حلم جميل عشته أمس وأنا أشاهد حفل توزيع جوائزالأوسكار.. فقد أخرجني من المأساة التي تحيط بنا وتجعلنا لا ننظر إلا تحت أقدامنا طوال الوقت، وأبعدني عن مشاهد الدماء،وبشاعة الواقع الارهابي الذي نعيشه.. عشت لعدة ساعات لااشعر بما حولي، فقد أخذني الحفل إلي عالم آخر من الرقي والابداع.. عشت مع حركات النجوم ورومانسيتهم وأنا أشاهد جون ترافولتا يقبل »سكارليت جوهانسون»،علي السجادة الحمراء أمام الكاميرات وبنديكت كومبرباتش النجم البريطاني يحيط زوجته الحامل صوفي بيديه بكل حب وحنان وهي تسير بجواره بفستانها الاحمر الواسع بقمة الرومانسية.. وأعجبتني جينيفر انيستون التي اعشق اداءها منذ بدايتها في مسلسل الاصدقاء ورغم استبعادها وعدم ترشيحها للحصول علي جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم » cake » وهجومها علي الاكاديمية إلا انها حرصت علي حضور الحفل وظهرت رائعة كالعادة. وبكيت مع جوليان مور وأنا أشاهد الدموع في عينيها أثناء تسلمها جائزة أفضل ممثلة فأجمل شئ في الدنيا أن تحصد نتيجة تعبك واجتهادك وأن يكرمك العالم علي نجاحك. أما ماأعجبني وأثار شجوني فهو وضع لوحة تذكارية لنجم الكوميديا الراحل روبين ويليامز..الذي امتعنا علي مدي سنوات طويلة بفنه الكوميدي الرائع الذي طالما انقذنا ومازال من حالات الاكتئاب التي نمر بها كلما زاد الارهابيون من نشاطهم ومن قنابلهم ومن الدماء البريئة التي يتسببون في اسالتها. أغمضت عيني لأضبط نفسي متلبسة بحلم جميل اري فيه نجومنا المصريين يسيرون علي السجادة الحمراء وأنا اتحرق شوقا لسماع اسمائهم، وأخيرا اسمع ما كنت انتظره..عادل امام أحسن ممثل.. ليلي علوي احسن ممثلة وتتوالي الاسماء كلها مصرية.. أفضل فيلم..احسن تصوير واجمل اخراج. ضبطت نفسي أحلم بمصر تعود من جديد قمة الفن وقمة الإبداع وتصبح مرة أخري هوليوود الشرق كما كانت دائما فهي دولة العظماء فاتن حمامة وعمر الشريف واحمد رمزي ورشدي اباظة وسعاد حسني..ام كلثوم وعبد الوهاب وأحمد شوقي أمير الشعراء وحافظ ابراهيم واسمحوا لي ان اضم اليهم الشاعر الكبير الذي اعتبره مصريا حتي النخاع بيرم التونسي،هؤلاء كانوا نجومنا وقادة الوعي في الفترة الماضية وغيرهم كثيرون، لكن مصر لاتنضب ابدا فمازال لدينا الكثيرون الذين اخشي ان انسي احدهم فهي مصر ام الدنيا.
