جاء إعلان كارلو بويول مؤخرا رحيله عن نادي برشلونة الإسباني بعد معاناته من سلسلة من الإصابات بلغت 38 إصابة على مدار تاريخه مع النادي ليسجل نهاية عصر في النادي الكتالونى العريق كان الأسد العجوز رمزا له لسنوات طويلة. وعلى الرغم من أن إعلان بويول الرحيل لا يعنى اعتزاله اللعب نهائيا لكن من المؤكد أن 30 يونيو المقبل سيسجل كلمة النهاية بين البلوجرانا والأسد العجوز. وكان شهر يونيو الماضي قد شهد تجدد إصابة بويول في الركبة مما دفعه للاعتراف بأنه لم يعد قادرا على العطاء بنفس المستوى الذي يرضيه وانه في نهاية الموسم سيتوقف ليحدد قراره النهائي بشان المستقبل ،وتشمل الاحتمالات الانتقال للدوري الأمريكي حيث يلعب زميله السابق الفرنسي تيري هنري حاليا. ويزيد رحيل بويول من الإحساس بأن هذه الأيام تشهد نهاية عصر لبرشلونة مع إعلان فيكتور فالديز بالفعل قبل أشهر عن رحيله عن النادي الكتالوني نهاية الموسم وتباين الحديث عن انتقاله إلى فرنسا أو انجلترا بجانب الحديث عن عرض دانى الفيش المدافع الأيمن البرازيلي للبيع قبل نهاية عقده. وبويول وفالديز وتشافى جميعهم كتالونيين تدرجوا للفريق الأول من صفوف الناشئين وقادوا انجح جيل في تاريخ النادي لكن لم يكن احد من الاثنين الأخيرين يملك ما كان يملكه بويول من روح القيادة وحتى حين قرر في النهاية الرحيل أعلنها صراحة وبدون مواربة . ورغم اعلان بويول الرحيل عن برشلونة في نهاية الموسم واعترافه بأنه لم يحدد وجهته القادمة فإن اللاعب المخلص أكد أن مسيرته لم تنته بعد وان من يعرفه يدرك انه سيواصل القتال حتى النهاية طوال الأشهر الثلاثة المتبقية من عقده من اجل تطوير أدائه وانه لن يخذل زملائه وسيعمل على مساعدتهم على الفوز باللقب. وكان بويول بجانب انجازاته على مستوى النادي سواء بالفوز ببطولة الدوري والكأس ودوري الأبطال مرات عديدة وأدائه ستمائة مباراة مع برشلونة ولا يفوقه في ذلك سوى زميل الجيل تشافي. وحقق انجازات كبيرة مع منتخب اسبانيا حيث لعب في صفوف منتخب لاروخا مائة مباراة وكان له دوره في الفوز ببطولة أوروبا مرتين عامي 2008 و2012 وبطولة كأس العالم 2010. ويكفى لكي ندرك المكانة التي يحظى بها بويول بين زملائه أن نشير إلى تصريحات سيسك فابريجاس الذي أكد أنه وباقي عناصر الفريق سيبذلون قصارى جهدهم من اجل الفوز بلقب هذا الموسم لتكون هدية الوداع لبويول لكي يحصل على لقب في موسمه الأخير مع برشلونة. ويمكن أن ندرك مدى مكانة بويول في برشلونة بالإشارة إلى وصف ابيلاردو متوسط دفاع برشلونة السابق لبويول بأنه أهم مدافع في تاريخ برشلونة. ويحظى بويول بالاحترام من خارج برشلونة حتى من الغريم الأزلي ريال مدريد حيث لم يتعرض اللاعب على الإطلاق طوال تاريخه بأي إساءة لفظية من جانب مشجعي النادي الملكي رغم المنافسة الأزلية بين الناديين. وربما كان فوز برشلونة الأخير على ريال مدريد على إستاد سانتياجو برنابيو الأحد الماضي 4/3 وتقليص الفارق الذي يفصل بين برشلونة وناديي القمة ريال مدريد واتليتكو مدريد لنقطة واحدة فقط بداية تحقيق أمنية فابريجاس في اقتناص لقب الدوري وإهدائه للقائد الراحل عن صفوف الفريق.