حكايات| بجامعة فرعونية.. مصر حكمت العالم القديم من الأناضول للجندل الرابع

 بجامعة فرعونية.. مصر حكمت العالم القديم من الأناضول للجندل الرابع
بجامعة فرعونية.. مصر حكمت العالم القديم من الأناضول للجندل الرابع

حين بدأ العالم يفتح عينيه على العلوم والتعليم، كانت مصر الفرعونية تمهد لنفسها موقع البداية والريادة في هذا المشوار، حتى نجحت بأول جامعة في تاريخ البشر أن تحكم العالم القديم من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه.


الباحث الأثري مجدي شاكر تحدث عن أن الشباب المصري كان ولا يزال عماد ثروة مصر الحقيقة، فعلى سواعده قامت حضارة المصريين القدماء، والتي ما زالت تبهر العالم.


وعن إدراك مصر الفرعونية بأهمية شبابها، بدأ الاهتمام بشبابها مبكرا؛  فكان التركيز على إلحاق بعض منهم بالتعليم داخل المدارس لخلق جيل من الكتبة المتعلمين ليكونوا نواة الجهاز الإداري للدولة، ويقومون بجمع الضرائب وكتابة السجلات العسكرية ومرافقة الجيش في حملاته وتدوين كل شيء.


وبحسب «شاكر» تولى الشباب من خريجي تلك المدارس، كتابة البرديات الدينية والطبية والأدبية، بينما المتفوقين من هؤلاء الشباب فكان يتم إلحاقهم بالجامعة «البر العنخ» أي بيت الحياة ليتعلم العلوم الهندسية والفلك والطب والسحر.


وأمام ذلك، خرج جيل من المهندسين المهرة بدأ من ايمحتب مهندس الهرم المدرج في سقارة، وحم أيونو مهندس هرم خوفو، وسنموت مهندس معبد الدير البحري، وحسي رع أول طبيب أسنان، وحكماء مثل بتاح حتب وأبيور.


وكان للمرأة الفرعونية نصيب من كل ذلك؛ حيث ظهرت بقوة الشابة الطبيبة مريت بتاح أي محبوبة بتاح، والتي كانت أول عالمة طبيبة في التاريخ وكرمها الاتحاد الدولي الفلكي باعتبارها أول عالمة فأطلق اسمها على أحد الفوهات الصدمية في كوكب الزهرة.


حتى الشباب الفرعوني الذي لم يلتحقوا بالجامعة أو لم ينالوا قسطًا مناسبًا من التعليم، كان منهم أمهر الصناع والبنائين والفلاحين، والتحق بعضهم بالجيش حيث كان العماد الرئيسي له، وكان يطلق عليهم «نفرو» أي الناضجين.


أما هؤلاء فقد ساهموا في الدفاع عن حدود مصر والحفاظ عليها بل كان منهم الفرعون أحمس الذي لم يتعد عمره السابع عشر الذي وقفت خلفه أمه بعد أن فقدت زوجها وابنها كامس حتى تكمن من طرد الهكسوس، وكان معه مجوعة من الشباب منهم القائد الشاب أحمس ابن أبانا وأحمس بن نخبت.


واستمر الشباب حتى جاء الفرعون تحتمس الثالث ليقود 17 حملة عسكرية، ويكوّن أول إمبراطورية مصرية امتدت من الأناضول شمالا (تركيا الآن) حتى الجندل الرابع جنوبا (السودان)، ومن نهر الفرات شرقا (العراق) حتى برقة غربا (ليبيا) وحتى في الدين حاول الشاب إخناتون أن ينهض بأول ثورة دينية ويغير الفكر الديني. 


واهتم المصري القديم كذلك بالتدريبات الرياضية للشباب لأهميتها لبناء أجسام الشباب فدربهم على المصارعة والقفز والرماية وهناك في مقابر بني حسن في المنيا مئات من مناظر التدريبات الرياضية.


وحتى في نحت التماثيل والتحنيط كان الفنان الفرعوني حريص على نحت الجسم في أفضل حالاته في الشباب؛ لأنه يتمنى أن يبعث في العالم الآخر في سن الفتوة والشباب وكان المحنط يجمل الوجه ليحافظ على نضارته وشبابه.