< إحنا الشقيانين من أول السيسى رئيسنا مرورا بى وصولا لعسكرى المرور محتاجين للطعام لكل فم <

الشقى.. ليس من الشقاءأى النكد ولكن من التعب اليومى.. ليس تعب الجسم ولكن تعب القلب فى البحث عن مخرج من الأزمة المالية الطاحنة من أول رئيسنا السيسى الذى يبحث عن طعام لتسعين مليون فم أو أكثر الآن وصولا لاحمد ابنى وأصحابه أدهم وهيثم واحمد وتامر نبيل وغيرهم من أصحابه الاعزاء هؤلاء الذين تزوجوا فى غفلة من الزمن وفوجئوا بأنفسهم مسئولين عن أسرة ثم مدارس ثم فلوس الكهرباء وايجار البيت (والرفايع) التى تبلع الكثير من زبال لمكوجى لجناينى لبواب لحارس العمارات كلها للغلابة الذين يمرون على البيوت ومنهم موظفون والله العظيم وقديما قالت عمتى حميدة شقيقة أبى والتى كانت تملك بيتا جميلا على ترعة اطلقوا عليها ترعة (حميدة أم خليل) أى عمتى قالت عمتى رحمها الله (تعب الايدين ولا تعب القلب) وتعب القلب هو فى التفكير وكانت عمتى رحمها الله (غاوية) تربية كل شيء من أول البقر والخراف فى الحوش الملحق بالبيت وصولا الى سرب من الاوز الذى تطلقه بنت فضيلة (والله ما اعرف اسمها لان أمها كان اسمها فضيلة وكانت عندنا ايضا) أقول تطلقه فى الترعة سربا أبيض جميلا وقد قال عنه قريبنا احمد مجاهد وكيل النيابة وقتها ان عمتى حينما تطلق سرب الاوز كأنه الحرس الجمهورى لا يستطيع أحد ان يطلق شيئا فى (ترعة حميدة أم خليل) حتى يقضى الإوز يومه ثم تناديه بنت فضيلة قائلة (عسل عسل) فيخرج ليأكل (الذرة) الذى تلقيه إليه فى سعادة تتجدد كل يوم والتى تقول دائما بتحدى إنهم لا يمكن يقبلوا (ياكلوا من إيد حد غيرها).
وهكذا وأصل إلى السيسى الذى ننتظره كل يوم مثل إوز عمتى حميدة ليلقى إلينا باخبار جديدة عن الخير القادم وكما كتب توفيق الحكيم رائعته (الطعام لكل فم) والسيسى بابتسامته (التى تزيل الهم من على القلب) يحاول كل يوم ان يأتى بجديد لتظل الابتسامة دائما وتظل هذه الابتسامة لا حرمنا الله منها تحمل إلينا الأمل حتى (بالعيش الحاف) أى (الخبز بدون غموس) كما يقولون وتحمل إلينا أخبار الطعام لكل فم ونحن بالمناسبة جزء من العالم الذى اصبح كله يعيش الفاقة حتى الامريكان وهذا ليس الا نتيجة أن (ما تغله الارض) لا يكفى كل هذه الأفواه التى تزداد كل يوم وبالمناسبة النساء اللاتى يفرزن اطفالا كل عام لسن فى مصر فقط ولكن حول العالم حتى فى أمريكا نفسها اصبح الانجاب هواية كل النساء وظهرت مقولة جديدة ان المرأة التى ترضع تكون فى صحة جيدة وان المثل الذى لا نعرف من قائله والذى يقول (رحم الله المرأة الولود الودود) فهو يعمل (بمكيالين) هذه الايام وظهرت موضة ان طفلين فى الاسرة قليل ولكن ثلاثة اطفال هم المعقول وهم قوام أسرة سعيدة (يمكن علشان الخناقات توصل لآخر بيت فى الشارع).
