حكايات| سيمور نصيروف.. الوصول لرئاسة الجالية الأذربيجانية بمصر «سيرًا على الأقدام»

الدكتور سيمور نصيروف في زيارة للدكتور علي جمعة
الدكتور سيمور نصيروف في زيارة للدكتور علي جمعة

كنت لا أملك أي كاميرا لتوثيق زياراتي للجامع الأزهر، لم أكن أملك ثمن تذكرة المواصلات، حينها، كنت أسير من الشرابية إلى الأزهر فمدينة البعوث، لعدم توافر المال معي.. شرب الدكتور سيمور نصيروف من نيل مصر خلال دراسته بـ«الأزهر» ليحقق نبوءة العودة إلى أرضها لكن كرئيس للجالية الأذربيجانية في القاهرة وعضوا لهيئة التدريس بجامعة القاهرة.

 

حين قدم «نصيروف» نفسه داخل أروقة جامع باكو الإسلامي، كأحد طلاب أذربيجان المتفوقين، وجد النداء من «الأزهر» له رسميًا لمواصلة الدراسة في جامعته، ضمن وفد أذري يضم 36 طالبًا.

 

انهيار الاتحاد السوفيتي

 

لم يكن مجيء « سيمور» إلى مصر سهلا، وهنا يروي الرجل، قائلا: «لأحصل على التذكرة أخذت فترة طويلة، حوالي 6 أشهر للانتهاء من الإجراءات، منها الأوراق والتي يتم تسليمها للسفارة لترسلها إلى مصر بعد توثيقها، ثم انتظار الموافقة عليها وغيرها من هذه الأمور، وكانت هذه الفترة تمر علي وكأنها سنوات ثقيلة».

 

 

وعندما ذهب إلى شراء تذكرة الطيران للسفر إلى مصر، واجه صعوبة أخرى، فبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، أصبح الناس كلهم فقراء، كما أن بلده كان يعاني من الاحتلال الأرميني، فاضطر إلى شراء تذكرة إلى سوريا ومنها ذهب بأتوبيس إلى الأردن، ولعدم وجود تأشيرة مرور أعادوه مرة أخرى إلى سوريا، واستغرق الورق وقتًا ولكن في النهاية وصل إلى مصر وكأنه «خروج من الظلمات إلى النور».

 

أول زيارة للأزهر

 

لا يزال الدكتور «نصيروف» يتذكر أول زيارة للأزهر الشريف، إذ شعر برجفة وانبهار غير عادي وسعادة غامرة في نفس اللحظة، قبل أن يسجد لله شكرًا على تحقيق حلمه في السير على نهج أجداده بالدراسة في هذا الصرح العظيم.

 

 

 

«أكرمني الله أن أكون أول متخرج منهم في كلية الدراسات الإسلامية والعربية، وعندما تخرجت علمت أن العلم لا ينتهي بالتخرج؛ بل يبدأ من بعده، فقررت مواصلة الدراسة؛ لأن هناك علماء كبار في مصر ومن يريد العلم الديني الوسطي الحقيقي الذي انتشر في كل العالم سيجده في هذا البلد».. حلم صار حقيقة لرئيس الجالية الأذرية بمصر.

 

عزومة مراكبية !!

 

مع كل شبر بالقاهرة، يستعيد الدكتور «نصيروف» ذكريات غير عادية، وإن كانت الكوميديا تسيطر عليها، إذ يقول: «عندما جئت إلى مصر لم أكن أعرف أي كلمة بالعربية ولا جملة، فكنت عندما أتعلم بعض الكلمات أحاول تطبيقها في أي مكان وأتحدث بها».

 

 

«في الكتب قرأنا أن أفضل ما يفطر عليه المسلم هو التمر (البلح)، فذهبت إلى السوبر ماركت ولأنني كنت أقرأ بصعوبة وقتها وجدت شيئًا مكتوب عليه تمر فاشتريته، وبعد أن عدت إلى المنزل وجدت اسمه (تمر هندي) ولم أفهم أنه مختلف، ولكن عندما فتحته وجدت شكله غريب فذهبت إلى صديق وأخبرني أن التمر الهندي مشروب وليس (البلح) الذي أريده، ولأنني لم أعرف ماذا سأفعل به أعطيته لأحد أصدقائي المصريين في مدينة البعوث!»

 

ويحكي رئيس الجالية الأذربيجانية موقفًا ثانيًا: «ذات مرة ركبت تاكسي، وبعد وصولي إلى وجهتي، قال السائق لي: (خلي خلي)، وتعودنا في بلدنا أنه عندما يخبرنا شخص (خلي)، فاعتقدت أنه يريد أن يكرمني بالفعل، وبعد أن تركته اندهش متسائلا: (أين أنت ذاهب؟)، فشكرته وأخبرته (قلت لي خلي)، فقال لي ضاحكًا: (لازم تدفع)، فأدركت بعدها أن هذه الكلمة (عزومة مراكبية)»