ناقش عدد من البرلمانيين البريطانيين من حزب المحافظين الدعم البريطاني لمصر ، لأهميتها ودورها للحفاظ على الاستقرار في المنطقة.

جاء ذلك خلال مناقشة في مجلس العموم البريطاني بناء على طلب النائب كواسي كوارتينج ادراج بند بعنوان "الدعم البريطاني للاستقرار في مصر" لعرض نتائج الزيارة الأخيرة لوفد من مجلس حزب المحافظين لشؤون الشرق الأوسط، والتي نظمتها السفارة المصرية بلندن، برئاسة السفير ناصر كامل ، الى مصر خلال الفترة من 14 الى 18 يناير الماضي.

وحضر الجلسة آلان دنكان رئيس مجلس حزب المحافظين لشؤون الشرق الأوسط، وأعضاء الوفد، ورئيس مجموعة أصدقاء مصر في البرلمان السير جيرالد هوارث، وجميع أعضاء الوفد، اضافة الى وزير شؤون الشرق الأوسط بالخارجية البريطانية توباياس إلوود.

وأكد النائب عن حزب المحافظين كواسي كوارتينج على أهمية مصر ودورها المحوري في العالم العربي، داعيا حكومته الى سرعة استئناف الرحلات الجوية الى شرم الشيخ.

وفي كلمته خلال المناقشة ، قال كوارتينج "دعوت لهذه المناقشة لأننا بحاجة إلى الاعتراف في هذا البرلمان، وفي جميع أنحاء البلاد، والمجتمع الدولي، أن الاستقرار في مصر أمر حاسم ويجب علينا جميعا أن نستثمر فيه بشكل كبير".

وأضاف أنه في بلد تتخطى عدد سكانه 90 مليون نسمة، يبلغ أعمار نصفهم أقل من 25 عاما، فانهم يحتاجون الى وظائف ودرجة من التقدم الاقتصادي وحكومة تعترف وتقدر طموحات الشباب، لافتا الى أنه في هذا الاطار يصبح الحكم صعبا جدا في ظل ازدياد عدد السكان والضغوط الاقتصادية، اضافة الى ما يضيفه ما يسمى بالاسلام السياسي والتكفيرين الى المشهد السياسي.

وأشار الى أنه زار مصر عدة مرات في السنوات الست الماضية، وشاهد أربعة أو خمسة رؤساء، وثلاث حكومات مختلفة، اضافة الى التحدث مع عدد من الوزراء، مشددا على أنه بعد تولي جماعة الاخوان المسلمين الارهابية الحكم بفترة وجيزة كان واضحا تعرض أقباط مصر الى ضغوط هائلة، ومن بينها تعرضهم أنفسهم للهجمات، اضافة الى حرق الكنائس.

وقال النائب عن حزب المحافظين "إن أي شخص يعرف مصر جيدا، سيعلم إن 20% من اقتصادها يقوم على السياحة ، ومن ثم فإن الأمر الذي يمكن أن نقوم به حاليا لمساعدة مصر مباشرة على بناء اقتصادها هو مساعدة قطاع السياحة".

وأضاف " علم وفدنا أن تعليق الرحلات البريطانية الى شرم الشيخ كان مصدر قلق كبير لرجال الأعمال والحكومة المصرية ، وأوصي بأن تنظر الحكومة بشكل جدي لذلك ، وأعلم أننا نفعل ذلك ونتحرك ببطء نحو رفع الحظر ووقف تعليق الرحلات الجوية ، وإذا حدث ذلك ، عاجلا وليس آجلا ، فإنه سيكون نعمة هائلة للسياحة المصرية واقتصادها".

وقال " الاقتصاد عامل حاسم لاستقرار مصر والمنطقة بشكل أوسع ، هذا أمر يمكننا القيام به لمساعدة مصر بشكل مباشر".

وأشار رئيس مجموعة أصدقاء مصر بالبرلمان البريطاني السير جيرالد هوارث الى أن مصر بلد كبير يتجاوز عدد سكانه 90 مليون نسمة، وتتمتع بتاريخ ضخم لا يضاهيها في ذلك أي دولة عربية أخرى، مشددا على المساهمة الكبيرة التي يمكن أن تقوم بها مصر في المنطقة، وبالتالي فان استقرارها أمر هام ، قائلا "يجب دعم الحكومة المصرية في هذا المسعى".

من جانبها، أشارت النائبة شارلوت ليزلي إلى "موقف مصر الفريد"، ونوهت بأن الأحداث التي شهدتها سوريا واليمن وليبيا وهي دول الربيع العربي أيضا، والأحداث المأساوية في هذه الدول وتغلغل داعش فيها ، بجانب التطورات في العراق ، وهي كلها دول مجاورة لمصر، وبالتالي دعت الى النظر الى ما تقوم به مصر والتحديات التي تواجهها في هذا الاطار.

وأوضحت أنه على النقيض فان مصر ومنذ ثورة 25 يناير والاطاحة بالرئيس الأسبق مبارك، وبعد انتخاب الاخوان في عام 2012، وصلت درجة غضب الشارع المصري على محمد مرسي الى درجة الغليان عبرت عنها ثورة 30 يونيو 2013.

ومن جانبه، شدد وزير شؤون الشرق الأوسط، توباياس إلوود، على أهمية وقوف بريطانيا بجانب مصر بالنظر الى التحديات الكبيرة التي واجهتها، والعمل الذي يتعين عليها القيام به.

وقال إلوود "يجدر بنا أن نذكر أنفسنا بأن مصر مهد الحضارة القديمة وجزء فخور جدا من العالم ، أهدت العالم بعضا من أقدم أشكال الحكم المركزي والأدب ، وربطت العالم بقناة السويس في القرن ال19 وأصبحت مركزا للثقافة العربية والقيادة الإقليمية السياسية في القرن ال20".

وأشار الى أنه رغم الاضطرابات التي شهدتها مصر والتحديات الصعبة في الفترة الأخيرة، إلا أنها نجحت في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في انجاز مشروع توسيع قناة السويس في أقل من عام ، وهو ما يمثل حقا طموح مصر في التطلع الى الأمام.

وقال توباياس إلوود إن أكبر تهديد لأمن مصر الخارجي يبقى تخطيط داعش لشن هجمات من قواعده في شرق ليبيا ، مؤكدا على دعم بلاده لتشكيل حكومة الوفاق الوطني في ليبيا.

وأشار الى استمرار التعاون مع مصر في مجال أمن الطيران بحيث يمكن للحكومة البريطانية استئناف الرحلات الجوية في أسرع وقت ممكن.