حكايات| «رمضان والكورة».. طوبة زيمبابوي وأزمة مونتاري و«بطة» رضا عبدالعال!

رضا عبدالعال مع وليد صلاح الدين وهادي خشبة
رضا عبدالعال مع وليد صلاح الدين وهادي خشبة

تحفل ذاكرة نجوم كرة القدم المصرية بمواقف لا تنسى تربط بين كرة القدم وشهر رمضان وفريضة الصيام التي تمثل حالة خاصة في الملاعب المصرية وخصوصًا مع أدغال إفريقيا ومباريات المنتخب القومي وحتى منافسات الدوري المحلي.

 

شهر رمضان يأخذنا لذكريات نجوم كرة القدم المصرية مع الصيام ومواقفه، والتي نستعرضها في «حكايات» على لسان أصحابها، وكذلك بعض المباريات التاريخية التي خاضها نجوم كرة القدم المصرية ومنتخب مصر في نهار رمضان وكانت لها ذكريات لا تنسى.

 

ضياع الدوري في رمضان

 

يتذكر هيثم فاروق، نجم مصر وفينورد روتردام الهولندي السابق، مباراة خاضها في فبراير من العام 1994 حين كان لاعبًا بالنادي الأولمبي السكندري وفي مواجهة نادي الزمالك المنافس على لقب الدوري حينها.

 

ويروي فاروق في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»:" واجهنا الزمالك على ملعب عثمان أحمد عثمان بالجبل الأخضر في نهار رمضان، وقتذاك أخبرنا المدير الفني لفريقنا خلال رحلتنا من الإسكندرية إلى القاهرة إن لنا رخصة الإفطار باعتبارنا على سفر، وقبل بعض لاعبي الفريق هذا الأمر، ولكن طلبت منه أن أخوض المباراة صائمًا، وقلت له إنني سأتقبل أي عقوبة إذا ما قصرت في الأداء الفني المتوقع مني".

 

"كنت مكلفًا بمراقبة النيجيري إيمانويل أمونيكي، مهاجم الزمالك وبرشلونة الإسباني السابق، ومع اختلاف مراكزنا في الملعب وحساسية مركزي كمدافع أتذكر أنني راوغته على خط التماس ببراعة، وأحرزت الهدف الوحيد في المباراة وفزنا على الزمالك وأبعدناه عن المنافسة على لقب الدوري، الذي ذهب إلى الأهلي بعد مباراة فاصلة مع الإسماعيلي في الإسكندرية، ولم يؤثر الصيام على أدائي".

 

"انضممت لمنتخب مصر بعد هذا اللقاء عندما اختارني المدرب الكبير طه إسماعيل، وكان شهر رمضان فاتحة خير بالنسبة لي في كرة القدم.. ربنا كرمني من وسع".

 

الأهلي يتدرب في السيرك

 

لا يأتي شهر رمضان حتى يذكر وليد صلاح الدين، نجم مصر والأهلي السابق، واقعة تدريب الفريق الأحمر تحت قيادة أنور سلامة داخل سيرك بالعاصمة التنزانية دار السلام عام 1990.

 

وذكر وليد صلاح الدين، في تصريحات إذاعية، إنه كان في سن التاسعة عشرة حين تم تصعيده للفريق الأول عام 1990 تحت القيادة الفنية لأنور سلامة، وكان الأهلي يسافر حينها في المباريات الإفريقية قبل 10 أيام من موعد المباراة.

 

وأضاف:" عندما وصلنا إلى العاصمة التنزانية فوجئنا بتدني مستوى فندق الإقامة، وعدم وجود ملعب تدريب، وحتى عدم وجود طعام جيد، وبالتالي كان لزامًا علينا أن نبحث عن بديل في العشرة أيام، وأرسلنا القدر إلى سيرك مصري يقدم عروضًا في الفترة ذاتها بتنزانيا".

 

وتابع نجم الأهلي السابق:" أقمنا 10 أيام مع أفراد السيرك المصري، كنا نتدرب بجوار أقفاص الحيوانات المفترسة، وكانت هناك مواقف كوميدية مختلفة تحدث بين اللاعبين منها إمساك رضا عبدالعال بالبط لإخافة أسامة عرابي، وكذلك هادي خشبة الذي كان يمسك بالثعابين لإخافة اللاعبين".

 

طوبة زيمبابوي

 

تظل مباراة مصر وزيمبابوي في التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 1994، في ذاكرة جمهور الكرة المصرية بعدما أقيمت في شهر رمضان، وأضاعت الحلم الكبير بالمشاركة المونديالة الثالثة التي لم تتحق بعد ذلك سوى في العام 2018.

 

كان منتخب مصر متقدمًا بهدفين لهدف، سجلهما أشرف قاسم وحسام حسن، ويقترب من التأهل للمرحلة النهائية لتصفيات المونديال على أرضه ووسط جماهيره باستاد القاهرة الدولي، سقطت "طوبة" من المدرجات وأصابت رأس لوران بابيبتش مدرب زيمبابوي.

 

أعيدت المباراة على أرض محايدة بقرار من الكاف واستضافها ملعب ليون بفرنسا، وانتهت بالتعادل السلبي بين مصر وزيمبابوي ليصعد الأخير للمرحلة النهائية من التصفيات وينتهي الحلم المصري.

 

مورينيو وأزمة صيام مونتاري في إيطاليا

 

سولي علي مونتاري أحد أشهر الأسماء التي مثلت الكرة الغانية والإفريقية في الدوريات الأوروبية الكبرى وخصوصًا خلال فترة المجد الكبير مع إنتر ميلان الإيطالي صاحب الثلاثية التاريخية مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو.

 

نشبت أزمة كبرى بين مورينيو ومونتاري في مباراة إنتر أمام باري بالدوري الإيطالي حين سحب المدرب البرتغالي النجم الدولي الغاني من الملعب بعد 28 دقيقة فقط، وأشرك الإيطالي ماريو بالوتيلي بدلاً منه، معللاً ذلك في المؤتمر الصحفي بعد اللقاء بأن الصيام أفقد مونتاري كل طاقته.

"رمضان لم يأت في الوقت المناسب بالنسبة للاعب كرة قدم".. كان هذا التصريح بداية الهجوم على مورينيو من الجاليات الإسلامية بعدما أعاد فتح قضية صيام مونتاري، وأثار حفيظة الجالية المسلمة في إيطاليا وحينها رد المدرب الفرنسي ديدييه ديشامب، والذي كان يقود يوفنتوس آنذاك، بالتصريح التاريخي والعقلاني :"كلام مورينيو خاطىء، فالمشكلة ليست بالصيام بل بطريقة الإعداد للاعب في ظله".