قال المبعوث الخاص للأزمة السورية، ستافان دى ميستورا، في رسالة وجهها، الاثنين 7 مارس، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة "إنه إذا كان هناك مكان في العالم يتوجب علينا فيه أن نقر بالمعاناة والشجاعة والجَلَد والتصميم الذي تبديه النساء فهو في سوريا".

وتابع ميستورا "لقد التقيت بالعديد من النساء السوريات داخل وخارج سوريا، واستطعت أن أرى في عيونهن كيف كن يتصرفن خلال 5 سنوات مروعة من النزاع والقدر الهائل من المعاناة الذي تحملنه والكرامة التي أبدينها حيث هناك أمهات فقدن أبناءهن وزوجات فقدن أزواجهن ونساء فقدن إخوتهن".

وأضاف في رسالته أنه ما زالت النساء السوريات تبحثن عن أحبتهن الذين اعتقلوا أو عذبوا أو خطفوا وهن يقاومن كل يوم ويناضلن من أجل الحصول على الماء والغذاء وأي شيء من شأنه أن يوفر مكاناً آمنا ودفئاً لأبنائهن ويحاولن يومياً بالرغم من القذائف والقصف والأعمال التفجيرية أن يرافقن الأطفال إلى المدراس ولا يستسلمن أبداً.

وأوضح أنه بالرغم من كل ذلك فقد حافظت الأمهات والجدات السوريات بشجاعة وتصميم على استمرار حياة أسرهن ومنازلهن وضربن بذلك مثلاً وقدوة لكل رجل وكل امرأة حول العالم خلال هذه السنوات الخمسة كما ورفضت النساء السوريات بالرغم من كل شيء أن يفقدن الأمل بل على العكس من ذلك فهن يعطيننا الأمل بقولهن نريد أن نستمر في ايماننا بسوريا الرائعة المتعددة الثقافات التي لطالما أحببناها على مر آلاف السنين .

وأكد ان للنساء السوريات الحق ويجب أن يتمتعن بهذا الحق في أن يكن جزءاً من العملية السياسية والمفاوضات التي نخطط نحن كأمم متحدة أن نعقدها وان النساء السوريات جزء من مستقبل وحاضر وماضي سوريا ولديهن الكثير ليدلين به والكثير ليعلمننا اياه، وأضاف لقد قمت بتأسيس مجلس استشاري خاص مكون فقط من نساء سوريات لديهن القدرة والإبداع المهني ليقدمن لي المشورة ومن خلالي للوفود المفاوضة حول الاحتياجات الحقيقية عند الحديث عن حوكمة جديدة ودستور جديد وانتخابات جديدة أي بكلمات أخرى عندما نتحدث عن مستقبل سوريا.

ولفت دى ميستورا الى ان هذا لا يكفي بل يجب أن نرى أيضاً قيام وفد المعارضة ووفد الحكومة السورية بضم النساء للمشاركة فيهما والسماح لهن بالحديث وأن لا يكن فقط اضافة عددية شكلية واكد انه سيدفع بهذا الاتجاه لأن صوت نساء سوريا يستحق أن يسمع عالياً ونوه الى ان هذه الأصوات قد سمعت فعلاً وأبرز ما كشفته تمثل في الشجاعة والتصميم والكرامة والصمود والجلد.