قاد الوضع المتأزم في ليبيا، نتيجة الحظر الدولي المفروض عليها بسبب اتهام مواطنين ليبيين بإسقاط طائرتين مدنيتين (فرنسية وأمريكية)، الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي إلى اتخاذ موقف متشدد تجاه جيرانه العرب والمغاربة تحديدًا.

وفي 29 إبريل عام 1988 قادر «القذافي» بلدوزر بنفسه ليتوجه إلى إحدى النقاط الحدودية بين تونس وليبيا ويقوم بهدمها بنفسه، وسبقها إجراءات ليبية متشددة للتضييق على التونسيين العاملين على أرضها، وخلال الفترة من 1977 إلى 1985 فرضت سلطات طرابلس رسومًا على الدخول والخروج ومنع مرور المواد الغذائية والخضروات والفواكه والالكترونيات وإخضاع المارين عبر الحدود الأرضية في أقصى الجنوب التونسي إلى فترات انتظار طويلة تصل أحيانًا إلى ساعات.

وفي خطاب ألقاه عشية احتفالات «ثورة الفاتح»، سبتمبر 1991، تحدث القذافي عن أن «تونس معرضة لأزمة قاتلة في المستقبل لأن عدد سكانها يزيد وهي محصورة بين الجزائر وليبيا والبحر، فإما أن تتوحد مع ليبيا أو تتوحد مع الجزائر أو تعبر البحر إلى فرنسا أو تموت».

هجوم القذافي حينها تزايدت حدته، فقال حينها: «التونسيون في حاجة إلى مساعدات.. إنهم مساكين في حاجة إلى المصرف الدولي وصندوق النقد الدولي اللذين تهيمن عليهما أمريكا.. إنهم يحتاجون إلى المساعدات الأمريكية ولكن هذه المساعدات لن تعيشهم إلى الأبد».

ظل الزعيم الليبي الراحل يهاجم تونس دولة بعد الأخرى، وكان أحد خطاباته الشهيرة في طرابلس، شاهدًا على هجوم عنيف على جارته الغربية، حين قال: «حاجة اسمها تونس منتهية حتمًا.. فقد أصر بورقيبة على أن يجعل دولة بين الجزائر وليبيا والبحر.. كانوا ثلاثة ملايين تونسي أصبحوا عشرة وسيصبحون عشرين.. أين سيعيشون؟ الانفجار لا بد منه إلا إذا ذهبوا إلى أوروبا كخدم يضطهدون ويقتلون».