إلى متى يمكن أن تستمر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في منصبها؟ وهل ستكون زعيمة الحزب بلا منازع في الانتخابات العامة في خريف 2017؟

هذه الأسئلة أصبحت أكثر إلحاحاً بعد ثلاثة انتخابات على مستوى الولايات أخيرا، خسر فيها الحزب المسيحي الديمقراطي أصواتاً، حيث فشل في الفوز بمنطقتين وتراجع بشكل كبير في الثالثة رغم بقائه في المرتبة الأولى.
لكن يكون من الخطأ افتراض أن النتائج الأخيرة تشكل بداية نهاية ميركل أو حتى سياساتها. على نقيص بعض القراءات الأولية المبسطة، فقد أعطت هذه النتائج رسائل مختلطة للحزب الحاكم. تراجع التصويت للحزب بنسبة 3% في منطقتين، و12% في منطقة، لكن بما أن الحزب قد أبعد نفسه عن سياسات ميركل، وبما أن النتائج فاز بها الحزب الاشتراكي الديمقراطي والخضر على التوالي، وكلاهما يدعم نهجاً أكثر ليبرالية تجاه اللاجئين، فمن الصعب الإشارة إلى أن الأداء الضعيف للحزب يعود للمستشارة ومقاربتها للهجرة.
النتائج مذهلة لكن ينبغي تفسيرها بعناية وبشكل متناسب. لا تشكل النتائج عودة للنازية، ولا تشكل نهاية الانفتاح الألماني على الهجرة. الحقيقة هي أن ألمانيا قد تكون قد أصبحت بلادا أوروبية أكثر طبيعية مما كانت عليه.
وميركل وسياسة الهجرة تم صدهما، لكن المستشارة زعيمة تحسن التكيف. عندما خسر حزبها لصالح الخضر في بادن-فرتيمبورغ منذ خمس سنوات، قامت بانعطافه حول الطاقة النووية، وفي أعقاب هجوم كولونيا، اتخذت موقفا أكثر تشددا حول اللاجئين.
ومع ذلك تبقى هناك شكوك كبيرة فميركل أضعف من قبل، ولديها مشكلات مع حزبها ومع الشركاء في الاتحاد الأوروبي. ميركل تم شطبها من قبل، لكن القرار الذي تواجهه بشأن ما إذا كانت ستترشح في 2017، أصبح أكثر صعوبة، لكن ليس أكثر وضوحاً.