انطلقت، الاثنين 14 مارس، في العاصمة الهندية نيودلهي أعمال مؤتمر "مشروع الشراكة بين الهند وأفريقيا".

ويستمر يومين بمشاركة حشد من نواب رؤساء الجمهوريات والوزراء الأفارقة في إطار مساعي الهند المكثفة لتكون من الناحية العملية الشريك الدولي الأكثر قدرة على الحركة والنفاذ في القارة الأفريقية في سوق عملاق تخطى عدد سكانه من الجانبين الملياري نسمة.
ويشارك في المؤتمر ييمى أوسينباحو سان نائب رئيس نيجيريا وكويسي أميسا آرثر نائب رئيس غانا وجيمس واني ايجا نائب رئيس جنوب السودان ولفيف من وزراء الخارجية والاقتصاد والمالية والصناعة والتجارة والزراعة من الدول الأفريقية والهند ورؤساء اتحاد الصناعات وغرفة الصناعة ورؤساء كبريات البنوك والشركات الهندية.
وافتتح وزير الدولة الهندي للشئون الخارجية في كي سنج المؤتمر بكلمة أكد فيها تنامي المؤشرات التي تعكس تنامي حركة التجارة والاستثمار بما يصب باتجاه تعزيز الصداقة والشراكة بين القارة الأفريقية وشبه القارة الهندية.
وأوضح أن نمو التعاون بين الجانبين يدور في إطار تعاون الجنوب جنوب، موضحا أن هناك إرادة سياسية لتحقيق دفعات أكبر فى مجالات الاستثمار والتعاون والاستفادة من الخبرات الهندية الكبيرة لزيادة الناتج القومي للدول الأفريقية وتحقيق المصالح المشتركة مع العمل بشكل أوثق لبناء القدرات البشرية للدول الأفريقية والتي أصبحت تحظى بأولوية كبيرة لدي الهند.
وأشار إلي أن تنمية القدرات البشرية الأفريقية هو مصدر قوة الهند وشراكتها الحالية والمستقبلية مع أفريقيا، منوها بتعهد الهند بتقديم قروض ائتمانية خلال قمة منتدى الهند أفريقيا العام الماضي بقيمة ستة مليارات دولار.
وقال إنه "يتعين العمل خلال الفترة القادمة من أجل ضمان أن يسهم هذا التعاون في تلبية متطلبات التنمية المستدامة في أفريقيا والدخول بشكل أقوي لمجالات جديدة وبخاصة الطاقة النظيفة".
وأضاف أن "هناك حاجة لتيسير الإجراءات للشراكة وعمل الشركات في أسواق الجانبين، ولذلك يجب العمل من الجانبين وضمان ألا نسمع عن تأخير فى تنفيذ الصفقات والتعاون بين سوقين كبيرين يضمان ما يزيد على ملياري نسمة وبخاصة في قطاعات مثل الأدوية والزراعة والصحة والبنية التحتية وبناء القدرات البشرية".
وأشار إلي أن حجم التبادل التجاري بين الهند وأفريقيا قفز من 30 مليار دولار عام 2008 ليتجاوز 70 مليارا عام 2015 وهو رقم لا يزال قليلا مقارنة بقدرات الجانبين.
من ناحية أخري، أكد مصدر وثيق الصلة بالمؤتمر لموفد أ ش أ أن الهند مصممة على المضي قدما فى تعزيز أوجه الدعم والتعاون والشراكة مع دول القارة الأفريقية خاصة مع إعلانها خلال منتدى الهند أفريقيا العام الماضي تقديمها عشرة مليارات دولار قروض ائتمانية ميسرة إضافة لتقديمها مساعدات بمنح بقيمة 600 مليون دولار لأفريقيا.
وأشار المصدر إلي أن المشاركين في المؤتمر سيناقشون على مدار جلساته عددا من المحاور تشمل كيفية تعزيز شراكة الجانبين عبر مبادرات جديدة والاستفادة من التيسيرات التي توفرها اتفاقية منظمة التجارة العالمية لتدعيم القوة الإنتاجية للجانبين وتوظيف الوسائل المبتكرة للتمويل في زيادة استثمارات الهند بأفريقيا ودور البنية التحتية في تحقيق والإسراع بالنمو الاقتصادي.
وأضاف أن "المشاركين في المؤتمر سيبحثون كيفية تعزيز شبكة النقل والاتصالات في القارة الأفريقية وتأهيل البنية البشرية الأفريقية لمواجهة تحديات المستقبل وتعزيز الفرص القائمة ومصادر الطاقة البديلة وأهميتها في تعزيز أمن الطاقة والرعاية الصحية وتحديث أنماط الزراعة وأهميته لتحقيق الأمن الغذائي على المدى الطويل ودور القطاع الخاص الهندي لتنمية التعاون الاقتصادي مع الدول الأفريقية بالإضافة لمناقشة تجارب الشراكة بين الهند وكل من غانا ونيجريا كنموذج للشراكة الناجحة بين الجانبين".