عموما سلوكيات البيت المصرى مختلفة عن بيوت كثيرة فى العالم ففى مصر مقولة يومية ثابتة كل صباح (حناكل إيه النهارده)؟ أى ان الطعام هو أهم ما نفكر فيه يوميا وقد عشت فى انجلترا ثلاثة أعوام منفصلة وكان لى جيران واصدقاء يتحركون يوميا فى مجالات كثيرة والطعام ليس أولها ولكن لانهم لا يهمهم (الطبيخ) رغم البرد وأهمية (الشوربة الساخنة) ولكن هذه الاشياء سهلة فنحن هنا (نحمر الشعرية) ونسلق اللحمة ثم نأخذ الشوربة ونضعها على الشعرية أو الخضار المقطع ونعمل الشوربة ولكن هناك توجد أكياس الشوربة الجاهزة وحتى هذه الشوربة وصلت لمصر ولكننا نفضل (الخضار الطازة) واللحمة المسلوقة ولا نفضل استعمال الأكياس والطعام مازال يأخذ وقتا من المرأة المصرية حتى انها تصحو مبكرة لتعد الطعام قبل الخروج للعمل حتى تعود ظهرا (وكل شيء جاهز) ونحن أيضا لم نصل الى سلوكيات أكل الطعام الجاف أى غير المطبوخ كالخبز بالجبنة مثلا ومرة جئت من عملى متأخرة وجاء الاولاد من المدرسة ووضعت على السفرة أطباق الجبن المختلفة والمربى والخبز فقالت ابنتى دينا (وهى الآن أستاذة فى المعهد العالى للسينما). قالت دينا (حنفطر تانى) أى ان هذا الطعام لا يصلح للغداء وانما هو للافطار!!
ومازالت دينا حتى الآن لا يمكن يكون الغداء خبزا وجبنا وأى شيء سوى على الاقل (مكرونة وكفتة) أو أرز وفراخ بانيه. وهكذا مازال الطعام فى مصر هو السيد فى أى بيت سواء فى الانفاق او العمل والمسئولية ونادرا ما تلجأ اى (ست بيت فى مصر) للطعام من الخارج وقد حاولت منذ نحو ثلاثين عاما وأولادى فى الصغر أن أرتب يوما فى الاسبوع للطعام فى الخارج ولم افلح فى ذلك الا فى يوم الجمعة الذى كنا نخرج فيه اساسا مع الاولاد ولكن حتى الآن مازال الطعام هو الشغل الشاغل فى البيت المصرى رغم سفر الكثيرين والاقامة بالخارج والتعود على عادات جديدة إنما حينما يعود الجميع الى مصر فإن الطعام يصبح هو علامة الاستفهام التى تشغل الناس يوميا ولعل هذا يعود الى ان البيت المصرى لم يسمح للمرأة بأن يكون لها عمل آخر أهم من البيت وحتى السيدات اللاتى يقع عليهن عبء الانفاق على البيت لأى سبب فإن عليها ايضا عبء التفكير (حناكل إيه النهارده) وبالهنا والشفا.. تحياتى لكل امرأة ودعائى بان يعطيها الله العافية من أجل (الطعام لكل فم).
أمام التليفزيون
أنا الآن تقريبا اقضى معظم وقتى فى حجرة نومى حتى إننى اضع فيها مقاعد لمن يأتى لزيارتى وتطل عليهم وعليهن دواليبى العربى الجميلة ذات الصدف والآيات القرآنية احدها مكتوب عليه (ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق) والثانى من الامثلة (ملبوس العافية) والثالث (الصبر مفتاح الفرج) اما الرابع فهو دولاب ذو أربع ضلف وكان ذا ضلفتين واخذت جانبيه وجعلته ذا أربع ضلف وفيه ضلفتان أتمنى ان يساعدنى القراء فى (فرز) ما فيهما من أوراق بعضها يصل لاربعين عاما.. وانا من النوع الذى لا ينشغل عما حوله ابدا فأنا أشاهد التليفزيون وافكر فى الضلفة الشمال وما فيها وافكر فى ملابسى التى لها طابع خاص وكيف اصبحت حفيدتى مريم تحبها وكذلك ابنتى الكبرى امل فؤاد (مدير تحرير مجلة آخر ساعة) وهى كاتبة أحسن منى مليون مرة ولكنها كسولة وتكتب عمودا أسبوعيا ولكن مثل جيلها لا يحبون الكتابة والرغى مثل جيلنا والذى اقول عنه اننا نكتب (جلاليب) أى مقالات كبيرة وفى واقع الامر اننى اشتاق دائما اليكم (والله باتكلم بجد) لاننى لا اكون على طبيعتى فى الكلام إلا معكم قرائى الاحباء وكل ما استطيع ان ابوح به فهو لكم ومرة منذ ثلاثين عاما كتبت عن مشاكل بينى وبين الاولاد فصعد لى استاذى موسى صبرى فى مكتبى ومعه الراحل العظيم الصديق الغالى عبدالرحمن الشرقاوى ووضع مقالى الذى اشكو فيه من الاولاد على المكتب وقال لي:
