اعترف أننى كالقط الذى يعشق خناقه، فقد فتحت الجزيرة صباح الجمعة الماضية ،لأعرف آخر أخبار المؤامرات والأكاذيب التى اعتدتها عن مصر من هذه القناة وكان الخبر الرئيسى العاجل على الشاشة بعنوان صواريخ القسام تضرب عسقلان وظل هذا الخبر بارزا لأكثر من ساعة رغم تغيير المشاهد والبرامج ،أما الشريط المتحرك أسفل الشاشة فمن بين أخباره التى تمر بسرعة ،أبو زهرى ينفى أن كتائب القسام أطلقت أى صواريخ على إسرائيل اليوم ،ورغم هذا التصريح المهم فإنه لم يحمل عنوانا عاجلا ولم يرق  لينطق به احد مذيعى النشرات ،فى حين ظل الخبر الأول يحتل الصدارة وبعد أكثر من ساعة، تحولت الى قناة أخري،ومع استمرار مباحثات القاهرة وترقبى للأحداث عدت لنفس القناة ،لأرى هل وصلت رسالتها وبالفعل كان لها ماأرادت ،فقد وجدت خبرا عاجلا جديدا يحمل عنوان صواريخ اسرائيل تدك منطقة الشيخ رضوان والشيخ عجلين واستشهاد طفل وعشرات المصابين، ،وكانت أول خاطرة تأتى إلى ذهنى ،أن هذه القناة كانت تبلغ العالم كله ان خرق الهدنة بدأ من الجانب الفلسطينى، وأنها أيضا أرادت أن تقول للعالم ما قاله المتحدث باسم إسرائيل الذى أطل بوجهه العكر كما اعتاد ان يحادث العالم منها بأن جيش الدفاع يدافع عن نفسه واسرائيل » الغلبانة «ترد العدوان وأن « هجمات الارهابيين غير مقبولة «وبعد ان اختفى الوجه القاتل بدأت القناة تشبعنا نواحا وصياحا وعويلا على الدم الفلسطينى المسكوب والموقف العربى المتخاذل. الرسالة التى قدمتها القناة العميلة ان الفلسطينيين يبدأون العدوان وإسرائل تدافع عن نفسها، ولاأدرى ماذا ستربح من هذه المواقف المخزية ولماذا تعطى العدو هذه الفرصة لسفك دماء أطفالنا فى غزة ثم تعطيهم الفرصة أيضا للدفاع عن أنفسهم وتسمح لمتحدثيهم بدخول البيوت العربية بكل بجاحة ومنهم هذا المتحدث باسم الجيش الاسرائيلى الذى يتباكى طوال الوقت على امن اسرائيل وينادى العالم بوقاحة وكذب للوقوف بجوار شعبه الذى تقتل صواريخ حماس اطفالهم بلا رحمة ، للعلم أنا لست ضد حماس خاصة عندما توجه اسلحتها وحيلها وصمودها الى العدو المحتل وليس الى الاشقاء الذين تحملوا الكثير، فأنا مع المقاومة قلبا وقالبا حتى يتم تحرير آخر شبر من تراب فلسطين لكننى ضد التجارة الاعلامية بالقضية وبدماء الأبرياء فهذه القناة تشبه من يقتل الميت ويمشى فى جنازته، ترى ماذا تقول الجزيرة الآن بعد نجاح المساعى المصرية حتى ولو بمد الهدنة .. كم من الجرائم ترتكب باسم الحرية!