أكدت نائبة رئيس الاتحاد الأوربي فيدريكا موغيريني أن الحصول على المياه النظيفة ليس فقط حقاً أساسيا من حقوق الإنسان. ففي عالم اليوم، يُعد الماء مسألة أمن والسيطرة على الموارد المائية لازالت عاملا من العوامل المُفضية إلى النزاعات. والتصحر أفقد استقرار أجزاء كبيرة من الأراضي. أما الجفاف والفيضانات فهي من بين الأسباب التي أدت إلى مستويات غير مسبوقة لتَنَقُّل البشر عبر العالم.
وتابعت في بيان للمسؤولة الأوربية بمناسبة اليوم العالمي للمياه 2016: أحيانا، يجب النظر إلى الأرقام: شخص من أصل عشرة لا يحصل على الماء الصالح للشرب، وشخص من أصل ثلاثة لا يستفيد من الصرف الصحي المناسب، و1،6 مليار شخص يعيشون حاليا في مناطق تعاني بشكل مطلق من ندرة المياه. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بمقدار الضعف تقريباً في السنوات العشر المقبلة. وفي سياق متصل، أكثر من 34 ألف طفل دون سن الخامسة يموتون كل عام بسبب المياه القذرة وانعدام الصرف الصحي المناسب وقلة النظافة. ويعتبر شرب المياه النقية المستوفية لشروط السلامة والاستفادة من الصرف الصحي المناسب حقاً من حقوق الإنسان الأساسية التي يجب أن يتمتع بها الجميع وليست حِكراً على الفئات الميسورة التي قد تعتبرها من البديهيات.
واستطردت موجيريني قائله : بمناسبة اليوم العالمي للماء، نُجدد في الاتحاد الأوروبي التزامنا في ما يتعلق بتوفير المياه للجميع وإدارة الماء على نحو مستدام. نحن نعلم أننا لسنا وحيدين؛ ففي شهر سبتمبر الماضي، اعتمد المجتمع الدولي في نيويورك أجندة الأمم المتحدة 2030 إذ أقر الجميع بأن الماء مجال يجب أن يحظى بالأولوية من أجل القضاء على الفقر وتحقيق التنمية المستدامة في العالم. كما أننا في الاتحاد الأوروبي ندعم السكان المتضررين من الكوارث الطبيعية والكوارث التي يتسبب فيها الإنسان، وذلك من خلال ضمان الحصول على المياه الآمنة المنقذة للحياة.
واختتمت بيانها قائله : وبالنظر إلى نُدرة المياه والضغط المتزايد عليها، ثمة وسيلة واحدة لمواجهة هذا التحدي تتجلى في التعاون فيما بيننا، بغض النظر على الحدود والانقسامات السياسية. وفي هذا الصدد، يُعد التعاون الدولي والبحث عن حلول شفافة قائمة على القواعد أمراً أساسيا. فالتغير المناخي وارتفاع عدد سكان العالم تدخل ضمن التحديات العالمية التي لا يمكن مواجهتها إلا من خلال إيجاد حلول عالمية. ففي باريس، اجتمع قادة العالم لحماية مستقبل الأجيال القادمة عبر اتفاق عالمي حول التغير المناخي. وإذا كان هذا نموذجاً جيدا للعمل متعدد الأطراف، فإنه كذلك تذكير بقدرتنا على الذهاب بعيداً في هذا الاتجاه. والآن، حان وقت العمل.