لا يتغير سلوك الإنسان بسهولة من خلال التوجيهات والنصائح أو كثرة الوعظ والكلام عن القيم والاداب. هذا ما اثبته كم عديد من الابحاث التي اثبتت ايضا ان السلوك بل الافكار من السهل ان تتغير ببث الاكاذيب ونشر الشائعات من المحبطين لعرقلة اي خطوة علي الطريق الصحيح. وهذا ما يحدث الان من قيام البعض بالتشكيك في نجاح مشروع انشاء قناة السويس الجديدة الذي تتعلق به آمال المصريين الشرفاء لتخرج مصر من دائرة الفقر واعدين بتحمل كل المشاق وبذل ما يستطيعون من عمل وأموال لإنجاح هذا المشروع الذي سينقل - بإذن الله- مصر الي مقدمة الدول التي تحقق الاكتفاء الذاتي لحاجاتها بل وتدخل حلبة المنافسة لتصدير منتجاتها وإصلاح جميع قطاعاتها واحوال ابنائها.. وهذا ما يدعو الي ان نتحلي جميعا بصفة علو الهمة وصم الاذان عما يصدر من دنيء النفس، فعالي الهمة يعرف قدر نفسه وإذا عرف صانها من الرذائل وحفظها من ان تهان وجنبها مواطن الذل فتبقي نفسه في حصن منيع من دنايا الامور. اما خسيس الهمة الذي يحاول اثارة الفوضي وزرع الشك في النفوس فإنه يستحيي من الناس ولا يستحي من نفسه اذا انفرد عن الناس لأن نفسه اخس عنده من غيره ويراها احقر من ان يستحي منها. وقال بعض السلف في ذلك »من عمل في السر عملا يستحي منه في العلانية فليس لنفسه عنده قدر« فالنفس الامارة بالسوء قد يدفعها شيطانها لاستبدال امور يحبها الله سبحانه ويرضاها بأمور يبغضها الله عز وجل ولا ينجو من ذلك الا ارباب البصائر وذوو النفوس المطمئنة، ولذا فإن تعديل سلوك من يقع فريسة الافكار الهدامة يحتاج التمسك بأسباب الارتقاء بالهمة ومنها العلم والبصيرة والتحول عن البيئة المحبطة اذا كانت محبطة فعلي المرء ان يهجرها الي حيث تعلو همته ويبحث عن صحبة الهمم العالية، فكل قرين بالمقارن يقتدي وصحبة اصحاب الهمة تعلم منافسة الزمان اما صحبة المشككين فتعلم تضييع الزمان.