من هم الشباب.. سؤال صعب دائما.. وكلما سألت أحدا عن اجابة.. قال لك أن الشباب هو شباب القلب.. ومن هنا أعتبر نفسي واحدا من الشباب ولا أجد حرجا من الحديث لهم أو عنهم. الشباب هم وقود الحاضر وأمل المستقبل.. عبارة سمعناها كثيرا ومازلنا إلي الآن نسمعها.. لكننا كنا ونحن مازلنا شبابا نعتبرها كلاما من باب تطييب الخواطر واستئناس العقول الشابة.. لكننا كنا علي أية حال نفترض حسن النية ممن كان يرددها.. لكنه تبقي في الأحوال مقولة صادقة تعبر عن حقيقة لا شك فيها.      الشباب هم ماكينة الحركة في كل زمان.. الحياة لم تتطور الا بالشباب.. والأمم لم تتقدم الا بالشباب.. والثورات لم تتحقق الا بالشباب.  ومع ذلك فالشباب مظلوم دائما في كل مكان وزمان.. دائما ينظر اليه متهورا ومندفعا وساخطا ورافضا.. عندما تنجح محاولاته وأفكاره مثلما نجحت حركة الشباب  في 25 يناير نقول له برافو عليكم.. لكن خليكم علي جنب شوية وسنحكم نحن وبعد أن سرق الأخوان الأشرار ثورة الشباب اعترف الموكوس مرسي في خطاب الوداع بأن دولته الغبية لم تمنح الشباب حقهم ولم تلتفت لهم.. وعندما نجحت حركة شباب تمرد قلنا لهم برافو عليكم لكن لم نهتم بهم وبمشاكلهم ولا حتي بأرائهم وجعلناهم يخبطون في بعضهم البعض شباب يناير وشباب يونيو وشباب أخرون علي كل لون. اليوم تبدو الدعوة جادة.. ليست فقط لأنها جاءت من رئيس الجمهورية.. ولكن لأنها جاءت من رجل مخلص يعرف جيدا أن الشباب هم من قدموه ورفعوه وجعلوه قائدا للأمة.. رجل صادق في دعوته لأنه ليس بحاجة إلي أن ينافق الشباب.. رجل يدرك حجم وقوة وفاعلية الشباب في مصر. قال الرئيس السيسي للشباب في كلمات قليلة لكنهاواضحة صادقة: “أقول لشباب مصر.. أنا محتاجك. محتاجك تبني معايا، لأن عندك براءة وهمّة وإخلاص أكثر من أي حد تاني. أنا محتاج جهدك لبلدك”. الرسالة واضحة في ظاهرها ومحتواها.. وهي رسالة مفتوحة لكل الشباب في مصر لأن يتقدم ويبادر ويقدم جهده.. لكنها أيضا رسالة واضحة لكل أجهزة الدولة ولكل من له علاقة بالشباب في مصر أن يفتحوا كل الأبواب والنوافذ أمام الشباب ليقدم ما عنده.. فما أكثر الحواجز والسدود التي تقف أمامهم. وطبقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء فان عدد الشباب  في مصر في الفئة العمرية من (18-39 سنة) بلغوا حوالي  35 مليون نسمة بنسبة  حوالي 40% (51.1% ذكور، 48.9% إناث). وهذه الأرقام تقول أن مصر دولة شابة وتحسدنا علي ذلك كثير من الدول خاصة تلك التي ترتفع فيها أعداد المسنين وتقل فيها معدلات الوفيات. هي أرقام تقول أن مصر لديها طاقة بشرية ضخمة يمكن أن تكون واعدة لو أحسن استغلالها.. ولكن الواقع يقول أن هذه الطاقة غير مستغلة بالشكل الصحيح والملائم في مصر.. وأخشي أن أقول أنها غير مستغلة علي الأطلاق. ولأن الوضع الحالي للشباب في مصر سواء في المدينة أو القرية هو وضع محبط إلي حد كبير فان هذا يجعلنا مع الوقت الذي نطلب فيه من الشباب أن يقف معنا لابد أن نقف معه. شبابنا هم بالتأكيد شباب وطني محب لبلده عاشق لأرضها.. مستعد لأن يضحي بكل ما يملك من أجل مصر.. ولكنه أحيانا لا يعرف الطريق الصحيح إلي ذلك.. وان عرف الطريق فانه يجد الكثير جدا من العراقيل التي تمنعه.. ولا يواصل المسيرة في ذلك الطريق الوعر الا المقاتلين وهم قلة وسط الكثيرين القابلين للأحباط مع أول عقبة. الشباب المصري ثروة بشرية قومية  لابد من استغلالها أفضل استغلال والا تحولت إلي حمل ثقيل علي الدولة وبدلا من أن يصبح الشباب قاطرة للتنمية، تحول إلي طفل تجرجره أمه.. لا هي حملته فأراحته ولا هو ساعدها في شيء .. فيجب علينا أن نولي  شبابناالكثير من الاهتمام والدعم  والتوجيه  وأن نعرف أن الطريق إلي شباب قوي يبدأ بالتعليم ويتوج بالرعاية الصحية والأجتماعية.. ثم بعد ذلك يأتي التوجيه إلي مجالات العمل المختلفة ومجالات الأهتمامات المتعددة. هنا فقط لن تكون هنا بطالة ولا ادمان ولا انهيار أخلاقي أو صحي أو علمي. وأعتقد أن دعوة الرئيس للشباب أن يقفوا معه لم تكن دعوة للصفوة من الشباب.. والا كانت المشكلة منتهية.. فهذه الصفوة تعرف طريقها وتجد من يعينها علي القضاء علي الحواجز والعوائق.. ولكن مااعرفه جيدا فان الدعوة كانت لكل الشباب.. فمصر في حاجة إلي كل ابنائها  .. ورئيسها هو رئيس كل أبنائها.. ومن لا يقبل بهذا فهو ليس بأبنه أو ابنها. أعتقد أيضا أن دعوة الرئيس للشباب لم يكن مقصودا بها العمل السياسي.. فالصفوة من الشباب يفعلون ذلك وأصبحوا فيها محترفين،،  ما أعرفه هو أن الرئيس يقصد مشاركة الشباب في كل المجالات وأهمها العمل والأنتاج أو الأبتكار والأبداع.. والدفاع عن الوطن والشعب. ليس المقصود هو أن نعيد صناعة شباب الستينيات بقوالبهم المحدودة والمحددة.. ولا شباب التليفزيون بكلامهم المطاطي الذي لا يخلو من أهداف خبيثة.. نحن نريده شبابا طاهرا نقيا مبدعا. افتحوا الأبواب والنوافذ.. اهدموا العوائق والعراقيل.. تجدوا شباب مصر الحقيقي.. أحلي شباب.