قد تكون تصرفات بعض البشر التي يعاني منها المجتمع حاليا اكثر تأثيرا سلبيا وبشاعة من الامراض المستعصية والمزمنة لتهديدها الوطن وثرواته وامنه القومي فالأمراض تكلف الدولة أموالا باهظة بالفعل ولكنها قابلة للعلاج الذي يصل إلي الشفاء في كثير من الحالات ولكن أمراض الانفلات الاخلاقي اصبحت كارثية وتهدد أمن الوطن والمواطن ولا شفاء لها الا باتخاذ الاجراءات الرادعة. في مقدمة هذه الامراض الاخلاقية التي اصابتنا في مقتل الاهمال والتسيب وليس أدل علي ذلك مما حدث في التليفزيون المصري عندما انقطع البث واسودت الشاشة الصغيرة وهو امر لم يحدث منذ انشاء التليفزيون في الستينيات وموقف كارثي نتيجة اهمال صيانة ومتابعة محولات الكهرباء لمبني »‬ماسبيرو» رمز الدولة والتسيب في عدم محاسبة المهملين.. حوادث الطرق والقطارات ونزيف الاسفلت في كل المحافظات كلها كوارث سببها الاهمال والتسيب في محاسبة المخطئين ويصل الاهمال إلي مداه ونراه يصيب الكثيرين عندما يهملون نعمة الله سبحانه وتعالي التي منحها لهم ولا يزورون الطبيب للعلاج أو المتابعة الا عندما يتفاقم المرض ويصعب العلاج. هل هذه هي الاخلاق التي حثنا المولي عز وجل عليها عندما قال في محكم اياته »‬وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون» سورة التوبة آية ١٠٥.. وهل هذا هو الاسلوب الذي سنعيد به بناء مصر الجديدة التي نحلم بها ونسعي اليها؟!! يا سادة ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم افيقوا يرحمكم الله لأن مصر تمر بمرحلة تاريخية حاسمة لم تشهدها من قبل تتطلب من الجميع التكاتف والعمل باخلاص ومراعاة ضميرهم واعلان مصلحة الوطن قبل ان نندم في يوم لا ينفع فيه الندم