الراجل المسكين عبدالباسط السعدني سوف تجده ذات يوم وهو يحمل الربابة ويحكي مأساته مع أبوالريش التي كادت أن تفقده عقله الله يرحمه ويحسن إليه ابويا الجميل الولد الشقي السعدني الكبير كان كلما مر بمستشفي أم المصريين في الجيزة قال.. دي.. موش تشفي .. فقد دخلها لزيارة صديقه في العام 1971 فوجد احدهم يمسك بجثة قريبة ومعه إبرة وخيط لزوم تقفيل جرح تركه الطبيب المعالج وكان بصحبة الولد الشقي صديق عمره الحاج إبراهيم نافع عمدة الجيزة الذي بمجرد أن شاهد هذا المنظر قال للرجل.. »عنه»‬.. فرد الآخر »‬تشكر». وأنا أتسكع علي صفحات الفيس بوك وجدت مواطنا مصريا اسمه عبدالباسط السعدني وهو بالمناسبة لا يمت لي بأية صلة قرابة ولكن الأمر مجرد تشابه اسماء.. هذا المواطن لا يمل ولا يكل من الحديث عما جري له وعليه في مستشفي الأطفال الشهيرة بأبوالريش وكيف انه والسيدة حرمه وبعض أحبائه ذاقوا الأمرين وتحملوا الاهانات وبذلوا الغالي والنفيس في رحلة علاج ابنته الصغيرة ولأن هذا المواطن المصري البسيط لم يكن مهموما بابنته الوليدة فقط، فقد كان يتابع ويراقب ويشاهد ما يجري للعيال الصغار من مآس ومن بينهم ولد صغير لم يتعد عمره عدة أشهر حملته أمه وهي لا تملك من حطام الدنيا سوي ثمن تذكرة القطار الذي حملها ووضعها من أقصي الصعيد بناء علي اتصال هاتفي مع المستشفي لاستقبال الرضيع الذي يعاني أمراضا خطيرة.. ولكن بمجرد وصولها قابلها واحد مستوظف وتكلم إليها من طرف منخار سعادته وكأنه والي مستشفيات مصر من قبل السلطان التركي ونهر السيدة الصعيدية واتهمها بالجهل وعدم الدراية بشئون المستشفيات والمصحات وفي النهاية أمرها بأن تعود من حيث جاءت وجلست المرأة الحزينة تولول وتندب حظها الأغبر الذي اضطرها للحوجة إلي مثل هكذا مسئول كان المفترض فيه ان يكون ملاكا للرحمة فإذا به يطردها من رحمة الله ويلون حياتها بالسواد ويقضي علي رضيعها وكان له من العمر أربعة أشهر بالموت المحقق، وعندما رأي اخونا عبدالباسط ماجري لهذه السيدة الصعيدية بالتحديد حمد الله وشكر فضله بل وكاد يضرب تعظيم سلام لكل مدير وكل موظف وكل ساعي وكل فراش يعمل في هذا الصرح الطبي الذي تفضل وتكرم وقرر أن يبت في أمر ابنته وكان لها من العمر بالتحديد شهر ونصف فقط لا غير وهنا داعبت عبدالباسط الأماني بان أبوالريش غيره مافيش وان الشفاء صحيح من عند الله سبحانه وتعالي ولكن هذا المستشفي صاحب الشنة والرنة بالتأكيد سوف يكون هو السبب في الشفاء بإذن الله ولكن بعد ان داخ عبدالباسط والذين معه وزوجته الأرملة، أمرهم احد الأطباء بأن يأخذوا الرضيعة لتموت في مكان آخر حيث ان السرير الذي تنام عليه مطلوب لزبون جديد من الأطفال ورحلة جديدة مع الألم والمرارة والمأساة والعذاب الذي لا نهاية له. هذا الكلام يا معالي رئيس مجلس الوزراء حدث لا في عهد حسني مبارك الله لا يرجع أيامه، ولا في في عهدك الميمون، ولكن في شهر يناير من العام 2014 والمطلوب الآن زيارة لمستشفي أبوالريش والوقوف علي حقيقة ما يجري هناك والتأكد إذا ما كانت مستشفي من عدمه. وبالمناسبة أنا لا أتحدث عن الأجهزة والدواء ولكن أتحدث قبل ذلك وبعده عن الرحمة التي انتزعت من قلوب بعض الذين يتصدون لأعظم مهنة وأشرف مهنة وهي مهنة تطبيب خلق الله.. يا عمنا المهندس إبراهيم محلب الراجل المسكين عبدالباسط السعدني سوف تجده ذات يوم وهو يحمل الربابة ويحكي مأساته مع أبوالريش التي كادت أن تفقده عقله.. ولهذا ولماذا أيضا ينبغي ان تأمر علي الفور بإنشاء مستشفي للأطفال في صعيد مصر المهضوم الحق علي ان يتولي إدارته.. ناس عندهم رحمة وإنسانية حتي لا يتحول من مستشفي إلي.. موش.. تشفي. أسأل الله أن ينجينا جميعا من شرور مثل هكذا موش.. تشفيات والله يرحمك يا آآبه!!