حكايات| «بنك مصر» السابق لعصره..  ديليفري وATM في العشرينيات

أول  ATM قدمها بنك مصر
أول ATM قدمها بنك مصر

«اليوم نستقبل دارنا الجديدة بقلوب فرحة، ووجوه ضاحكة مستبشرة»، استهل محمد طلعت حرب باشا رحلته مع بنك مصر بهذه الكلمات في خطبة ألقاها عام 1920، ليؤسس كيانا اقتصاديا أكبر من مجرد بنك بأموال مصرية خالصة.
 

ما قدمه البنك للمصريين أكثر من الادخار وحفظ أموال، فالأنشطة التي أسسها هذا الكيان الوطني امتدت في البر والبحر والجو، كما أضاف خدمات هي الأولى من نوعها. 

 

 

طموح «حرب»

 

لم يكتف محمد طلعت حرب، بإنشاء بنك مصر، فقط، بل عمل جاهدًا على خلق منظومة اقتصادية متكاملة، لتحرير مصر اقتصاديًا، فأنشأ 22 شركة خلال الفترة من عام 1920 وحتى عام 1940، بغرض استخدام المواد الخام الموجودة في مصر وإنتاج منتجات مصرية، وظلت ملكية هذه الشركات لبنك مصر، إلى أن تم تأميمها، وأصبحت ملكًا للدولة بعد ثورة 23 يوليو 1952.

 

 

وتم تسمية الشركات التابعة لبنك مصر، كلها وبها كلمة «مصر» لربط المصريين بهذه الشركات، خاصة وأنه تم إنشاؤها ومصر في فترة الاحتلال لإثبات كيانك كدولة قوية اقتصاديًا.

ولم يتولى محمد طلعت حرب رئاسة بنك مصر، بل اكتفى بمنصب العضو المنتدب للبنك؛ ليستطيع مباشرة أعمال البنك والمنظومة الاقتصادية التابعة له.

 

 

واستمر بنك مصر، في إنشاء الشركات فقام بتأسيس أول شركة تابعة للبنك وهي مطبعة بنك مصر سنة 1922، لتتولى مهمة طباعة الأوراق الخاصة بالبنك لتوفير تكاليف الإنتاج، ثم أنشأ شركة مصر للغزل والنسج في المحلة الكبرى سنة 1927، وأقيمت على مساحة 100 فدان وكان يعمل بها وقت الافتتاح 12 ألف عامل، وافتتح الشركة رسميًا «الملك فؤاد». أما شركة شركة مصر لمصايد الأسماك تم تأسيسها في عام 1926، تلاها في عام 1927 تأسيس شركة مصر للكتان.

 

 

 

حكاية علبة الدومينو خاصة به

 

قد يستغرب البعض، عندما يجد في صالة المقر الرئيسي لبنك مصر، علبة دومينو، خاصة بطلعت حرب باشا، والذي كان «حريف» في لعبة الدومينو، فقد كانت لعبة الدومينو سببًا في إنشاء بنك مصر.

فعندما تخرج طلعت حرب من كلية الحقوق لم يكن لديه وظيفة، فقام بإنشاء مكتب محاسبة، ولكن هذا المكتب في البداية لم يحقق النجاح، لذلك بدأ ينزل لـ«الزبائن» بنفسه، ومنها منطقة التجار بالموسكي، وهناك التقى بـ«إسماعيل جاد بركات»، وكان يلعب وقتها بالدومينو، وقام طلعت حرب بهزيمته، فاقتنع به التاجر إسماعيل جاد بركات، ولذلك قام بإعطاء طلعت خرب الدفاتر الخاصة بحسابات المحلات.

 

وبعد تولي طلعت حرب مسئولية دفاتر التاجر، فإزدادت أرباحه، وذاع صيته، لذلك تم إنشاء أول فرع لبنك مصر في الموسكي سنة 1920، وذلك قبل إنشاء المقر الرئيسي الحالي للبنك.

 

أول وحدة حاسب آلي بالشرق الأوسط
 

بنك مصر، هو أول بنك في الشرق الأوسط يستخدم الحاسب الآلي، وأول من أدخل في العمل المصرفي الحاسب الآلي، وقام بشراء أول وحدة حاسب آلي في الشرق الأوسط عام 1980.

 

كما أن مطبعة بنك مصر، حصلت على جائزة أفضل مطبعة في العالم عام 1936.

 

أول سيارة ديليفري


ربما لا يعلم الكثير، أن بنك مصر، أول من أدخل خدمة الدليفيري في مصر منذ أكثر من 92 عامًا، حيث كانت تقدم شركة مصر لمصايد الأسماك، خدمة توصيل الأسماك للمنازل والمحلات منذ عام 1926.

 

حكاية أول ماكينة ATM في مصر
 

ذهب «سلامة» إلي بنك مصر، ليودع أموال الشركة التي يعمل بها في البنك، وللأسف وجد البنك أغلق أبوابه، وكان المبلغ كبيرًا فخاف أن يسرق منه، هذا المقطع من فيلم سلامة في خير للفنان نجيب الريحاني، أوحى لطلعت حرب بضرورة إدخال خدمة الإيداع الليلية لعملاء البنك.
 

وبالفعل تم تصميم ماكينة الإيداع الليلية في لندن، ليكون بذلك بنك مصر، هو أول من أدخل الخدمة المسائية البنكية من خلال ماكينة الإيداع التي تم وضعها خارج أبواب البنك وذلك في عام 1931.

 

والماكينة، عبارة عن خزينة يتم فتحها بمفتاح، والمفتاح يكون مع بعض عملاء البنك، ممن تضطرهم الظروف لاستخدام هذه الماكينة، وهى للإيداع فقط، فعندما يقوم العميل بفتح الخزينة، يقوم بوضع الأشياء الخاصة به، في ظرف مكتوب عليه اسم العميل، ورقم الحساب والمبلغ المودع، أو المجوهرات المودعة، ويتم وضعه في المجرى وتنزل في الخزينة الأرضية، وفي صباح اليوم الثاني، تقوم لجنة بفتح الخزينة وجرد الخزينة وفي حالة وجود مجوهرات يكون هناك مندوب عن الشخص صاحب الحساب أو الشخص نفسه ويتم وضعها في الأمانات.