حكايات| فلسطينيون مروا من التتش وزامورا.. بينهم مستشار ياسر عرفات

مروان كنفاني قائد الأهلي أمام الإسماعيلي
مروان كنفاني قائد الأهلي أمام الإسماعيلي

منذ ما يقرب من مائة عام، ضربت جذور تاريخية بين كرة القدم المصرية والفلسطينية، وتحديدًا بعد أن تأهل المنتخب المصري للمرة الأولى في تاريخه لنهائيات كأس العالم «إيطاليا 1934» بتخطي المنتخب الفلسطيني ذهابًا 7-1 في القاهرة، و4-1 إيابًا في فلسطين.

 

لكن هذا المرور لم يقف حائلا أمام منع أسماء فلسطينية من اللمعان في سماء الكرة المصرية، وأخرى مرت مرور الكرام، ولكن يبقى تاريخ الكرة المصرية حافلاً بالأسماء التي شرفت الكرة الفلسطينية، وأخرى لم تكن على المستوى الفني المأمول طوال سنوات مضت.

 

الأهلي يدعم الثورة الفلسطينية

 

قبل النكبة وتحديدًا في العام 1943، سافر مختار التتش قائد النادي الأهلي مع فريق الكرة إلى الأراضي الفلسطينية لخوض مباراة استعراضية هناك دعمًا للثورة الفلسطينية على العصابات الصهيونية والانتداب البريطاني، وهي الواقعة التي يفخر بها جمهور الأهلي كجزء مضيء من التاريخ الوطني للقلعة الحمراء.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| عبدالستار صبري.. رحلة «ابن النوبة» من حلم الأهلي إلى مورينيو «المجنون»

 

رفض لاعبو النادي الأهلي قرار حيدر باشا رئيس اتحاد الكرة آنذاك، وسافروا بجوازات سفر جديدة استخرجها لهم الزعيم الوفدي المنتمي للأهلي فؤاد سراج الدين باشا، وشاركوا في 5 مباريات ودية لدعم الثورة الفلسطينية على مدار 23 يومًا، قبل أن يعودوا ليصطدموا بقرار شطبهم من سجلات اتحاد الكرة.

 

عاد لاعبو الأهلي بعد 10 شهور من الإيقاف لممارسة اللعبة الشعبية الأولى، وأصبحت القضية الفلسطينية جزء من قصة وتاريخ النادي الأهلي بسبب واقعة التتش وحيدر باشا.

 

مستشار ياسر عرفات 

 

في أبريل من العام 1961، اكتشف عادل هيكل خليفته في حراسة مرمى النادي الأهلي، بين جنود الجيش الفلسطيني وهو مروان كنفاني الذي أصبح بعد ذلك سياسيًا مخضرمًا ومستشاراً للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

 

يروي كنفاني في حوار سابق لقناة النادي الأهلي: «كنت حينها ألعب للنادي الأهلي السوري في دمشق، وفوجئت بسفر هيكل إلى سوريا للقاء والدي، واشترط عليه الأخير أن أكمل تعليمي وألعب للنادي الأهلي، فأكملت دراستي في مصر، ولعبت للأهلي في الفترة من 1961 وحتى 1971».

 

اقرأ للمحرر أيضًا| الكرة في زمن الحرب.. غزل المحلة ومعجزة التتويج بدوري 73

 

وينفرد الفلسطيني كنفاني بأنه اللاعب الوحيد من غير أصحاب الجنسية المصرية الذي يتقلد شارة قيادة فريق النادي الأهلي في مباراة رسمية وكان ذلك في نهاية فترة انضمامه للقلعة الحمراء، ويتذكر الجمهور مباراته أمام الإسماعيلي عام 1971 والتي كان فيها قائدًا للفريق.

 

 

الزمالك على الخط

 

لم يترك الزمالك الملعب الفلسطيني للأهلي وحده، بل تعاقد مع الهداف الفلسطيني مصطفى نجم والذي انتقل من نادي غزة الرياضي إلى الاتحاد السكندري عام 1987 وحتي عام 1990 ونجح فى تسجيل 9 أهداف في الدوري.

 

ومع الزمالك توج نجم بلقبي الدوري مرتين متتاليتين عامي 1992 و93، كما رفع الكأس الإفريقية مع القلعة البيضاء في العام 1993 والذي شهد رحيله بعد 3 مواسم بالقميص الأبيض.

 

 

الأهلي وقرار جديد

 

نجح مجلس إدارة النادي الأهلي في نهاية التسعينات في استصدار قرار من اتحاد الكرة بقيد اللاعبين الفلسطيني كلاعب محلي في قوائم الأندية المصرية، وكان وراء المطالبة بهذا القرار قصة كبيرة، بعدما نجح ثنائي فلسطيني من أصول مصرية في اختبارات النادي الأهلي.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| الأهلي وصفقات الأزمة.. الإدارة على درب المايسترو وتلميذه

 

تألق الثنائي عماد أيوب ومحمد سمارة في قطاع الناشئين بالنادي الأهلي وتفوقوا على معظم لاعبي جيلهم، وكان الأول هدافًا لشباب النادي الأهلي في مختلف المنافسات.

 

وقبل أن يتم تصعيد أيوب وسمارة إلى الفريق الأول، تعرض الهداف لإصابة أبعدته عن المشاركة فاستغنى عنه الأهلي لينتقل إلى صفوف جولدي والترسانة وسكة حديد سوهاج والقناة، وأبى أن يمر بالكرة المصرية دون ترك بصمة كبيرة فسجل آخر هاتريك في مرمى النادي الأهلي بقميص سوهاج في مفاجأة مدوية.

 

 

 

 

 

أما سمارة فلعب لأندية عديدة على رأسها الاتحاد السكندري وجولدي وبترول أسيوط والمقاولون العرب وبتروجت وكذلك الداخلية، وقدم مواسم رائعة مع ذئاب الجبل والنادي البترولي.

 

 

رمزي صالح وهروب الحضري

 

لجأ الأهلي إلى فلسطين لإنقاذ مركز حراسة المرمى بعد هروب عصام الحضري إلى سيون السويسري واعتزال نادر السيد، فكان البديل هو رمزي صالح حارس مرمى منتخب فلسطين والذي شارك مع الأحمر في التتويج ببطولتي دوري وبطولة دوري أبطال إفريقيا عامي 2008 و2009.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| رحلة مصري من «المظاليم» حصد دوري أبطال أوروبا أربع مرات


استمر رمزي صالح في الدوري المصري بعد رحيله عن الأهلي فلعب لأندية سموحة والمصري البورسعيدي ومصر المقاصة والأسيوطي قبل أن يواصل رحلته في سن السابعة والثلاثين وينضم لنادي الجونة مطلع الموسم الحالي.
 

ظهر لاعبو الكرة الفلسطينية مجددًا في مصر ممثلين في المدافع عبداللطيف البهداري والذي لعب لنادي طلائع الجيش قادمًا من شباب الخليل الفلسطيني في الموسم الماضي وشارك في مباريات محدودة، كما كان عبد الله جابر، مدافع المنتخب الفلسطيني، أحد الخيارات لنادي المقاولون العرب في الموسم الماضي، ولكن عدم القناعة بمستواه دفعت إدارة ذئاب الجبل لإنهاء التعاقد قبل بدايته.