قطعيه بنفسك لاننى لست رئيس تحرير دكتاتورا ولم اقطع المقال وانما كتبت غيره ثم قطعته بعد سنوات بعد ذلك اكتشفت ان كل الاولاد هكذا دائما فى شد وجذب مع الاسرة وخصوصا الام وان هذا شيء طبيعى لاثبات الوجود ولكى يثبتوا لانفسهم انهم كبروا وكبروا فعلا واصبحوا احسن منى وأكثر حبا مع الصغار منى ويبدو أننى كنت فى صراع من أجل اثبات قدرتى على العمل مثل زملائى وايضا كنا فى مرحلة منذ خمسين عاما لنثبت ان المرأة الصحفية ليست اقل قدرة من الرجل وكانت الراحلة العظيمة الاستاذة أمينة السعيد هى الرائدة فى هذا المجال وهى التى دفعتنا جميعا الى اعتلاء كراسى صحافة الرأى والدخول فى مواكب الاصلاح عن طريق الموضوعات والمقالات الصحفية الهادفة وكان أستاذنا العظيم الراحل مصطفى أمين خير معلم وخير دافع هو وشقيقه العظيم على أمين كانوا خير موصل جيد للمرأة وكانا خير مشجع لها على التنافس مع الرجال فى العمل الصحفى جعل الله قبورهما روضة من رياض الجنة جزاء ما افعلا لنا من علم ينتفع به.
مرحلة آخر ساعة
وأذكر بالخير استاذنا الراحل العظيم الاستاذ محمد حسنين هيكل فقد كتبت حوارا فى آخر ساعة مع الراحل رجل الدين المستنير العظيم الشيخ احمد حسن الباقورى ونشر بدون توقيعى ولما علم اعتذر لى بنفسه فى بادرة عظيمة من رئيس تحرير عظيم وظلت آخر ساعة ملكة احلامى ومفرغ طاقتى رغم وصولى عام 1975 لكتابة يوميات الاخبار حينما ارسلت من اليمن خطابا لاستاذى موسى صبرى وكان زوجى وقتها رئيسا لخبراء الأمم المتحدة هناك ولحقت به واخذت اجازة بدون مرتب ولكن الكتابة لم تكن نائمة فكنت ارسل بعض المقالات ولكن استاذى موسى صبرى رحمه الله نشر خطابى فى يوميات الأخبار وفوجئت بالسفير المصرى يقول لى: لك يوميات منشورة فى الأخبار، وكانت فرحتى لا يمكن تصورها ففى هذا المكان كان يكتب العظماء الاساتذة عباس العقاد وسلامة موسى ومصطفى أمين وعلى أمين ومحمد زكى عبدالقادر وغيرهم من العظماء الذين اعتذر لضعف الذاكرة وبدأت ارسل يومياتى للأخبار ومازالت حتى الآن هى أقرب الكتابات الى قلبى.
د. ثروت عكاشة لروحه الفاتحة واجبة
د. ثروت عكاشة له افضال كثيرة علينا.. افضال لن يمحوها الزمان فهى قائمة أمامنا وتثرى وجدان الاجيال د. ثروت عكاشة هو أهم الذين اعتنوا بالثقافة فى هذا البلد الذى يتنفس الثقافة وبدون قراءة وكتابة ويأتى بعده الفنان العظيم فاروق حسنى ثم د. جابر عصفور العظيم جدا، ان الفلاح المصرى له ثقافة عالية فى معرفة الارض وهو يمسك بقطعة من الارض (ويفركها) بين اصابعه ويعرف هل تصلح للزراعة ارزا أم قمحا أو حتى نخيلا أو شجر جوافة. أما الفلاحة المصرية فحدث ولا حرج فهى تعرف عن الدواجن ما لا يعرفه اساتذة الدواجن فى كلية الزراعة فهى تعرف من ضفار الدجاجة هى سوف تبيض ام لا وتعرف من مشية الاوزة هل باضت أم مازالت (عليها البيضة) وتعرف من الجاموسة هل لبنها دسم ام لا.. الفلاحة المصرية والفلاح المصرى لهما ذكاء بالارض والزرع والحيوان بشكل اتحدى معه اساتذة الزراعة والحيوان!!
