حكايات| أزياء بلغة الإشارة.. «إسراء» أول مدربة بالمجال للصم والبكم

إسراء أثناء العمل
إسراء أثناء العمل

شابة في العشرينيات اقتحمت مجالاً صعباً لتعليم الفتيات من الصم، مبادئ تصميم الأزياء لمساعدتهن في تنفيذ مشاريع لهن.. حتى اًصبحت أول مدربة «باترون» للصم وضعف السمع فى مصر وتسجيلها بحقوق الملكية الفكرية.

 

تقول إسراء: «بدأت بتدريس تصميم الأزياء من الباترون والخياطة للمتكلمين ولكن فكرة تعليم الفتيات التي تعانى من الصم والبكم كانت دائما في ذهني حتى استطعت وتم تسجيلها كأول مدربة باترون للصم وضعف السمع فى مصر فى حقوق الملكية الفكرية».

 

وتضيف: «حصلت على منحة تمكين المرأة في الدولة ضمن العشرة الأوائل في هذه المنحة؛ وحصلت على جائزة تتضمن ماكينات خياطة صناعية، فضلا عن اختياري من السفارة الكورية للحصول على ورشة عمل بالمركز الثقافي الكوري لتعليم الزي التاريخي وقمت بعمل دبلومة في هذا المجال».

 

قصة وراء «الصم»

 

«منذ طفولتي كان لدى مشكلة صغيرة في طبلة الأذن نتج عنها ضعف سمع بسيط وتم علاجها، ولكن في تلك الفترة كنت قريبة من الصم والبكم، لذلك أصبح لدى حلم وكنت أتمنى التواصل معهن والعمل على تحقيق عمل يناسب ظروفهن»، هكذا قالت إسراء عن سبب اختيارها لفتيات الصم والبكم.

 

اقرأ حكاية أخرى: مدرسة «الأرتيست» للفتيات.. ضبط إيقاع الطبلة بالأيادي الناعمة

 

 

تؤكد الفتاة العشرينية، إنهت واجهت بداية متعثرة لمشروعها، إذ لم يوافق أحد على فكرتها، بعد أن عرضت الفكرة كثيرا على أكاديميات وأماكن مخصصة لتصميم الأزياء؛ فقط الفنان التشكيلي محمد عبد الجليل رحب بالفكرة، وقام بتوفير المكان والمعدات وكل سبل الراحة للأصم للتعلم، فالكورس الذي نقوم بتدريسه بمبلغ بسيط جدا ومجاني لغير القادرين، فلا يعود علينا تقريبا بأي عائد مادي ولكن التفكير دائما في إحساس الأصم بالمساواة مع غيره وقدرته على رسم مستقبله بطريقته.

 

انطلاق الفتيات

 

وتقول إن الفتيات تستطيع الانفصال عن المركز ويبدأن كل واحدة منهن مشروعها الخاص، والحمد لله بدأت الفتيات في العمل من المنزل وتوزيع منتجاتهن على المحلات والمولات خاصة أن برنامج التعليم يتضمن كيفية تسويق المنتجات واقتحام سوق العمل والربح كله موجه لهن.

 

فالكورس عبارة عن باترون وخياطة فالباترون يتعلموا منها كيفية رسم الشكل الهندسى للباترون بكل المقاسات طويل وقصير، والقص والخياطة واستخدام ماكينات الخياطة بكافة أنواعها واختيار خامة القماش ومدى تناسبها مع الموديل فى خلال 6 محاضرات 3 ساعات في اليوم خلال أسبوع أو يومين.

 

اقرأى حكاية أخرى:  من الصحراء لعرض البحر.. رحالات يخضن مغامرات خارج الحدود

 

وتكمل: «بعد انتهاء الكورس، نبدأ في مساعدتهن في التسويق من خلال تعريف المستهلكين بوجود مصمم أزياء جديد من خلال نشر منتجاتهم بتصويرها بطريقة احترافية وعرضها على الفيسبوك، ويبدأ التفاعل من قبل الجمهور من خلال تباين أذواق السيدات والتواصل معهن والتسويق من خلال الأصدقاء والأقارب والجيران فهو معتمد عليه بشكل كبير على السوشيال ميديا وقمنا بعمل 3 مجموعات خلال الشهرين الماضيين خرجنا 9 بنات ومن الشهر القادم سننظم أكثر من مجموعة وسنضيف التصميم على أن يشمل الأولاد والفتيات من متحدى الإعاقة».

 

أمنية

تختتم «إسراء» حديثها قائلة: «وأتمنى أن تتبنى الدولة فكرت والوصول إلى كل ضعاف السمع والبكم في مختلف أنحاء الجمهورية، أنا مستعدة للسفر إليهم لتعليمهن خاصة وأن هناك كثير منهم يتواصلن معي من المحافظات غير قادرات على الحضور لتعلم الكورس وأتمنى بتبني الفكرة عمل أكاديمية لتعليم الصم والمتكلمين بنفس الطريقة والتكافؤ في الفرص في كل المهن التي سيتعلمونها».

 

اقرأ حكاية أخرى: بـ«TRUE CALLER» والقانون.. حرب نسائية على المتحرشين «إلكترونيًا»