام 1998 بنيجيريا وضم لاعبات عرفن الشهرة بعد ذلك وأصبحن من علامات كرة القدم النسائية في مصر وعلى رأسهن نجلاء شبل وأماني رشاد ونعمة رشاد وسارة حسنين، ولكنهن لعبن الكرة النسائية من الشارع إلى منتخب مصر والأمم الإفريقية مباشرة، حيث لم تكن مصر تمتلك أي مسابقات محلية لكرة القدم النسائية.

 

وتروي نجلاء شبل: «والدتي كانت موظفة بنادي الترسانة، وفي العام 1998، شاهدتني سحر الهواري أمارس كرة القدم مع الأولاد في النادي، فجاءت لتعرض عليّ الانضمام لمنتخب مصر لكرة القدم النسائية الذي يتم تأسيسه للمرة الأولى وكانت خطوة رتبها القدر لأكمل مشواري في هذه اللعبة التي أعشقها».

 

وأضافت نجمة منتخب مصر لكرة القدم النسائية:" الهواري كانت حريصة على جذب الفتيات للانضمام لمنتخب مصر وتأسيس دوري وكأس لكرة القدم النسائية وبالفعل انضممنا للمنتخب، ولعبنا لنادي المعادن وتوجنا بأول لقب لدوري كرة القدم النسائية والكأس عام 1999، بعدما تفوقنا على النادي الإسماعيلي في المباراة النهائية بهدف نظيف".

 

الإسماعيلي وحيدًا

 

لم تتقبل الأندية الشعبية الكبرى في القاهرة وعلى رأسها الأهلي والزمالك فكرة تكوين فريق لكرة القدم النسائية في ظل الاهتمام البالغ بفرق الرجال سواء ماديًا أو إعلاميًا وتسويقيًا، ولكن النادي الإسماعيلي قبل وشارك في النسخة الأولى من دوري كرة القدم النسائية عام 1999.

 

ويقول أشرف عبد الكريم، إداري فريق الكرة النسائية للدراويش آنذاك: «فريق الكرة النسائية تأسس عام 1999 في عهد مجلس إدارة المهندس إسماعيل عثمان، بضغوط كبيرة من سحر الهواري، وبالفعل شارك في هذا الموسم ووصل للمباراة النهائية للدوري وخسرها لصالح المعادن».

 

وأضاف: «هذا الفريق ضم بعض اللاعبات المميزات، لكن تم حله بعد المشاركة في الموسم الأول، لأن الفكرة لم تكن قد نالت استحسان الجماهير، ولم يكن أحد متحمسًا لها، رغم وجود 3 لاعبات في منتخب مصر للكرة النسائية آنذاك».

 

كأس الأمم الإفريقية

 

لأنها كانت التجربة الأولى عام 1998، لم تكن النتائج على المستوى المأمول، وخسر منتخب مصر لكرة القدم النسائية مبارياته الثلاث في دور المجموعات بنتائج كبيرة أمام منتخب نيجيريا صاحب الأرض بنتيجة 6-0 والمغرب بنتيجة 4-1، والكونغو الديمقراطية بنتيجة 4-1.

 

تذيل منتخب مصر لكرة القدم النسائية مجموعته دون نقاط بعد الهزائم الثلاث ولم يشارك بعد ذلك سوى في نسخة العام 2016، وكانت النتائج أفضل قليلا.

 

وبين المشاركتين التاريخيتين لمنتخب مصر لكرة القدم النسائية اختفت سحر الهواري وظهرت دينا الرفاعي، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق، والتي حاولت إعادة إحياء الكرة النسائية بخطة عمل لتكوين المنتخبات وكذلك استمرار المنافسات المحلية التي تعرضت لفترة جمود.

 

وحتى الآن لم تكتمل قصة كرة القدم النسائية في مصر في ظل أزمات حاصرت اللعبة ونشاطها منذ انطلاقتها وحتى بعد 20 عام من هذا التاريخ (1998)، فهل يكتب الجيل القادم قصة نجاح للكرة النسائية المصرية؟