اهلا... ايه الأخبار» أصبحت عبارة التحية المفضلة المتبادلة بين العديد من الاصدقاء والزملاء خاصة الشباب، وبعد تبادل السلامات والقبلات يتباري كل منهم في سرد الاخبار المثيرة والمحبطة ثم تبدأ وصلة القيل والقال.. وهذا المناخ يكون ارضا خصبة لانتشار الاخبار المغلوطة والشائعات التي تؤثر سلبا علي المعنويات، وهذا الموقف صادفني مؤخرا عندما قررت الاختلاء بنفسي مع كتاب في ركن هاديء بالنادي. جاءت شلة من الاصدقاء من الجنسين في متوسط العمر واختاروا استعمار الترابيزة المجاورة في الركن الهاديء الذي تحول بفضل جدو الهرج والمرج إلي ضجيج حتي استعدوا للبدء في وصلة الثرثرة حتي كدت ان انقض عليهم لتفريغ شحنة الغيظ التي تسللت إلي اعماقي من كثرة الحوارات السلبية من الحديث عن غلاء الاسعار حتي الحكايات والروايات الخاصة بالعديد من الاشخاص من ابرزهم وزير العدل المستقيل محفوظ صابر وسيدة المطار ياسمين النرش.. وصفوا الوزير السابق بالعنصرية وانه يكره الفقراء ويسيء اليهم ويحرم عليهم مهنة القضاء وان سيدة المطار لها تاريخ طويل من الاستهتار والانحلال. والغريب ان الكلام خلا من الموضوعية واستشهدوا بما نقلته وسائل الاتصال الحديثة التي تقوم بنشر كم هائل من المعلومات غير الدقيقة والتصريحات والصور والنكت وفي وقت سريع جدا وبصورة مذهلة تنتشر الاخبار، لم يشر احد المتحدثين انه استمع شخصيا للحوار التليفزيوني مع الوزير المستقيل او حتي قرأ نص الحوار منشورا في صحيفة محترمة او حتي تحليل كاتب قدير كما فعلت بعد عودتي للمنزل، فقد رجعت لاصل الحوار ولم اجد فيه اهانة للزبال او ابن عامل النظافة واكتشفت ان كلام الوزير عندما قال ان القاضي مفروض ان ينشأ في وسط مناسب لا يعني الاساءة لاحد ولكن الهجمة الاعلامية الشرسة حولت المسألة لقضية رأي عام واختار الوزير الاستقالة احتراما للرأي العام اما مسألة سيدة المطار فهي محبوسة ومطروحة امام القضاء والفيس بوك شغل الناس بالتسجيلات المثيرة ووصلات الردح لبطلة القصة. واري ان الملل والسطحية مجال خصب خلق هذا الجو المشحون بالبلبلة والشائعات وترويج الاكاذيب والادعاءات.. فهؤلاء الشباب الذين التقيت بهم عقولهم فارغة فضلوا الجلوس في مكلمة فارغة بدلا من ممارسة الرياضة في النادي او يشغلوا اذهانهم بالعمل والانتاج ومساعدة المحتاجين.