قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، زيد بن رعد الحسين، إن التقارير الأخيرة عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين في سوريا، بما في ذلك قصف الأسواق والمنشآت الطبية، كشفت عن عدم اكتراث مروع بحياة المدنيين من قبل جميع أطراف النزاع.
وحث زيد بن رعد جميع الأطراف على التراجع عن العودة إلى حرب شاملة، قائلاً: «إن التقارير الآتية من حلب وحمص ودمشق وريف دمشق وإدلب وديرالزور تشير إلى تزايد الخسائر في صفوف المدنيين».
وأضاف مفوض الأمم المتحدة، أنه «خلال الأيام القليلة الماضية وفي الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة في حلب، قامت الطائرات الموالية للحكومة بتدمير مستشفى رئيسي ومرافق طبية أخرى ما أفضى إلى مقتل ثلاثة أطباء، بما فيهم طبيب الأطفال الوحيد المتبقي في المنطقة، فضلا عن العديد من المرضى، وفي الجزء الذي تسيطر عليه الحكومة في حلب، أسفرت الهجمات على عدد من الأحياء عن مقتل العديد من المدنيين و تعرض مستشفى آخر للقصف، باختصار، فإن العنف حاليا يرتفع إلى مستويات رأيناها قبل بدء فترة وقف الأعمال العدائية».
وأشار المفوض السامي، إلى أن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وثق على مر السنين العديد من الهجمات على المستشفيات والمنشآت الطبية أخرى والتي قد ترقى إلى جرائم حرب، مؤكداً أن هذه الضربات تمثل تجاهلا صريحا ومثيرا للقلق لأحد الأركان الأساسية للقانون الدولي الإنساني، وهو واجب حماية المدنيين.
وشدد زيد، على ضرورة أن تتخذ جميع الجهات المعنية إجراءات عاجلة لضمان حماية المدنيين وحقهم في الحياة، ومحاربة الإفلات من العقاب الذي أدى بشكل كبير لتشجيع العديد من الانتهاكات الفظيعة للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان التي وقعت في سوريا على مدى السنوات الخمس الماضية.
ووصف زيد استمرار فشل مجلس الأمن في إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية بأنه مثال لأكثر الأشكال المخجلة للواقعية السياسة، حيث أصبحت القوى العظمى في العالم شريكة في التضحية بمئات الآلاف من البشر، وتشريد الملايين، دون وجود أي رادع لمجرمي الحرب في سوريا لوقف المشاركة في دوامة القتل والدمار الجامحة التي اجتاحت البلاد ".
وحث المفوض السامي المجتمع الدولي، على معالجة المعاناة الرهيبة للشعب السوري بالعزيمة التي طال غيابها، مضيفا أن «وقف الأعمال العدائية ومحادثات جنيف كانت ورقة اللعبة الوحيدة على الطاولة، وإذا تم التخلي عنها الآن، فإني أرهب التفكير في كم الرعب الذي سوف نراه في سوريا».