عندما ألمس حلا غير تقليدي لمشكلة معقدة ينتابني إحساس عارم بالفرحة وهذا ما شعرت به اثناء جلوسي تحت قبة قاعة الاحتفالات الكبري بجامعة القاهرة استمتع بأصوات عصافير الجنة خلال الحفل الشهري لكورال اطفال مصر بمشاركة أمير الغناء العربي هاني شاكر ومصاحبة اوركسترا سليم سحاب السيمفوني منذ عدة ايام. جلست في الصفوف الامامية في نفس القاعة العريقة التي شهدت حفلات ام كلثوم وعبدالحليم حافظ وتحدث من فوق مسرحها رؤساء وزعماء أمثال جمال عبدالناصر والسادات ومبارك وأوباما كما شهدت مئات الآلاف من المؤتمرات والمناسبات العلمية علي مدي عقود طويلة من الزمان منذ إنشائها سنة 1935. وقف الاطفال في صفوف منتظمة يرتدون زيا انيقا موحدا يتضمن الالوان الثلاثة من العلم المصري ووجوههم يشع منها البهجة والأمل. هؤلاء الاطفال قام الفنان المبدع سليم سحاب بجمعهم من مختلف محافظات مصر من بيوت الايواء والملاجيء من بعضهم عرف الحياة تحت سقف بيوت مهجورة وعشش من الصفيح والكارتون او احتموا تحت الكباري او الحدائق العامة والخرابات والارصفة. فقد قامت مؤسسة سليم سحاب للمبدع العربي بمجهود فذ لتأهيل هؤلاء الاطفال المهمشين ومنحهم رعاية خاصة وتهذيبهم ورفع من شأنهم عن طريق الموسيقي والغناء إلي جانب محو الامية وتهذيب السلوك العام وتسكينهم في اماكن تليق بطفولتهم وحقهم علي المجتمع.. ويحتاج الاطفال الذين يعيشون بلا مأوي من سن 5 إلي 17 سنة إلي رعاية خاصة حيث انهم قد اعتادوا علي قضاء ساعات طويلة من يومهم او يومهم كله بدون قيود يعيشون في الهواء الطلق ويحملون مسمي يزعجني وهو »‬أطفال الشوارع» وهي مشكلة قائمة في مصر منذ سنوات وبذلت الدولة جهودا مضنية للقضاء علي ظاهرة اولاد الشوارع وللاسف الشديد الاعداد في تزايد مستمر ومعالجة المشكلة تستلزم علاجا شاملا متعدد الابعاد ويحتاج إلي تمويل ضخم. جاءت فكرة ادماج بعض هؤلاء الاطفال في الكورال بمثابة طوق نجاة لفئة منهم وإقامة دار ايواء خاصة لهم وايدت وزارة التضامن الفكرة وقدمت رعاية صحية لهم وسعت لادماج المتسربين من التعليم في المدارس الاعتيادية ودعم الفكرة ايضا وزارة الشباب والرياضة وشارك اهل الخير واقامت اندية الانرويل وبالتحديد نادي جاردن سيتي برئاسة فاطمة ابو حطب هذا الحفل الخيري الضخم بمشاركة هاني شاكر متبرعا بأجره ودخل الحفل لصالح الاطفال المهمشين