قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشئون الأمن الدولي ومنع الانتشار النووي توماس كورتمان إن قمة الأمن النووي التي ستبدأ أعمالها في واشنطن بعد غد الخميس تعتبر عنصرا هاما في الاستراتيجية الأمريكية لمنع التنظيمات الإرهابية من الحصول على مواد انشطارية تسمح بتصنيع أسلحة نووية.

وأضاف في تصريحات للمراسلين الأجانب في واشنطن إن القمة التي تعقد كل عامين منذ عام 2010 لا تهدف إلى مجرد إصدار إعلانات بل تحقيق نتائج على أرض الواقع ، وتابع قائلا " إن قمة هذا العام ستسعى للتوصل إلى تحسن حقيقي في الأمن النووي والاتفاق على إجراءات تتبناها كل الدول التي تمتلك مخزونا كبيرا من المواد الانشطارية لتعزيز الأمن النووي".
واستطرد كورتمان قائلا " إن تحسين الأمن النووي ياتي في إطار استراتيجية أوسع للرقابة على التسلح وخفض المخاطر التي تمثلها الأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية على الولايات المتحدة والعالم أجمع " ، وأكد أن تنظيم داعش الإرهابي يرغب في امتلاك أسلحة دمار شامل.
غير أن المسئول الأمريكي أوضح أن مساعي التنظيم الإرهابي لوضع يده على هذه الأسلحة لا تمثل حاليا تهديدا مباشرا وذلك بفضل الخطوات الهامة التي اتخذتها دول المنطقة وكذلك جهود التحالف الدولي للقضاء على التنظيم ، ووصف كورتمان الاتفاق الذي أبرمته القوى الغربية مع إيران لضمان سلمية برنامجها النووي بأنه نجاح كبير في الجهود الرامية إلى الحد من الانتشار النووي، وقال " إن التنفيذ الناجح للاتفاق سيعني تقليص المخاوف والقلق إزاء الانتشار النووي في منطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة وكذلك حول العالم. وأشار كورتمان إلى الجهود الدولية لمنع الانتشار النووي من خلال مبادرة الأمن النووي والتي التزمت بها 105 دول لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل وأنظمة إطلاقها. وقال " إن الدول التي صادقت على المبادرة تعمل على منع تهريب المواد المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل ، في حين لا تزال الولايات المتحدة وروسيا ترأسان المبادرة الدولية لمحاربة الإرهاب النووي.
وأضاف المسئول الأمريكي " إن الولايات المتحدة توصلت إلى خطط عمل مشتركة مع 14 دولة للمساعدة في بناء قدرات منع تهريب المواد النووية ، وأكد أن المواد النووية الموجودة في كل دولة أصبحت الآن تحت إجراءات أمنية اكثر صرامة عن ذي قبل نتيجة للخطوات التي اتخذتها الدول في إطار عملية قمة الأمن النووي التي بدأت منذ عام 2010 وهو الأمر الذي أدى إلى انخفاض التهديدات النووية بصورة كبيرة.
وأقر كورتمان بأنه على الرغم من غياب روسيا عن قمة الأمن النووي هذا العام غير أن موسكو - حسبما ذكر - قامت بتحسين مستوى إجراءات الأمن والرقابة على مخزونها الكبير من البلوتونيوم واليورانيوم عالي التخصيب منذ بدء سلسلة اجتماعات قمم الأمن النووي وذلك بفضل التعاون الملموس الذي جرى بين الولايات المتحدة وروسيا.