حكايات| مطرب التشنجات والتأوهات.. فريد الأطرش يرد على أعداء «كوسة»

فريد الأطرش
فريد الأطرش

«كل أديب لا اشتري منه قصة يشتمني وكل شاعر لا أغني له قصيدة يسبني».. 48 حرفًا بالتمام والكمال ربما كانت تمر بشكل هادئ لو كانت من شخص عادي؛ لكنها ما إن انطلقت من فريد الأطرش في بداية مشواره فُتحت معها أبواب جهنم الفن عليه.

 

هوجم «فريد» بضراوة حتى أن أحد النقاد كتب منتقدًا إياها بقوله: «إنه لا يزال يعيش في عام 1930، بميلوديهات النهنهات المثيرة والتشنجات الموسيقية التي كان يفح بها في صالة ملكة الغواني بديعة مصابني»؛ حيث كان هذا الأسلوب يرضي السكارى المخمورين.


 

وبلحن جديد لكلمات «ما انحرمش العمر منك»، ربما أراد فريد الأطرش أن يرد على الهجوم الشرس الذي طاله مطلع ستينيات القرن الماضي، تعقيبًا على دوره  في فيلم رسالة من امرأة مجهولة؛ إذ اعتبره نقاد وشعراء ومؤلفون ينال من كرامتهم بمصر والعالم العربي.

 

لم يكن «الأطرش» مقترنًا باسم فريد في بداية مشواره؛ لكنه اضطر إلى تغييره من «فريد كوسة» إلى فريدة الأطرش؛ إذ كتب فؤاد شقيق المطرب فريد أن عائلته لم تحمل يومًا لقب «الأطرش»؛ لكن بعد أن نزح إلى الثلاثي فريد وفؤاد وآمال كوسة إلى القاهرة، تغيرت الأمور كثيرًا بآمال صارت «أسمهان» عندما اقترنت بالأمير حسن الأطرش فأطلقوا على أنفسهم لقب الأطرش.

 

ظل فريد الأطرش عرضه لأقلام النقاد، ورغم أن فيلم رسالة من امرأة مجهولة، مر عليه سنوات إلا أن تبعاته ظلت تلاحقه، فازت أغنية «يا جميل يا جميل»، عام 1966 في المسابقة السنوية التي تقام بباريس لأفضل 10 أسطوانات؛ حيث غنتها المطربة المصرية الفرنسية داليدا بها وسجلتها على أسطوانات بباريس بنفس لحن فريد الأطرش.


 

في عام 1984، وبعد وفاة فريد الأطرش، تلقت جمعية المؤلفين والملحنين المصرية خطابًا من نظيرتها اليابانية تطلب فيه الموافقة للمؤلف الياباني شنجاي كيمومي، بوضع كلمات باليابانية على لحن «توته» للأطرش.


 

وبالفعل وافقت الجمعية على أن يتم تحصيل حقوق الأداء العلني مناصفة بين ورثة الأطرش والمطرب الياباني، ليرد الياياني كيمومي على مقولة «مطرب التأوهات»، التي لازمت فريد طيلة فترة الستينيات.

 

 ورغم الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها فريد إلا أن الكاتب الراحل محمود السعدني كان من الكتاب القلائل الذين دافعوا عنه، فكتب في أحد مقالاته: «أثبت فريد الأطرش أنه رجل واقعي وأكثر واقعية من جواكي وآرثر ميللر، فقد صور حياته بدقة في فيلمه «رسالة إلى امرأة مجهولة»، لقد كان رجلا بائسا وحيدا «ملطشة» لأصدقائه وأعدائه " على حد سواء.