الحج ركن من أركان الإسلام، وهو معجزة ربانية، ففيه تلتقي الوجوه من كل فج عميق، تتقابل فيه مرارا بوجوه واشكال جاءت شعثا غبرا، تشعر انك تري شعوب العالم الاسلامي، وجوه مغايره وملابس واحده، ولغات ولهجات متباينة، ولكن قلوبهم تهفو إلي الخالق الواحد القهار، الكل يحرص علي طاعة الله، والتمسك بسنة محمد رسول الله، يسيرون ويتحركون في سيمفونية ربانية فريده، الكل طائع، مستجير طامع في عفو الله، يقف المرء مبهورا من هذا التنظيم المحكم الذي وضعه لنا رسولنا الكريم تنفيذا لكلام الله. ولولا التنظيم الدقيق المحكمة والجهد الفائق الذي تبذله السلطات السعودية في الحرمين الشريفين، ومني وعرفات ومزدلفة، لما تيسر للملايين الثلاثة التي وقفت علي عرفات الله ما لمست الراحة.  إن للإيمان طعماً وله حلاوة لا يتذوقها إلا من كان أهلاً له، فالإيمان إذا باشر القلب وخالطته بشاشته ورَّث ذلك في القلب لذة وفي الحياة سروراً وفي الصدر انشراحاً. واليوم وقد عاد الحجاج إلي أوطانهم وأدوا الحج بيسر وسكينة وأمن واستقرار، فملايين البشر أمّوا بيت الله الحرام وتنقلوا من مشعر إلي آخر وهم في أمن ويسر واستقرار وهدوء وطيب حياة، في منظر بديع. ومن نعم الله تعالي ان أحاط الحج بالرعاية والحفظ وأسبغ علي حجاج بيته الأمن والطمأنينة في أيام يضطرب فيها العالم كما تضطرم نار الحروب في بقاع شتي، ولقد اتيح لي قبيل مناسك الحج معايشة تفقد وزير الداخلية السعودي لقوات تنظيم وحفظ النظام، التدريبات علي أعلي وأرفع مستوي والامكانيات مفخرة لكل مسلم، قوات خاصة للتدخل السريع وطائرات مروحية تطوف ليلا ونهارا بمعدلات قياسية، وطائرات إسعاف، أستطيع القول أن ماشاهدته في التدريبات وفي المناسك يؤكد قدرة المملكة الفائقة علي تأمين مناسك الحج باقتدار. وقد حرص وزير الثقافة والاعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة خلال اللقاء مع اعلاميي العالم الاسلامي علي التاكيد علي أن بلاده تتشرف وتفخر بخدمة الحرمين الشريفين والأماكن المقدسة وتسخر إمكاناتها المادية والبشرية لرعاية ضيوف بيت الله الحرام وتتطلع كل عام لبلوغ أفضل مستوي وأرقي الخدمات التي تعين الحجاج علي أداء مناسكهم بيسر وسهولة، وهذا هو ديدن كل من تولي أمر المملكة منذ تأسيسها علي يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وسار عليه أبناؤه من بعده.