لاشك ان مصر ابتليت بأسوأ ما يبتلي به وطن.. فصيل من ابنائه.. ولا جدال ان هذا الفصيل يسعي بكل ما اوتي من قدرات بشرية ومالية غير محدودة إلي تدمير هذا الوطن وتعكير صفو شعبه..ولا خلاف ان استئصال هذا السرطان من جسد الامة لن يكون الا بالبتر.. ولكن هل هؤلاء وحدهم هم من ابتليت بهم مصر.  هل هؤلاء وحدهم هم من يكرهون الرئيس ويحقدون علي الشعب ويحرقون الارض المزروعة ببذور الامل والعمل التي يحاول ان يغرسها السيسي لتطرح مستقبلا يغير وجه الحاضر الكئيب ؟  هل هؤلاء وحدهم هم من يسعون لإقصاء الشباب ودفعهم دفعا نحو الكفر بنظام لم يأتِ سوي علي أكتافهم.. ورئيس لا يخجل من تكرار انه لن يقدر علي شئ الا بهم.. هل هؤلاء وحدهم هم من يلهبون الغلابة بسياط القهر والظلم والغلاء.. هل هؤلاء وحدهم هم من يصرفون بتوافه الامور أنظار الشعب - الذي تحمل ويتحمل كل يوم مرارا يتجرعه في مستشفيات للمرض وليس العلاج.. ومدارس للجهل وليس العلم.. ومواصلات لا تعرف النقل سوي بتذاكر العذاب - عن حلم يبني وعرق يبذل وواقع يتحقق كل يوم؟   بنظرة بسيطة علي كل ما يحدث أتصور ان الإجابة لن تكون أبدا بنعم.. فمهما بلغت درجة كراهية اي عاقل لجماعة الاخوان الإرهابية واتباعها وأشياعها لن يقتنع انهم من يسقون المسئولين والوزراء »‬حاجة اصفرة» حتي يتقيأوا علي الشعب تصريحات من عينة ابن الزبال وغيرها.. لا أتصور انهم من زينوا لمحافظ الاسكندرية الوسيم الاستعانة بزوجته لتسيير أمور المحافظة.. لا اعتقد انهم من يخرجون للرئيس السيسي احاديثه الشهرية للشعب والتي أظهرت حداثة علي مفاهيم الاعلام الحديث لم يعرفها التصوير منذ إسهامات الراحل عبد السلام النابلسي في توتالة »‬يوم من عمري».. لا أظن انهم من يقترحون علي المهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء اختياراته في اعضاء حكومته سواء من الوزراء او المحافظين.. والتي حققت أرقاما قياسية غير مسبوقة كما وعد رئيسها ولكن في الأزمات والتغييرات.. ففي اقل من عام ونصف اجري محلب خمسة تغييرات منذ تكليف المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية السابق له برئاسة الحكومة خلفا للدكتور حازم الببلاوي وحتي حلف المستشار احمد الزند اليمين الدستورية امام الرئيس السيسي امس وزيرا للعدل.. وليس سرا ان تغييره السادس في الطريق كما يؤكد هو ومقربون منه في تصريحات غير رسمية.. بخلاف ما يشاع عن حركة موسعة للمحافظين ستشمل حوالي ١٨ محافظا معظمهم ممن تم تعيينهم خلال الحركة الماضية.. بما يعكس ارتباكا حكوميا غير مسبوق.. وفشلا متكررا لكافة اجهزة الدولة وعلي رأسها الرقابية والأمنية التي لا نكتشف تقاريرها سوي بعد ان نجرب في الشعب وزراء ومحافظين لا يصلحون حتي لإدارة منازلهم. احتقان غير مسبوق شاهدته في عيون طالما ملأها الانبهار بالسيسي.. يأس تمكن من قلوب لم تؤمن للوطن إلا به.. صدمة اختبرتها كما اختبرها كثيرون ممن اعرف عند اعلان تكليف المستشار الزند بحقيبة العدل.. ليس فقط لما تردد عن الاستيلاء علي أراضي الدولة وغيرها من الامور التي تتعلق بالذمة المالية فلم اعتد التعامل مع مثل هذه الأشياء وفقا لما يتداوله الفيس بوك ونشطاؤه.. وأحسب الرجل منها براء.. ولكن الأهم همو ما سمعته بأذني كما اشجي به المستشار الجليل اذان الشعب كله في مداخلته التليفزيونية الشهيرة حول ان القضاة هم الأسياد والباقي هم العبيد.. هل ضاقت علي الدولة الارض بما رحبت ليستبدل محلب وزيرا لأنه ازدري قطاعا من الشعب وهو الزبالين.. بآخر سب الشعب كله.. ختاما لله الامر من قبل ومن بعد ولا تخرج قبل ان تقول سبحان الله.