قال الكاتب الصحفي، مصطفى الطوسة، نائب رئيس تحرير إذاعة مونت كارلو الدولية، إنّ حزب رئيس فرنسا السابق نيكولا ساركوزي، الذي يحمل اسم "الجمهوريون" يَعيش بداية سياسية ساخنة. وأضاف الطوسة، في تصريحات صحفية، أنّ أولى الورش التي اقترحها ساركوزي، على الحزب هو تنظيم ندوة وطنية لمناقشة إشكالية وجود الإسلام في فرنسا في الرابع من شهر يوليو المقبل، وأنّه فور الإعلان عن هذا المشروع ارتفعت أصوات داخل قيادة الحزب تُعارض هذه الفكرة وتتهم نيكولا ساركوزي بمحاولة استغلال الإشكاليات التي يطرحها الإسلام في هذه الأيام في فرنسا لمحاولة استغلال خوف الفرنسيين من الإسلام لاستقطاب أصوات اليمين المتطرف الفرنسي، قائلاً: "بهذه المناسبة ظهر إلى الوجود أول شرخ سياسي داخل الحزب الذي أراده ساركوزي آلة انتخابية تعيده إلى قصر الاليزيه". وتابع الطوسة أنّه في بداية الأمر كان الهدف السياسي والإعلامي واضح المعالم من هذا المشروع وهو العمل على خلق ظروف لولادة استعراضية للحزب الجديد مع تحديد مواقف جديدة من مختلف الإشكالية التي يطرحها تواجد الإسلام داخل فرنسا، مضيفاً أنّ القناعة كانت موجودة لدى قيادة الحزب على أنّ الرأي العام الفرنسي، والظرفية الدولية، والتهديدات الإرهابية الآتية من الشرق، والساحل الأفريقي المتعطش لسماع مواقف وخطب سياسية تطمئنه حول علاقة الفرنسيين بالإسلام، ومسلمي فرنسا. وأوضح أنّ هذه القناعة مبنية أيضاً على تحليل سياسي مفاده أنّ الاختراقات التي تحققها الجبهة الوطنية بزعامة مارين لوبن، منبعها العلاقة المتشنجة مع ظاهرة الإسلام، واستغلالها كوقود انتخابي وسياسي، لمحاولة تخويف الرأي العام الفرنسي، وفي هذا الإطار وجهت لنيكولا ساركوزي اتهامات بالركض وراء إستراتيجية الجبهة الوطنية، ومحاولة تقليد مارين لوبن في مقاربتها لقضايا الهجرة، والإسلام. واستطرد: أنه "ظهر إلى الوجود تيار داخل الحزب الجديد رفض هذا المشروع جسدته نتالي كوسيسكو موريزي، التي اعتبرت أنّ أولية الحزب يجب أنْ تمنح إلى التفكير في القضايا الاقتصادية، والعقبات التي تواجه المقاولات الفرنسية بدلاً من التركيز على الإسلام، الأمر الذي أرغم ساركوزي على إعادة النظر في إستراتيجيته. وأشار الطوسة إلى أنّه أمام كل هذه الاتهامات انتفض أحد المقربين من نيكولا ساركوزي، وهو هنري كينو، مدافعاً عن المشروع الذي تحول من ندوة وطنية طموحة إلى يوم دراسي متواضع داخل الحزب، قائلاً كينو الذي كلفه نيكولا ساركوزي بصياغة الموقف الأيديولوجي لحزب الجمهوريون من قضية الإسلام في فرنسا: "هناك توتر داخل المجتمع الفرنسي، ولدينا الحق في مناقشة القضايا التي تهم الرأي العام الفرنسي، إذا تحدثنا عن الهجرة نتهم بالكسينوفوبيا، وإذا تحدثنا عن الأمن نتهم بالفاشية، وإذا تحدثنا عن الإسلام نتهم بالإسلاموفوبيا، لذلك يجب علينا مناقشة هذه المواضيع وإلا عبدنا الطريق أمام الخطاب المتطرف".