اعود للدكتور ثروت عكاشة الذى اتذكره وأقرأ له فواتح لا آخر لها كلما رأيت معبدى ابوسمبل واللذين يعتبران معجزة قائمة من الحجر فالشمس التى تشرق على وجه تمثال رمسيس الثانى فى عمق معبده فى أبى سمبل وبعد نقله الى ارتفاع ستين مترا تجعلنا نقرأ الفاتحة للرجل الذى بعث برسالة الى العالم لانقاذ المعبد بعد ارتفاع البحيرة بعد السد العالى وتم نقل المعبد برعاية هذا الرجل العظيم وسجله عظيم.. آخر يجب ان نعيش رسومه وان تنشر «آخر ساعة» كل اسبوع احد روائعه وهو العظيم الفنان حسين بيكار لقد سجل نقل المعبد بفن وحرفية رائعة ولعل مجلة آخر ساعة تنشر كل عام لوحة من لوحات بيكار عن أبى سنبل فى ذكرى نقل المعبد العظيم والذى تم نقله بنفس الجغرافيا القديمة.. ان مصر كما أن ارضها من اخصب اراضى العالم بالزرع فإن ارضها ايضا من اخصب اراضى العالم بالبشر وانظروا الى اخناتون ابو التوحيد الذى لا امل الكتابة عنه ولعلى (دوشتكم) به ولكن أريد للاجيال ان تعرف ان جذورهم عظيمة وانهم مدينون للتاريخ بان يتواصلوا مع هؤلاء العظماء وعليهم ان يحافظوا على عقولهم ليواصلوا المسيرة العظيمة للاجداد.
د. أحمد زويل شكرا لك
وهذا هو هرم آخر.. هذا هو هرم علمى، هذا هو د. احمد زويل يرفع اسم مصر ويصبح مثل الهرم الرابع ومثل أبوسمبل، ها هو يرفع رأسنا حول العالم. اتمنى ان يطل علينا من التليفزيون فى حكايات يومية او على الاقل أسبوعية كلها عن مسيرته منذ الطفولة.. ان احمد زويل لا يقل عن توفيق الحكيم فى الأدب وثروت عكاشة فى الثقافة والعقاد فى الكتابة واحمد شوقى وحافظ ابراهيم فى الشعر، ان احمد زويل هو شوقى وحافظ والعقاد فى العلم ويجب ان تدرس حياته لتلاميذ المدارس حتى يتشبع العباقرة الصغار ويظهر احمد زويل جديد بعد سنوات.. إن (مصر ولادة) كما يقولون ولدينا من البشر كما فى البناء اهرامات تخلد هذا البلد العظيم والذى اقول عنه دائما ان النيل يجرى فى عشر دول لماذا الحضارة؟ ان الحضارة هنا لان مصر البشر كما اكتب دائما لهم كيمياء مختلفة وهذا الجزء من النيل تحمل أرضه عبقريات لابد ان تحتاج الى بحث فى جينات هؤلاء العظماء وقد كتبت منذ اكثر من ثلاثين عاما عن فلاح فى الدقهلية استطاع ان يرفع انتاجية الفدان الى سبعة اضعاف المحصول وهو بالطبع عالم آخر استطاع بعلمه عن الارض واسلوب الرى واختيار البذور ان يجعل ارضه غزيرة المحصول لدرجة سبعة اضعاف الأراضى الاخرى والمجاورة له انه لا يقل عن احمد زويل وانما علمه فى عقله وفى يديه ولم يخرج هذا العلم الى الكتب وحينما كتبت عنه ناديت اساتذة كلية الزراعة ليتحدثوا معه وليجعلوا تجربته علما ينتفع به ولكن هناك انفصال شبكى بين الذين يعلمون ولم يتعلموا والذين تعلموا ولا يعلمون وافهموها أنتم اعنى ان يدخل فى مصر اسلوب جديد وهو تواصل المسئولين عن اى مكان يحدث فيه نصر علمى مع الذى استطاع ان يصل الى هذا النصر وهذا هام جدا لتفعيل كل ما فى عقول علمائنا الى شكل عملى ينتفع به الوطن والناس واتمنى ان يهتم التليفزيون بهذا الشأن ويكون له مندوبون يأتون بكل جديد من علمائنا.
أطفالنا
ـ عاوز تطلع ايه لما تكبر؟
هذا سؤال نسأله دائما لاطفالنا وحينما سألته لحفيدى حمزة احمد فؤاد قال لى.
