الاجتماع  الدولي في الأمم المتحدة لمكافحة الاٍرهاب، انتهي قبل أن يبدأ، فقبل انعقاده صدر البيان المشترك بين كل من أمريكا وإنجلترا وإيطاليا وفرنسا والجزائر بضرورة اللجوء للحل السلمي تجاه ما يحدث في ليبيا وخاصة بعد الرد المصري علي ما حدث للمصريين هناك، بعد هذا البيان المشترك لم يكن هناك أدني شك في ميوعة الموقف العالمي في مناقشاتهم تحت مظلة الأمم المتحدة، فأمريكا ومن يقف في صفها لمصالحه وأهدافه يريدون إطالة الأمر لخلق وضع مستديم فيؤدي ذلك إلي تمدد داعش في ليبيا وبالتالي تكونت الجبهة الثانية علي الحدود المصرية بعد أن سبقتها في الشرق الجبهة الشرقية في سوريا وأصبحت داعش دولة داخل دولة هناك وهو المطلوب حدوثه في الجبهة الغربية لمصر، حتي يحكم الحصار، وتعود الخطط الأمريكية للمنطقة مرة أخري والسعي للنيل من مصر بتقسيمها بما كان هو مخططا له من قبل. ميوعة الموقف العالمي مما يحدث في ليبيا هو أمر غريب، فليس من المنطق أن تعترف عالميا بحكومة وبرلمان شعب، وتقف علي نقيضهم وترفض دعمهم ضد حربهم للإرهاب وتسليحهم، في الوقت الذي تسمح فيه بتسليح ميليشيات الاٍرهاب عن طريق تركيا وقطر والسودان دون أن توقف ذلك ولكن لأن هذا الأمر يتمشي مع مصالح الدول التي تسعي إلي هدم الوطن العربي فهي تغض البصر عما يحدث من تهريب سلاح لداعش في ليبيا بل يمكن أن نصل إلي أن هذه الدول تساعد وتساند عمليات التهريب. وكشفت الضربات الجوية المصرية لمعاقل داعش في ليبيا وهي ضربات انتقائية ودقيقة جدا في المقابل تعتيم تام من جانب داعش لخسائرها لأسباب معروفة، إن ليبيا كانت في حاجة ماسة لهذه المواجهة بعد أن عاني المجتمع الليبي حكومة وشعبا من التمدد في الاٍرهاب الداعشي لمجتمعه وهو يقف مكتوف الأيدي تجاه ما يحدث بعد أن غلت يداه دوليا ومن ثم فلا المجتمع الدولي سيساند ما حدث ولا يتوقع منه أن يكون في صف تصفية البؤر الإرهابية لأنها من صنيعته وتخدم مصالحه. والحل في موقف عربي مشترك من خلال الجامعة العربية التي سيطر عليها في فترة ماضية بصورة كبيرة كيان واحد هو قطر، تفعل ما تريد وتؤثر علي القرار العربي بصورة مباشرة عن طريق أشياء كثيرة يعلمها الجميع، والآن وبعد ان انكشف المسكوت عنه وبانت كل الحقائق وأصبح كما يقول أهل البلد ( اللعب علي المكشوف ) هل ستقف الدول العربية مكتوفة الإيدي أمام تمدد الاٍرهاب فيها وفي دولها أم تتخذ مواقف حاسمة وفعالة للحد منه واستئصال من جذور المنطقة العربية، إن الاٍرهاب سيطول الجميع حتي من هم يمولوه ويحتضنونه، فهو اليوم في حضاناتهم وغدا عليهم وعلي دولهم.