في جلسة رئيسية استضافها منتدى الإعلام العربي، خلال يومه الختامي، استعرضت عهود خلفان الرومي، وزير الدولة للسعادة بالإمارات، أبرز ملامح البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية والأسس التي يعتمد عليها، مؤكدةً أن السعادة ليست فلسفة وإنما مرجعية مهمة يحكمها إطار عمل جاد في كافة القطاعات الحكومية والمجتمعية.

وأوضحت، أن دولة الإمارات تتبنى نهجاً يرمي إلى تحقيق السعادة وتعززه عبر العديد من المبادرات والسياسات بوصفها إرث حضاري ونهج أرسى دعائمه الآباء المؤسسين، مشيرةً إلى مقولة رئيس الدولة أن «السعادة أولوية قصوى وهدف مستدام»، وهو ما أشار إليه نائب رئيس الدولة في مقولته: «هدفنا أن تكون السعادة أسلوب حياة في مجتمع الإمارات والهدف الأسمى والغاية العليا للعمل الحكومي فيها».
وأدار الجلسة التي عُقدت تحت عنوان "السعادة كما نراها" الإعلامي بقناة سكاي نيوز عربية فيصل بن حريز، واستعرضت الرومي، خطط الحكومة لنشر السعادة والتفكير الإيجابي بين كافة المتواجدين على أرض الإمارات من مواطنين ومقيمين وزوار.
وأضافت أن منطقتنا في أمس الحاجة إلى نشر الفكر الإيجابي المحفز على الإحساس بالسعادة وذلك في ظل تفشي الصراعات والتحديات التي ترسخت بفضل انتشار قيم غريبة على مجتمعاتنا مثل التعصب وعدم التسامح، وهو ما أظهره تقرير السعادة العالمي 2015، والذي أكدت مخرجاته أن الشباب العربي تحت عمر 18 عاما في المنطقة العربية يشعر بالتوتر والقلق أكثر من أي منطقة أخرى في العالم.
وشددت الرومي، على أن هذه الظواهر المقلقة تمثل دافع لتغيير الواقع والاستعداد للمستقبل من خلال تأسيس وبناء فلسفة جديدة في العمل الحكومي تتبنى نهج السعادة وتعمل على تحقيقها من خلال تضافر جهود كافة الهيئات والجهات الحكومية والخاصة.
وعن دورها كوزير الدولة للسعادة، أشارت الرومي أنها تعمل على التأكد من اتساق كافة الخطط والبرامج التي تقوم بها مختلف الهيئات والجهات الحكومية في الدولة كي تعمل جميعها في منظومة واحدة تحقق الهدف الأسمى المتمثل في سعادة الناس.
البرنامج الوطني للسعادة
وأكدت أن العمل على تحقيق خطط وبرامج وزارة الدولة للسعادة يقوم بها فريق حكومي مكون من نحو 50 جهة تضم أكثر من 90 ألف موظف وميزانية اتحادية تفوق 48.5 مليار درهم، وذلك لتحقيق سعادة مستدامة تسهم في تحسين شتى مجالات الحياة، مشيرةً أن الإنسان السعيد يعيش أكثر ويتمتع بصحة أفضل ما يوفر مليارات الدراهم المخصصة للقطاعات الصحية والعلاجية.
ومن المنظور الاقتصادي، يسهم تحقيق السعادة ونشر الفكر الايجابي في بيئة العمل الحكومي في زيادة كفاءة العمل حيث أن الدراسات العلمية أكدت أن الموظف السعيد ينتج بمقدار الضعفين ويركز على عمله بنسبة 80 في المائة، فيما تبلغ نسب تركيز الموظف غير السعيد 40 في المائة وهو ما يعني خسارة 100 يوم عمل في السنة.
وتحدثت الرومي عن تأسيس مجلس للسعادة في كل جهة حكومية اتحادية برئاسة الوزير المسؤول، وكذلك تسمية رئيس تنفيذي للسعادة في كل جهة حكومية يتم اختياره من بين موظفيها وتدريبه وتأهيله للقيام بمهمة تعزيز بيئة العمل السعيدة، لافتةً أن مبادرة مجالس السعادة في الجهات الحكومية تتولى مهمة العمل على تطوير ومتابعة برامج ومبادرات لتحقيق السعادة والإيجابية في بيئة العمل وسعادة المتعاملين على حد سواء.
الإعلام ونشر السعادة
وعن دور الإعلام في دعم تلك المبادرات الرامية إلى نشر السعادة، قالت معالي عهود الرومي إن الواقع الذي نعيشه حالياً يحمل بين جنباته الخير والشر، السعادة والحزن، وعلى الإعلام ألا ينكر الواقع ولكن لا يجب أن نفرط في التعاطي مع الأخبار السلبية، لذا فإن الإعلام مطالب بإلقاء الضوء على الأمور الإيجابية وعلى القصص المؤثرة لما لها من قدرة على إلهام الشباب.
وأشادت الرومي، بشعار الدورة الحالية لمنتدى الإعلام العربي "الإعلام.. أبعاد إنسانية"، واعتبرته دعوة للتركيز على الجوانب الإيجابية وإبرازها لخلق حالة من التوازن في ظل كثرة الأخبار التي تبعث على الحزن والاكتئاب، مؤكدة أن السعادة، كما أثبتت العديد من الدراسات الاجتماعية، تتمثل في قدرة الفرد على تكوين مجموعة من العلاقات الاجتماعية الناجحة، كما أنها شعور يتحقق عند مساعدة الآخرين والعمل على تحقيق أحلامهم والمساهمة في تحسين حياتهم، ولا ترتبط بالثروة والمال كما يعتقد الكثيرون.