20 مارس 1956، بداية جديدة لدولة عانت سنوات عديدة من ويلات الاستعمار الغاشم الذي جثم على صدرها ليسلب منها حريتها، مدنيتها، وحدتها وخيراتها، 60 عاما مضت على تحرر تونس من الاستعمار الفرنسي وبداية الدولة الحديثة التي تأسست على مبادئ صحيحة.
ربما يكون مفهوم الاستقلال في الماضي مختلفا كثيرا عن مفهومه حاليا، فالعدو أمس كان الاحتلال الذي أراد انتزاع الدولة لتصبح جزءا منه، أما اليوم فمعركة تونس مع الإرهاب وبقايا إرث زين العابدين بن علي الفاسد، شتان بين العدو الخارجي والداخلي ولكن لتمضي تونس في طريق استقلالها بوحدة أبنائها ووقوفهم جنبا إلى جنب ضد الإرهاب.
في هذا الصدد نشرت صحيفة الشروق التونسية مقالا لأحد كتابها يذكر فيه أن ما رأته تونس طيلة الخمس سنوات الماضية منذ اندلاع ثورة الياسمين، لابد وأن يتوقف عنده الشعب ليضعوا مفاهيم ومبادئ جديدة لمفهوم الاستقلال.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من وجود شرعية سياسية خاصة بالبلاد في عهود الرئيسين زين العابدين بن علي والزعيم بورقيبة إلا أنها لم تنجح في الاستقلال الكلي عن التحالفات الدولية، الأمر الذي يجعل الشعب يرى أن القرارات السياسية ليست بيد الحاكم وإنما تخضع للغرب والتحالفات الدولية.
كما لفتت الصحيفة إلى أن الاستقلال السياسي له علاقة وثيقة بالانجازات الثقافية والتعليمية والتي تأثرت بالسياسة، كما أن تلك المفاهيم البسيطة الخاصة بالاستقلال هي التي ساعدت دول ككوريا الجنوبية وماليزيا وتايوان في الارتقاء والانضمام لمصاف الدول المتقدمة.
أما صحيفة الصباح فقد تطرقت إلى ما أسمته بـ"الاستعراض السياسي" للتحالفات السياسية المختلفة في تونس وما يقومون به من استخدام "الاستقلال" كوسيلة لنشر برامجهم حيث أضافت الصحيفة إلى أن كل طرف أصبح يروج شائعات عن الآخر لاستقطاب الجماهير كمحاولة لكسبهم رافعين شعارات الاستقلال ومحاربة القدماء للاستعمار، فوصل الأمر لأحدهم برفع شعار بأنهم سيحاربون الإرهاب كما حاربوا الاستعمار، الأمر الذي دفع البعض للخروج ساخرين منه بأنه لم يكن موجودا وقت محاربة الاستعمار.