أثار مقال الزبالة تلتهم البطالة الذي نشر في هذه الزاوية الثلاثاء ٥ مايو الماضي ردود فعل عديدة من رواد صفحتي علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بالإضافة إلي ما كتبه أستاذنا الكاتب الكبير محمد فهمي في الصفحة الأخيرة بالأهالي الصادرة أمس تعليقا علي تصريح اللواء أحمد ضيف نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشمالية عن اعتزام بيع العاصمة للقمامة بعد عامين من الآن حيث تنتهي العقود الموقعة مع شركات النظافة والتي كانت مدتها ١٥ عاما. تبدأ بتعليق الزميلة النابهة د. رضوي عبداللطيف التي أشارت إلي أن صناعة تدوير القمامة ليست معجزة واستشهدت بمدينة غزة والتي بها ٣ مصانع لتدوير القمامة وقالت انه يبدو أن الدولة لا تمتلك هذا التوجه والدليل العقبات البيروقراطية القاتلة التي صادفها بعض الشباب في محاولاتهم لاستيراد معدات التدوير أو الحصول علي قطعة أرض لإنشاء المصانع عليها، و ضربت مثلا لمهندس تعرفه اشترك مع آخرين في التعاقد مع شركة صينية لاستيراد آلات مصنع لتدوير القمامة ومنذ عام ٢٠١١ وهو يتقدم بالأوراق إلي حكومة بعد أخري للموافقة علي استيراد المعدات وتخصيص الأرض ولا حياة لمن تنادي، ونوهت د. رضوي إلي باحث آخر استطاع التوصل إلي أسلوب مبتكر لاستخراج الوقود من المخلفات الزراعية ونشرت عنه موضوعا في »‬الأخبار» ولم يعره أحد التفاتا إلا شركة أجنبية تعاقدت معه واحتكرت ابتكاره. الصديق ياسر هاشم يطالب بمنظومة متكاملة للتعامل مع القمامة من شأنها أن تفرز عشرات الأنشطة التي من الضروري تأهيل الشباب لها من خلال مراكز متخصصة وإنشاء هياكل متطورة للعاملين بها مما يجعل منها وظائف جاذبة لكثير من الشباب الطموح خاصة المؤهلين. أما الزميل د. محمود عطية ولأنه صاحب دكتوراة في علم النفس فقد ربط بين دعوات المقال للاستفادة من منظومة التعامل مع القمامة في ضرب البطالة ومقولة عالم النفس الأشهر فرويد »‬أكان ينبغي أن تمر كل تلك السنوات حتي نكتب عن البديهيات».. وأضاف د. محمود »‬مفيش أي معلومات عن امكانية الاستفادة بالزبالة.. فعلا شيء يجنن وأخشي أن أقول أكتب في المتبلم». الخبير البيئي د. حمدي هاشم فيشير إلي مساهماته في طرح العلاجات المطلوبة لمنظومة القمامة في مصر وقد تناولها في محاضراته بالجمعية الجغرافية والمركز القومي للبحوث ونوادي علوم الأهرام بالإضافة إلي عدد من المقالات المنشورة مؤكدا ان مصر تخسر المليارات من الجنيهات سنويا بسبب عدم وجود رؤية علمية واقتصادية واجتماعية للتعامل مع القمامة واستشهد بالشاب شرف إمام خريج العلوم عام ٢٠٠١ وكيف استقال من وظيفته الحكومية وعمل في حقل الزبالة التي يؤكد د. حمدي أنها الحل السحري لمعضلة البطالة بين الشباب مؤهلا كان أو غير مؤهل. ومن شباب ثورة ٢٥ يناير الذين يملؤهم الحماس جاءت كلمات محمد مصطفي حيث يقول ان الشباب الذي نلومه لأنه لا يريد أن يقتحم مجالات مثل العمل في منظومة الزبالة مستعد أن »‬يلحس» تراب مصر لكن بعضهم في السجون والآخرون لايجدون من يسمعهم من أصحاب المصالح. د. وزير وداعا رحم الله الأستاذ الدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة الأسبق وأحد أعلام القانون الجنائي في مصر والعالم، كان سمته شموخ القضاة ومرونة وحزم الحاكمين، لم يخش في الحق لومة لائم، تابعته مندوبا للأخبار في محافظة القاهرة التي تولاها من يوليو ٢٠٠٥ إلي ابريل ٢٠١١ وأشهد الله أنه لم يغضب قط لخبر أو موضوع، كان يراعي أنني مندوب للأخبار في المحافظة ولست مندوبا للمحافظة في الأخبار، كان عتابه رقيقا لا يحول بين أدائي لمهامي بمهنية وبين صداقتنا التي كثيرا ما أكدتها مواقفه وجلساته التي كان يسدي لي فيها خبراته وتجاربه في الحياة. ولا أجد إلا هذه الكلمات التي سطرها أشهر قارئ للصحف الصديق شريف عبدالقادر محمد الذي كتب يقول: بعض المسئولين يتركون بصمة وأثرا طيبا لمصداقيتهم ولبذلهم جهودا ملموسة للمواطنين وهؤلاء يظلون محفورين في وجدان المواطنين خلال حياتهم وبعد وفاتهم إلي رحمة الله.. ومن هؤلاء المسئولين المحترمين الدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة الأسبق الذي توفي إلي رحمة الله منذ أيام. فهذا الرجل كانت له إنجازات عديدة لمسها مواطنو القاهرة والمترددون عليها من خلال مشاهداتهم له علي الأرض. وأتذكر من ضمن مشاهداتي له بالمصادفة اشرافه علي إزالة اشغالات بشارع الكردي بالامام الشافعي صونا لحرمة الموتي،  ولأنه لا يخشي لومة لائم ففي أحد الأيام شاهدت يافظة معلقة علي حامل حديدي عليها صورة رئيس مجلس الشعب الأسبق وأسفلها عبارات نفاق من أحد المنتفعين وتم إنارتها بسلك كهربائي ممتد من عمود إنارة. ونشر لي وقتها كلمة في »‬أخبار اليوم» منتقدا انارة اليافطة بكهرباء مسروقة. وفي صباح يوم النشر تم إزالة السلك واليافطة. رحم الله الدكتور عبدالعظيم وزير المحافظ وأستاذ القانون الذي كان يعمل لمصلحة الوطن والمواطنين وكافح بقدر المستطاع فساد الحزب الوطني الذي كان متفشيا مثل انفلونزا الخنازير وجنون البقر.