قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ، إن إسرائيل بصدد البدء في نشر واحد من أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي في العالم تقدما وتعقيدا، مشيرة إلى أن هناك تدريبا مشتركا يجرى حاليا بين آلاف الأفراد من القوات الإسرائيلية والقيادة العسكرية الأمريكية في أوروبا، والذي يمثل اختبارا أخيرا قبيل نشر النظام الدفاعي الجديد.

وأوضحت الصحيفة عبر موقعها الإلكتروني، الخميس3 مارس - أنه باكتمال ذلك النظام سيكون نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي - والذي تكلف عديد المليارات من الدولارات - متفوقا على أي نظام آخر في الشرق الأوسط ، كما قد ينافس، ويتفوق في بعض الجوانب، أنظمة الدفاع الجوي التي تستخدمها أوروبا والولايات المتحدة، وفقا لما يقوله مطوروه .

ومنحت الولايات المتحدة إسرائيل أكثر من 3.3 مليار دولار على مدى السنوات العشر الماضية لدعم نظامها الدفاعي، والذي لن يكون قادرا فقط على إسقاط الصواريخ الباليستية، وإنما الأقمار الصناعية المدارية، حسب ما نشرته الصحيفة في تقرير لها، اليوم الخميس.

وأشار التقرير إلى عدم تأثر الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل في الفترة الأخيرة بتوتر العلاقات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكي باراك أوباما، بسبب خلافهما العميق حول الاتفاق النووي مع إيران، لافتة إلى زيادة الإنفاق الأمريكي على الدفاعات الجوية الإسرائيلية من 133 مليون دولار في 2006 إلى 619 مليونا في 2015.

وصممت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وشركاؤها الأمريكيون نظام رقاقي (مكون من طبقات) من شأنه أن يسمح لها بالرد على هجمات متزامنة من جبهات عدة ؛ من بينها الصواريخ البدائية التي تطلقها حركة حماس من قطاع غزة ، والصواريخ متوسطة المدى والصواريخ التي يطلقها حزب الله من لبنان، والصواريخ طويلة المدى التي تطورها إيران، والتي قد تحمل رؤوسا تقليدية أو كيميائية، بحسب التقرير نفسه.

كما سيسمح الرادار في المنظومة من طراز إكس "إكس-باند" لقواته بكشف الصواريخ القادمة على مسافة 500 أو 600 ميل ، بدلا من 100 ميل، أقصى حد لأنظمة التعقب الرادارية الخاصة بهم، طبقا لملخصات الأنظمة التي يتم تقديمها للبرلمان الأمريكي "الكونجرس".

ونقلت الصحيفة عن عوزي روبين، المدير السابق لبرنامج الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، قوله: "أُعرّف النظام كـ(نظام) رائد"، مضيفا: "حتى الولايات المتحدة ليس لديها نظام في مثل ذلك التعقيد" .

وسيكون ذلك النظام، وفقا للتقرير ، قادرا أيضا على تحديد أولوية للصواريخ القادمة عبر حساب مساراتها ، إذ قد لا يتم اعتراض بعض الصواريخ إذا كانت أهدافها مزارع أو حقول ، بينما الصواريخ التي تتخذ مسارات لتضرب مناطق مأهولة بالسكان أو بُنى تحتية؛ كالقواعد العسكرية ومصافي النفط والمنشآت النووية، سيتم اعتراضها .

ويجري بناء تلك المنظومة الدفاعية من خلال شراكة إسرائيلية مع شركات أمريكية للصناعات العسكرية، من بينها "رايثين" و"بوينج" و"لوكهيد مارتن". ورغم تأجيل تلك الخطوة من قبل أكثر من مرة، يخطط الإسرائيليون للبدء في نشر نظامهم المنسَّق من الرادارات وأجهزة الإطلاق والاعتراض خلال الأشهر القادمة.