ـ اطلع مهندس
فقلت له
ـ بتحب الحساب؟
قال
ـ مش قوى
قلت له:
ـ لأ.. لو لوعاوز تبقى مهندس لازم تحب الحساب وتحب الرسم لان المهندس بيرسم بالحساب وكثيرا ما يغير الاطفال أمنياتهم احيانا بسبب مسلسل اعجبهم فيه الطبيب أو الضابط أو المهندس ولكن لابد ان نتلفت جيدا لامنيات الاطفال حتى نساعدهم وندفعهم الى تحقيقها لان تحقيق أمنيات الاطفال فى المستقبل لابد له من مساعدة الاسرة فيه لان خياله لا يستطيع وحده ان يحقق الامانى ولابد ايضا ان نعدل فى هذه الامنيات فالطفل الذى يريد ان يكون مهندسا لانه معجب بخاله أو أبيه أو عمه ممكن ألا يكون عنده الموهبة الكافية مثلا المهندس لابد ان تكون عقليته رياضية وان يكون صاحب يد ثابتة على القلم من اجل الرسم ولهذا من الضرورى ان تلاحظ الاسرة سلوكيات الاطفال لتساعدهم على تحقيق أمنياتهم لان الاحباط الذى يصيب الطفل مثلا حينما يرسب فى الحساب او الهندسة يجعله كسولا ويبتعد عن التعليم ويصيبه بإحباط داخلى لا تشعر به الاسرة لهذا لابد ان تفهم الاسرة جيدا ما يحلم به الاطفال لمساعدتهم أو حتى لاخراجهم الى أمنيات أخرى تتناسب مع قدراتهم لان الاحباط فى الطفولة يجعل الطفل محبطا لفترة طويلة وربما لطول حياته.
لهذا يجب ان تتدخل الاسرة فى توجيه احلام الاطفال وتغييرها تبعا لمعرفة قدرات الطفل فالطفل الذى يقول (حطلع دكتور زى بابا) لابد ان تلاحظ الاسرة هل عقليته علمية ام أدبية ام هل ميوله فنية؟ والملاحظ ان معظم اطفالنا يحبون الرسم وهذا طبيعى فى المصريين لان تاريخنا وصلنا عن طريق الفنون التشكيلية سواء الرسم الجميل الملون كما فى مقبرة الملكة نفرتارى أو مقبرة الفلاح (سن نچم) وكذلك التماثيل فالطفل الذى يقول عاوز اطلع زى رمسيس لانه شاهد صورة رمسيس والعجلة الحربية وبعد ذلك قرأ انتصاره فى المعارك الحربية وكذلك البنات اللاتى يقلدن اثواب الملكة نفرتارى كما هى مرسومة على جدران مقبرتها أو أثواب الملكة حتشبسوت.. فهذا لانبهارهم بتاريخنا.. من المهم ان يعتز اطفالنا بتاريخهم ولكن يجب ان يعرفوا ان هذا زمن آخر وهذه صور لزمن فات وان الزمن يتغير بكل ما فيه وبالاختلاط بالاجناس الاخرى سواء بالسفر أو بمجيىء الناس الينا. إن الاطفال عالم آخر جميل جدا وخطير جدا يحب اليقظة اليه جيدا وإلا تغير الحال وهذا ما لا نتمناه.
الصوفية فى معرض د. يحيى عبده
سيظل الدين يسكن المصريين ويتفاعل معهم ويخرج إما كتابة او شعرا او غناء وها هو الفنان الكبير الدكتور يحيى عبده العميد السابق لكلية الفنون الجميلة يطلع علينا كما البدر المنير بمعرضه الثامن الذى يحتوى عنوان الصوفى (من فيض الاسماء الحسنى) فيسكنه الدين ايضا ويضم المعرض خمس وسبعين لوحة منها 25 لوحة مساحتها متر متر ثم ٥٠ لوحة مساحات صغيرة 22X22 يقول الدكتور يحيى عبده انه يحاول التعبير عن معنى الاسم فمثلا الودود يظهر فى اللوحة معانى الود والتواصل وهذا فى حركة الحروف والالوان والعلاقة بين الغامق والفاتح مثلا الرحمن توحى بالرحمة. هذا معرض لفنان مصرى حتى النخاع فيه اصالة المصرى وارتباطه القوى بالدين فنحن ولدنا فى مجتمع له دين منذ أربعة آلاف عام منذ الموحد اخناتون.
آخر الكلام
لابد ان نعلم اطفالنا الاعتزاز بتاريخهم وتفاصيل هذا التاريخ لان التغريب اشتد هذه الايام وخصوصا (الأمركة) والعياذ بالله!!