أقيمت فعاليات اليوم الختامي لمنتدى الإعلام العربي في دبي، برعاية نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
وتحدث الشيخ سلطان سعود القاسمي ، في أولى جلسات اليوم بعنوان "14 دقيقة في خدمة الإنسانية" ، وهو أحد الكتّاب الإماراتيين البارزين، ومن أهم المؤثرين العرب على شبكات التواصل الاجتماعي ، متناولاً استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كمنصات لنشر الأخبار الإيجابية ونشر الثقافة العربية والفن العربي.
فنّد القاسمي مع بداية الجلسة التي حملت عنوان "كيف سيحول الإعلام الاجتماعي مستقبلنا؟" ، الانطباع السائد بأن الأخبار السلبية تنتشر أكثر وأسرع من الأخبار الإيجابية، منوهاً أن الصحف ووكالات الأخبار تروج لمثل هذه الأمور لتحقيق نسب أعلى من المشاهدة.
ولفت القاسمي إلى أن دراسة أجريت في جامعة بنسلفانيا أثبتت أن الأخبار "السارة" قابلة للانتشار بسرعة كبيرة نظراً لما تحمله من تأثير من إيجابي يمس قلوب المتلقين وعقولهم، داعياً مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى الاهتمام بنشر الأخبار الإيجابية.
وأشار القاسمي إلى مجموعة من التغريدات الإيجابية التي قام بنشرها على مدار الأعوام السابقة وما حققته من انتشار كبير اعتماداً على تحمله من أخبار إيجابية حيث نشر حول إرسال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، لطائرة مجهزة بطاقم طبي لنقل مواطنة مسنة من مستشفى تقع في سلطنة عمان إلى الدولة وذلك بعد طلب تقدم به مواطن عبر موقع التواصل الاجتماعي " تويتر" لدعم هذه الحالة ومساعدتها.
وأوضح القاسمي أن تغريدته عن مبادرة مؤسسة عبدالله الغرير للتعليم والتي تعد إحدى أكبر المبادرات التعليمية الخيرية المدعومة من القطاع الخاص في العالم، لاقت انتشاراً وقبولاً كبيرين من الجمهور الذي تفاعل مع التغريدة للإشادة بفكرة الوقف الخيري الكبير المخصص من قبل المؤسسة لدعم الشباب في العالم العربي بالمعرفة والمهارات اللازمة لتحقيق مكانتهم كقادة المستقبل في المنطقة باستثمار قيمته 4.2 مليار درهم.
ونوّه الكاتب الإماراتي إلى نشره تغريدات حول أعداد كبيرة من المبادرات التي ترمي إلى المساهمة في العثور على الأطفال المفقودين، وجمع التبرعات اللازمة لمكافحة الأمراض ولدعم المبادرات الإنسانية، مشيراً إلى أهمية هذا التوجه لما له من أثر بالغ في ترسيخ المسئولية المجتمعية على وسائل التواصل الاجتماعي، والعمل على تحسين ظروف الحياة لمستحقي المساعدة، وضرب مثالاً بما قام به مجموعة من المواطنون السعوديون عندما قاموا بالإبلاغ عن حالات لأشخاص عالقين عندما ضربت الفيضانات مدينة جدة ما ساعد السلطات على تحديد أماكن المحتاجين للمساعدة ونجدتهم بالسرعة المطلوبة.
وشدد القاسمي على أن هذا السلوك الملتزم على وسائل التواصل الاجتماعي يسهم بإيجابية في رسم مستقبل آمن ومشرق لنا ولكافة أفراد المجتمعات التي نعيش فيها، مستدركاً بأن هذه التغريدات الإيجابية يجب ألا تضيع وسط الزحام الهائل والضجيج الذي تسببه التغريدات السلبية على الإنترنت.
وفي ضوءالنشاط الواضح للشيخ سلطان سعود القاسمي على شبكات التواصل الاجتماعي ومنصات الإعلام الرقمي،اختارته مجلة "تايم" الأمريكية ضمن قائمة "حسابات تويتر الـ140 الجديرة بالمتابعة" على مستوى العالم، واختياره خلال عامي 2013، و2014 من قبل مجلة "غلف بزنس" بين أقوى 100 شخصية عربية.
كما تحدث القاسمي عن الاهتمام الذي يوليه للمساهمة من خلال منصات التواصل الاجتماعي في تعزيز الوعي الفني ونشره بين فئات المجتمع المختلفة، ومحاربة عمليات التزوير التي تتعرض لها الأعمال الفنية ما يدفعه للإشارة في تغريداته عن الأعمال الفنية المزيفة بغية تحذير الجمهور منها والعمل على توقيفها إن أمكن.
يُذكر أن الشيخ سعود سلطان القاسمي شغل منصب زميل غير مقيم بكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية حتى عام 2013، كما شغل منصب رئيس مجلس إدارة فرع الإمارات لمؤسسة القيادات العربية الشابة لمدة ثلاث سنوات.
ويتميز القاسمي بتقديم أفكار مبتكرة في كتاباته متناولاً مختلف الموضوعات التي تمس منطقة الخليج والعالم العربي. وهو جامع لوحات فنية ورائد أعمال إماراتي ينشط في مجالات عدة يأتي في مقدمتها تمكين الشباب، وريادة الأعمال.
وكانت أعمال الدورة الخامسة عشرة لمنتدى الإعلام العربي قد انطلقت أمس الثلاثاء 10 مايو في دبي حاملة رسالة "الإعلام ... أبعاد إنسانية" متضمنا طيفا واسعا من الموضوعات التي تدور حول ذات المحور، وشارك في مناقشتها نحو 2000 من كبار القيادات الإعلامية والمفكرين والكُتَّاب من مختلف أنحاء المنطقة، وذلك ضمن أكبر تجمع إعلامي مهني على مستوى شمال أفريقيا والشرق الأوسط اتسم بحرصه على مدار خمسة عشر عاما أن يكون المنصة الجامعة للإعلاميين العرب لمناقشة واقع المهنة ومستقبلها والتفكير في حلول من شأنها تعزيز صناعة الإعلام في العالم العربي.