حكايات| نساؤها يقطعن أصابعهن حزنًا.. «داني» قبيلة «تقديس» الموتى

حكايات| نساؤها يقطعن أصابعهن حزنًا.. «داني» قبيلة «تقديس» الموتى
حكايات| نساؤها يقطعن أصابعهن حزنًا.. «داني» قبيلة «تقديس» الموتى

في عزلة تامة عن العالم وصخبه، بكل ما يحتويه من وسائل تكنولوجية ومظاهر للرفاهية، وضعت قبيلة «داني» في إندونيسيا لنفسها دستورًا، تمسكت من خلاله بعاداتها وتقاليدها التي تثير الدهشة تارة، وتثير الغرابة تارة أخرى.


ومع الغوص في أعماق معتقدات تلك القبيلة تظل كل تعبيرات الإندهاش قليلة، أمام تصرفات أبنائها بداية من قيام نسائهن بقطع أصابعهن مع فقدان كل عزيز لديهم، والاحتفاظ بمحاربيهم القدامى من خلال التحنيط بالتدخين.

 

يقطعن أصابعهن

 

بالصدفة، وجد رجل الأعمال الأمريكي ريتشارد أرشبولد، نفسه محاطًا بتلك القبيلة المعزولة في عام 1938، ومنذ منتصف القرن العشرين أصبحت قبيلة داني، فريدة من نوعها ومعروفة بشعورها القوى بالهوية، بحكم أنهم يتمسكون بطرقهم التقليدية.

 

اقرأ حكاية أخرى| إيران «الإسلامية».. كثير من الدعارة والمخدرات قليل من الدين

 


العادات والتقاليد تختلف في كل بلد باختلاف ثقافتها والبيئة المحيطة بها، وتعد العوامل البيئية والمناخية من العوامل الأساسية لتكوين ثقافة الشعوب، وبالتالي أنماط الحياة التي يتبعونها في حياتهم وممارسة طقوسهم، وفي قبيلة «داني» بإندونيسيا عادة غريبة الأطوار، ربما أبرزها أن نساء تلك القبيلة تشرعن في قطع الجزء العلوي من أصابعهن عند وفاة أحد أفراد الأسرة.

 


نساء «داني» ترى أن هذا التقليد يعكس الألم الذي يشعر به كل من فقد أحد أقاربه، وهذا الطقس قد يؤدي إلى بتر كل امرأة لأكثر من إصبع طوال حياتها، حيث يتم ربط أصابع المرأة بحبل رفيع حتى يتم تخديرها، ثم يقطع جزء من أحد الأصابع ويتم كي الإصبع المبتور.

 

التحنيط بالتدخين

 

المستكشف الألماني ماركوس روث، فوجئ كذلك بالعادات والشعائر الغريبة التي وجدها داخل قبيلة داني الإندونيسية أثناء زيارته لها، الأمر الذي دفعه لقضاء أسبوعا كاملا معهم ليعرف المزيد عن حياتهم اليومية، حيث أنه وجد أن هذا الشعب المعزول نوعًا ما عن العالم تتبع نساءه عادات غير متوقعة أو مسبوقة خاصة في حال وفاة أحد أفراد الأسرة.

 

اقرأ حكاية أخرى| «جسر الموت».. كل موضع قدم «مُدمن»


 

روث اكتشف أيضا مأكولاتهم ومهاراتهم الحياتية الأساسية فضلا عن طقوسهم، وشهد أيضا عادات غير متوقعة تتبعها تلك القبيلة، فبخلاف أن النساء تقدم على قطع أطراف أصابعهن العلوية بأنفسهن في حال توفي أحد أفراد الأسرة كعلامة على الحزن، كان أكثر شيئا أثار دهشته هو مومياء كورولو – التابعة للقبيلة - والتي يقال إن عمرها لا يقل عن 370 عاما، حيث أن أفراد تلك القبيلة يحتفظون بمحاربيهم القدامى والأقوياء كرمز للفخر، وفق روث.

 


 

وتستخدم القبيلة التحنيط بالتدخين للحفاظ على جثث أجدادهم، رغم أن هذا الأسلوب لم يعد يمارس إلا نادرًا، كما أن قبائل داني لا تزال تحافظ على عدد من المومياوات كرمز لاحترامهم لأسلافهم.

 

«تجربتي كانت مذهلة، فهم يتميزون بالخجل والغرابة، وفي الوقت ذاته يتمتعون بالشجاعة، ويعيشون بعيدا عن كل مظاهر الحياة العصرية ويقاومون كل الأشياء الحديثة، حيث أنهم يزرعون كل ما يحتاجونه، ويعتمدون على التجارة بين القرى، ولا يزالون يطبخون باستخدام النار ويعيشون بشكل منفصل في منازل مخصصة للنساء وأخرى للرجال».. بحسب روث.

 

 

 ملابس متحررة

 

صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، بدورها اقتربت من قبيلة «داني»، لتتحدث عن أن تلك القبيلة لديها عادات أخرى غريبة إلى جانب قطع النساء لأصابعهن والاحتفاظ بالمحاربين الأقوياء والقدامى، فبخلاف ذلك لديهم عادات غريبة أيضا في الملابس.

 

اقرأ حكاية أخرى| أبو «دقة» جنان.. «الكشري» أكلة ليست مصرية

 

رجال القبيلة بدورهم يرتدون قطعة غير عادية من الملابس الداخلية تسمى «كوتيكا» و«جراب القضيب»، أما النساء فلديهم وجهة نظر متحررة تجاه الملابس، حيث يرتدن «تنانير» مصنوعة من الألياف الساحلية المنسوجة، والمزينة بالأكياس والقش، كما تلبس في الرأس ما يسمى بـ«نوكين». 

 

 

رقصة المحارب

 

إلى جانب كل هذا وذاك من العادات الغريبة، عادة أخرى حيث تنظم القبيلة في شهر أغسطس من كل عام، معارك وهمية مع القبائل المجاورة حيث تحضر كل القبائل «داني ويالي ولاني» أفضل المحاربين لخوض المعركة الوهمية وإظهار ثقافتهم الغنية؛ للاحتفال بالخصوبة فضلا عن دعم التقاليد القديمة.

 

 

ويأتي من ضمن هذه التقاليد حفل طبخ الخنزير، حيث يؤدي أفراد القبيلة، رقصة المحارب، ويشعلون النار باحتكاك الخشب، فيما يتم ذبح الخنازير بسكاكين من شظايا الخيزران قبل طهيها مع الخضار.

 

اقرأ حكاية أخرى| قرية العميان.. آفة بلدتنا «الزواج»

 

قبيلة «داني»، برغم سمعتها المخيفة بين القبائل الأخرى في المنطقة، لما يعرفون به بأنهم أشرس الصيادين، إلا أنها قبيلة ودودة ومضيافة للزوار، حيث يتوافد على المنطقة التي يقطنون بها السائحون للبعد عن صخب المدينة وضوضائها، ولمشاهدة القبائل البدائية التي تسكن هذا الوادي، حيث يعتبر هم السكان الأصليين للوادي، لأنهم يسكنون به منذ قرون منقطعين عن متاع الحياة وتقدم الحضارات.